قضايا شائكة في كوميديا سوداء يطرحها “جمع مذكر تالف”
النشرة الدولية –
مجلة برس بارتو –
بقلم الناقد السينمائي خالد ربيع/المملكة العربية السعودية
فيلم “جمع مذكر تالف” لمخرحه ومؤلفه سيد ماجد السيهاتي يحمل الكثير من النقاشات الجادة حول مسائل وقضايا حيوية مجتمعية تمس مفاهيمنا وعاداتنا السلوكية
سلوكياتنا التي اصبحت جزءا من هويتنا الاجتماعية. وهذا في حد ذاته تناول واعي للمسكوت عنه، خصوصا في الثقافة الذكورية التي سادت مجتمعاتنا.
مسالة التعدد ونظرة الرجل والمراة لها، مسألة إشكالية ناقشها الفيلم في اطار جاد مغلف بسخرية محببة، جعلت للفيلم رونقا جاذبا يستمتع به المشاهد.
هناك الكثير من القضايا التي ناقشها الفيلم، و طرحها بتناول سيسيوثقافي في قالب تعبير سينمائي.
اداء الممثلين جاء طبيعي ومنسجم مع الجو العالم الذي أراده المخرج، ولا شك بان المخرج بذل الكثير حتى يصل بالممثلين الى هذا التقمص بالكوميديا السوداء اللطيفة التي ظهروا بها. ولا شك ان الممثل القدير عبدالله الجفال متمكن كعادته وبليغ في أداءه.
اما الممثل الذي يروي قصته بحس فكاهي (كميل العلي) فقد كان ذكيا وخفيف ظل، استأثر بالكاميرا في لطف وروعة، وبقدر ما كان يدعو للضحك إلا ان قصته تحمل شيئا من الاسى والصراع الذي يشغل حياته.
دور جميل واداء متقن.
بالطبع لن يفوتني اداء الممثلات، الزوجات اللاتي ظهرن وادين ادوارهن بتمكن وعفوية بالغة.
الفيلم بشكل عام عميق ولطيف. جاد وساخر. يثير التفكير ويفجر الضحكات والاندهاش.
هذه توازنات درامية قد تستعصي على مخرج مبتديء، لكنها تسهل على المخرج الواعي صاحب الثقافة والحرفة السينمائية المجودة.
بدا مونتاج الفيلم بتوليف متوازن ولا يترك للمشاهد مساحة للملل او غياب الذهن اثناء المشاهدة.
كما ان السيناريو لماجد السيهاتي جاء محبوكا ورائعا في انتقالات مشاهده وحتى لقطاته السريعة الخفيفة، تدعمه مؤثرات صوتية وموسيقية تكثف الحالات الدرامية التي نشاهدها.
الى حد ما تمنيت لو تكون هناك حركة للممثلين بعيدة عن الاطار المسرحي، لان السينما تنقل ما يدور في البيوت بحيوية حركة الحياة الطبيعية.
ايضا كان للإضاءة دور مهم في تصعيد مستقبلات المشاهد ونقل وادخال مخيلته الى عمق المسائل المطروحة في الفيلم.
____________________________________