السعودية تُذهل والخليج بشبابه قادم
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
اخترق الخليج العربي قلوب العالم، وحفر اسمه بأحرف من ذهب في فكر عشاق كرة القدم وما أكثرهم، وحير طُلاب الجمال في صناعة سحر المكان، فالبنية التحتية القطرية مذهلة والملاعب وروعتها فاقت تصورات جميع الدول المشاركة، والتنظيم دقيق جداً أذهل كوكب اليابان لدقته، وجعل الساعات السويسرية تعيد تنظيم الوقت حسب التوقيت القطري، وحفل الافتتاح كان مذهلاً فاق كل من سبقه من بطولات، ليصبح من قاموا عليها يشعرون بالغيرة الحميدة من روعة ما قامت به قطر، وهنا فقد تعقدت مهمة من بعدهم وأصبحت أصعب، فقطر صنعت المستحيل ورفضت أن تنصاع لغير صوت العقل والثقافة والتاريخ العربي والدين الإسلامي.
بطولة أذهلت كل من في قطر وخارجها، بطولة تستحق أن تنال لقب الأفضل والأجمل والأروع عبر بطولات كأس العالم، فالمنتخبات حضرت بزينتها وقوتها وأبرز نجومها، والتوقعات لنيل اللقب تعددت وتكاثرت حتى وصل العدد لنصف المنتخبات، وتم استبعاد المنتخبات العربية من الحسبان بأن تكون في أدوار متقدمة، ليأتي الرد من السعودية التي أذهلت الجميع بآداء رجولي خارق، وفوز مستحق على منتخب الارجنتين المُرشح للقب وسط ذهول لنقاد العالم ومتابعي كرة القدم، فالسعودية وقطر يصنعان التاريخ كل بطريقته وكل من باب.
لقد أثبت الشاب الخليجي من خلال ما قدمته قطر في استضافتها النموذجية، والسعودية ببراعة لاعبيها أن الخليج سيكون أوروبا الجديدة والمنطقة التي ستشرق منها الشمس، وأنها منطقة الجذب للعالم في شتى التخصصات وبالذات الرياضية، فالخليج يحث الخطا ليثبت للعالم أجمع بأنه يصنع الإنسان القادر على النهضة وتحدي المستحيل، وتجاوز ما يعتقده البعض من فوارق ويصبح في مقدمة الركب، واستطاعت هذه الدول أن تتجاوز الزمن وتسابقه بفضل استخدام التكنولوجيا وتهيئة ابنائها لصناعة الجديد، فجاءت كاس العالم كرسالة للعالم أجمع بأننا في هذه المنطقة العربية سنأخذ دورنا في ريادة الفكر والصناعة وبناء مستقبل العالم.
آخر الكلام:
قد يعتقد البعض ان الرياضة تأتي في مرتبة متأخرة في حسابات الشعوب، لكن وللحقيقة أصبحت تشكل الصورة الحضارية التي تقاس بها الدول، كون الرياضة هي اللغة العالمية المشتركة، وافتتاح قطر وضعها في قلوب سكان الأرض قاطبة، وفوز السعودية جعلها حديث العالم أجمع.