اتهامات متبادلة بين واشنطن وطهران بعد فشل محادثات الدوحة
النشرة الدولية –
كما كان مرجّحاً، انتهت جولة المحادثات الأميركية – الإيرانية غير المباشرة في الدوحة أمس من دون التوصّل إلى تسوية بين البلدَيْن اللذَيْن تبادلا الإتهامات حول فشل المفاوضات، ما يضع الإتفاق النووي الإيراني من جديد على مفترق طرق حاسم وخطر، قد يفتح الباب على مصراعيه أمام احتمال حصول تصعيد أمني أو حتّى عسكري، خصوصاً بين الدولة العبرية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ونقل موقع “أكسيوس” الإخباري عن مسؤول أميركي أن جولة المحادثات النووية غير المباشرة مع إيران في الدوحة انتهت من دون إحراز أي تقدّم، مشيراً إلى أن الإيرانيين أثاروا قضايا قديمة تمّت تسويتها وقضايا أخرى جديدة لا علاقة لها بالإتفاق النووي. واعتبر المسؤول الأميركي أن الإيرانيين هم الجانب الذي يحتاج إلى اتخاذ قرار في شأن العودة إلى الإتفاق النووي، لافتاً إلى أنّه كان يتعيّن عليهم اتخاذه منذ أشهر.
من جانبه، أوضح المنسّق الأوروبي للمفاوضات النووية إنريكي مورا أن المحادثات الأميركية – الإيرانية غير المباشرة انتهت من دون إحراز التقدّم المأمول، مؤكداً استمرار العمل لإعادة “محادثات فيينا” إلى مسارها الصحيح، في حين ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أنها أجرت مفاوضات مكثفة في الدوحة وتبادلت المقترحات مع الطرف المقابل حول القضايا العالقة.
وأشارت في بيان إلى أن كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري سيتواصل مع المنسّق الأوروبي في شأن المرحلة المقبلة من المفاوضات. وكانت وكالة الأنباء الإيرانية “تسنيم” قد كشفت نقلاً عن مصادر إيرانية مطّلعة عن انتهاء المحادثات بين باقري ومورا في الدوحة، مشيرةً إلى أن سبب إنتهاء هذه الجولة من المحادثات هو “إصرار واشنطن على مواقفها السابقة التي لا تضمن تأمين مصالح إيران الاقتصادية من الإتفاق النووي”.
وأشارت المصادر الإيرانية إلى أن “الولايات المتحدة تسعى إلى إحياء الإتفاق النووي لتقييد برنامج إيران النووي، من دون ضمان وصول طهران إلى مزايا الإتفاق الإقتصادية”. كما رأت أن المحادثات في الدوحة لم تؤثر على حالة الانسداد التي تشهدها مفاوضات إعادة تفعيل الإتفاق النووي، “لأنّ الإدارة الأميركية غير قادرة على اتخاذ القرار وغير مستعدّة لقبول خطوط طهران الحمراء”.
والتقى باقري وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة أمس، حيث أكد المفاوض الإيراني أن استضافة قطر للمحادثات النووية دليل على حسن نيّة الدوحة في تبنّي سياسة الحوار، مشدّداً على أن طهران تدعم الدور البنّاء الذي تقوم به قطر في الملفات الإقليمية والدولية. كذلك، بحث وزير الخارجية القطري مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان خلال اتصال هاتفي، العلاقات الثنائية ومستجدّات المحادثات المرتبطة بالإتفاق النووي.