اتفاق نووي موقت.. مكسب لطهران وواشنطن
النشرة الدولية –
لبنان 24 – هتاف دهام
بعد أيام من زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان طهران، جاءت جولة وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان في عدد من دول الخليج، بالتوازي مع إعلان الجمهورية الاسلامية أنها تجري محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة بوساطة عمانية، بشأن البرنامج النووي والعقوبات الأميركية وملف الأميركيين المحتجزين لديها إضافة إلى مسألة الإفراج عن أموال إيرانية متحجزة في الخارج بسبب العقوبات الأميركية.
بدأت جولة عبد اللهيان الاثنين واختتمت من الإمارات العربية المتحدة، بعدما كان قد زار على التوالي قطر وسلطنة عمان والكويت ضمن مسار جديد في العلاقات والتعاون وتفعيل الدبلوماسية البرلمانية، بعد سنوات من التوتر حكمت طبيعة العلاقة بين إيران ودول الخليج باستثناء مسقط.
تسعى ايران إلى الاستفادة قدر المستطاع من الانفتاح على الخليج، خاصة وان علاقتها جيدة مع الامارات وسلطنة عمان وايضا مع السعودية رغم تنفيذ النظام في الرياض لاعدامات طالت عددا من الشبان” الشيعة” والامر نفسه حصل في البحرين، إلا أن المسؤولين في ايران المنزعجين مما يحصل يلتزمون الصمت حيال ما يحصل، انطلاقا مما نص عليه اتفاق بكين لجهة احترام سيادة الدول وحسن الجوار، تقول مصادر سياسية مطلعة على الموقف الايراني لـ”لبنان24″، لكنها تشير إلى أن الأبرز في جولة عبد اللهيان كان في زيارته الكويت التي انتهجت على ما يبدو سياسة جديدة بعد انتخاباتها البرلمانية وتدعو إلى احداث نقلة نوعية في العلاقات مع ايران واهمية الانفتاح عليها.
وتقول مصادر ايرانية لـ”لبنان 24″ إن تعزيز وتطوير العلاقة والتعاون على كل المستويات التجارية والامنية والاقتصادية مع دول الجوار تأتي في أولوية حكومة الرئيس ابراهيم رئيسي، الذي يشدد على ضرورة تطوير الدبلوماسية الخارجية للبلاد، خاصة وان عهد المواجهة لم يكن في مصلحة دول المنطقة على الاطلاق، ولذلك فإن السعي الايراني منصب على تشکیل منتدى الحوار والتعاون الإقليمي.
قد لا تكون واشنطن مرتاحة لتقارب إيران مع دول الخليج، غير أن الأكيد ايضاً ان ثمة اتصالات ولقاءات اميركية – ايرانية عقدت في الاسابيع الماضية في مسقط بين مسؤول ملف الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي الأميركي، برت ماكغورك، والمفاوض الايراني الرئيسي في الملف النووي، علي باقري كني، فضلا عن اجتماعات نيويورك بين المبعوث الأميركي الخاص للشؤون الإيرانية روبرت مالي ومندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة سعيد إيرواني وركزت في المقام الأول على إمكانية تبادل الأسرى مع إيران وردت طهران بالتخلي عن بعض القيود المفروضة على نشاطها النووي المنصوص عليها في الاتفاق النووي، وسط حديث عن توصل الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق نووي مؤقت يشكل مكسبا للطرفين قبل انتخابات اميركا في العام 2024 وينص على عدم تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 60% والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فواشطن تريد الحد من مخاطر التصعيد وأنشطة التخصيب الإيرانية، في مقابل إلغاء كل العقوبات على إيران فورا وسماح الولايات المتحدة لإيران بتصدير مليون برميل نفط يوميا، والوصول إلى بعض الأموال الإيرانية المجمدة حول العالم،
و استمرارًا للمشاورات الدبلوماسية الإيرانية مع الأطراف الاوروبية ايضاُ ، عقد لقاءان وصفا بالجيدين بين كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري، في الدوحة مع نائب مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، وركز على مفاوضات رفع العقوبات، فضلا عن اجتماع باقري مع نظرائه الألماني والفرنسي والبريطاني في أبو ظبي هذا الشهر، والذي سبقه اتصال هاتفي بين الرئيس رئيسي والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أكد خلاله الاول ضرورة الابتعاد عن الإجراءات السياسية غير البناءة في مسار المفاوضات الهادفة لرفع العقوبات عن إيران.
كل هذه الاجتماعات تناولت ملفات تعني الجمهورية الإسلامية والدول الأوروبية أيضاً، وبحسب المعلومات من مصادر إيرانية، فإن ملف أوكرانيا كان حاضراً في هذه اللقاءات، لكن وسط تأكيد طهران أن الدبلوماسية هي السبيل الأمثل لتسوية النزاعات، واقتناعها بأهمية المبادرة الصينية لإنهاء الحرب الدائرة.
لا شك أن دولا غربية عدة أبرزها فرنسا تسعى إلى تحسين علاقتها مع ايران، وسحب فتيل التوتر، والمعروف أن باريس على تواصل مع طهران بشأن ملفات عديدة تخص البلدين فضلا عن قضايا في المنطقة لا سيما لبنان. وكانت ايران قد أطلقت سراح عدد من الأوروبيين من سجونها ومنهم مواطنان فرنسيان، وبالتوازي منعت باريس اجتماعاً مقرراً للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المعارض. والمهم أن فرنسا التي تطرح تسوية لحل الازمة اللبنانية تتطلع إلى نفوذ اوسع من الاستثمار في مرفأ بيروت وتشغيله وإعادة إعماره، والتنقيب عن النفط والغاز، فهي تطمح إلى دور في سوريا مستقبلاً وإلى دخول السوق الإيراني مجدداً وعودة الاستثمارات في القطاع النفطي والاقتصاد الايراني