السعودية تحول صحراء العلا “الشبيهة بالبتراء الأردنية” لموقع فني ضمن خطة الجذب السياحي
النشرة الدولية –
تستقطب السعودية كبار الفنانين العالميين للعمل في مشروع يجعل منها وجهة فنية دولية من خلال تثبيت قطع فنية بشكل دائم بالصحراء الشمالية الغربية.
وتمتد القطع الخمس الأولى على مساحة 25 ميلا مربعا يطلق عليها اسم “وادي الفن” وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال“.
ويقع وادي الفن في محافظة العلا، وهي منطقة صحراوية وعرة تشتهر منذ فترة طويلة بمقابرها الصخرية الشبيهة بالبتراء الأردنية، كما أنها مدينة تمتلك مواقعا أدرجت على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
ويعد وادي الفن جزءا من حملة وطنية سعودية بقيمة مليارات الدولارات لتحويل المملكة إلى مركز ثقافي ووجهة سياحية، طبقا للصحيفة الأميركية.
وقالت الصحيفة الأميركية إن تفاصيل مشروع “وادي الفن” بدأت للتو في الظهور مع عودة السعودية لدائرة الضوء الجيوسياسي العالمي، حيث من المزمع أن يزور الرئيس الأميركي، جو بايدن، المملكة خلال الشهر المقبل، بالإضافة إلى مسألة تعزيز إنتاج النفط والمخاوف المستمرة بشأن حقوق الإنسان في البلاد.
لطالما كانت السعودية تسعى لإبعاد اقتصادها عن النفط من خلال رؤية ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، لتنويع مصادر الدخل في المملكة الخليجية المحافظة من خلال إطلاق رؤية المملكة 2030.
وقالت مديرة البرامج الفنية والثقافية في الهيئة الملكية لمحافظة العلا، نورا الدبل، إن وادي الفن جزء من حملة استمرت لسنوات لجذب المزيد من السياح الثقافيين.
وأضافت أن هناك بالفعل دلائل على أن الفن يجتذب الناس، إذ اجتذب معرض “ديزرت إكس العلا” الذي أقيم خلال وقت سابق من هذا العام 24 ألف زائر بزيادة من 9 آلاف زائر عن النسخة الأولى التي اختتمت قبل تفشي الوباء.
محطة لمحبي الفن
ومن ضمن الأسماء التي تعاقدت معها المملكة للمضي قدما في جهود تحويل صحراء العلا إلى مركز فني وثقافي هما جيمس توريل ومايكل هايزر.
وتتضمن خطط الدولة إنشاء أكثر من 12 متحفا لاستكشاف تأثير النفط والبخور والبحر الأحمر على المملكة العربية السعودية. وهناك أيضا خطط لضم المتاحف قطع فنية وطنية، بما في ذلك اللوحة المنسوبة إلى ليوناردو دافنشي “سالفاتور موندي”.
بالنسبة إلى وادي الفن، استعانت السلطات السعودية بالمديرة السابقة لمعرض “وايت تشابل” الفني العام في لندن، إيونا بلازويك، للمساعدة في تنظيم المشروع وترأس لجنة خبراء الفن العام التابعة للهيئة الملكية لمحافظة العلا.
وقالت بلازويك إنها لا تعتقد أن المقاطعة السياسية يجب ألا تمتد لتشمل الجهود الثقافية، لذلك لم تركز على النقاش حول مسائل حقوق الإنسان.
بالإضافة إلى توريل ورائد فن الأرض مايكل هايزر، وافقت الفنانة المفاهيمية، أغنيس دينيس، والسعوديان، منال الضويان، وأحمد ماطر، على تركيب أعمال ضخمة في وادي الفن، على أن ينضم لهم لاحقا مزيد من الفنانين.
وتعتقد بلازويك أن الوادي يمكن أن يصبح محطة لمحبي الفن كما هو الحال مع قاعة مارفا في تكساس ومنتزه الغابة الفني في البرازيل.
وقالت: “لا أعتقد أن هناك أي مكان آخر في العالم يضم كل هؤلاء الجبابرة. سيكون من الرائع رؤيتهم في هذه المناطق المحيطة”.
ويشتهر توريل، أحد رواد حركة الضوء والفضاء في الستينيات، بإنشاء غرف ملونة تحتوي أسقفها غالبًا على أشكال هندسية تسمح للزوار بالنظر إلى السماء المفتوحة.
ويشتهر هايزر، وهو فنان أميركي، بموازنة الصخور الضخمة في مواقع تبدو غير مستقرة وبإنشاء منحوتات ضخمة لأعمال الحفر.
من جانبها، تخطط الضويان، وهي فنانة سعودية نشأت بالمنطقة الشرقية، لإنشاء نسختها الخاصة من المدينة المبنية من طوب اللبن في الوادي وتزيين جدرانها بلوحات ونصوص أنشأها المجتمع المحلي.
وأثناء البحث في المنطقة، تعتقد الضويان أن العديد من السكان المحليين هم على الأرجح من نسل الأنباط القدماء الذين حكموا هناك ذات يوم. وقالت: “أريد أن أتأكد من أن الناس لا يشعرون بأن محيطهم يتفوق عليهم”.