صيف ساخن بانتظار المنطقة!
بقلم: رجا طلب
الراي
النشرة الدولية –
على الرغم من حالة التخبط السياسي الذي تعيشه دولة الاحتلال الاسرائيلي والصراع الشرس بين اقطاب اليمين المتطرف والعودة القوية لفرص بنيامين نتنياهو لترؤس الحكومة القادمة وما تسببت به هذه العودة من خلط للأوراق لدى أغلبية القوى والأحزاب اليمينية المتطرفة، على الرغم من كل ذلك على المستوى السياسي فإن الأمر على المستوى الأمني والعسكري داخل دولة الاحتلال مختلف تماماً ويحافظ على وتيرة عالية من «الجهوزية » في خطة عملياتية تستهدف تحقيق ثلاثة اهداف رئيسية على المدى القريب والمتوسط، الهدف الأول هو صد الهجمات المسلحة الفلسطينية والتى تاتي إما من بعض التنظيمات داخل الضفة الغربية أو من بعض النشطاء المسلحين غير المؤطرين تنظيمياً، وتقريباً فان الاحتلال ومنذ شهر رمضان الماضي وهو في حالة مواجهة شبه يومية مع الثوار الفلسطينيين المسلحين وقد نتج عن هذا الوضع حالة من الاستنزاف لم يسبق إن عانى منها الاحتلال منذ أكثر من عقد من الزمن، وقد دفعه هذا الوضع إلى مزيد من «الاستشراس» والقمع بكل أشكاله، وإلى فقدان الثقة بالأجهزة الأمنية الفلسطينية التي كان يعول عليها القيام بمهام التصدي لمثل هذه الأعمال في الضفة الغربية واضطراره إلى زج قواته مباشرة في مهام المواجهة في الضفة.
أما الهدف الثاني فهو الاستمرار بضراوة في الحرب السرية مع إيران عبر عمليات التجسس والاغتيالات، وهي حرب باتت أقرب للعلنية منها للسرية، وذلك بعد نجاح الموساد الإسرائيلي خلال عقد من الزمن باغتيال عدد كبير من كبار العلماء والعسكريين والسياسيين، وفي المقابل كثف الايرانيون من جهودهم الاستخبارية لرصد مواقع «إسرائيلية» في شمالي العراق وتحديداً في أربيل وفي دول عديدة في أفريقيا وأميركا الجنوبية حسب المعلومات المتداولة، بالإضافة إلى عمليات تم احباطها من قبل الامن التركي والتي كانت تستهدف إسرائليين في اسطنبول.
أما الهدف الثالث فهو الهدف الاستراتيجي والمقصود لبنان وبالتحديد غاز حقل «كاريش» الذي تدعي دولة الاحتلال انه يقع في مياهها فيما الدولة اللبنانية ترفض ذلك رفضاً قاطعاً، وهذا الحقل يشكل مخزوناً ضخماً نسبياً في الغاز في ظل ظروف دولية مرافقة للحرب في اوكرانيا زادت من قيمة الغاز كمصدر مهم للعالم في مجال توليد الطاقة، والحقل تبلغ مساحته بنحو 150 كم² وتشير تقديرات المسح إلى احتمال أن يحتوي هذا الحقل على كميّات تتراوح ما بين 1.5 الى 2 تريليون قدم مكعّب من الغاز، وهو ومنذ اكتشافه في عام 2013 بات بؤرة ساخنة وموضع خلاف استراتيجي بين لبنان ودولة الاحتلال إلا أن التصعيد الإسرائيلي الأخير بإرسال إحدى السفن المسجلة باليونان والتابعة لشركة «انرجيان» البريطانية من اجل البدء بعمليات استخراج الغاز من الحقل يعد تطوراً خطيراً يقرب من مسافة التصادم العسكري.
وهو ما دفع حسن نصر الله زعيم حزب الله إلى الإعلان أن حزبه في جاهزية عالية لبدء الحرب بسبب هذا الحقل.
كل ما سبق هو بمثابة ظروف ناضجة لمواجهة عسكرية في المنطقة، ومن المتوقع ان تساهم زيارة بايدن للمنطقة بزيادتها سخونة كونه يحمل أجندة مزدوجة تجمع الملف العسكري والامني مع ملف الطاقة وهو المتعطش لإحراز تعويض ملموس لخسارته في أوكرانيا.
المؤشرات كلها تشير إلى مواجهة قادمة عبر حرب محدودة نسبياً في لبنان وغزة وتصعيد في الضفة الغربية، تبدأ بسبب «كاديش» خلال هذا الصيف إن لم تُوجد قناة تفاهم أميركي – روسي خلال شهر من الآن في أقصى تقدير تبرد هذه السخونة.