عبير الكندري: نضج ملحوظ بالحركة التشكيلية الكويتية
«اللوحة ليست شخبطة لونية بل قصة بها مشاعر وأحاسيس»
النشرة الدولية –
الجريدة –
فضة المعيلي
فنانة تشكيلية موهوبة صقلت موهبتها بالعلم، مما جعلها تحلّق في فضاء واسع لتحقيق طموحاتها وآمالها الفنية، تتراقص الإيقاعات اللونية على سطح لوحاتها لتجسد صور الجمال المرئية وتعكس ما يدور بداخلها، مشغولة بالاهتمام بأسرتها، وتُقدم رعايتها لوالديها على موهبتها وحياتها الشخصية، مبتكرة ومجددة في مجالها ودائما تقوم بتنفيذ السهل الممتنع… جرّبت جميع المدارس الفنية إلى أن تبلورت شخصيتها كفنانة تشكيلية متميزة، إنها د. عبير الكندري، عضوة هيئة التدريس بكلية التربية الأساسية، التي نتعرف إليها أكثر من خلال اللقاء الذي أجرته مع «الجريدة»، وإلى التفاصيل:
- أي الأوقات تفضلين للرسم؟
– متي ما جاءتني الفكرة و»ضربت براسي» على الفور أستجيب لها وأقوم بالتنفيذ في الليل أو بأي وقت، وجميع أدوات الرسم متوافرة لدي، لذلك متى طرأت الفكرة برأسي أنفذها، إلا إذا كنت مشغولة بالأمور الأسرية، لاسيما أنني أقوم برعاية والدي، كما أن حياتي لأولادي أكثر من أي شيء آخر، وبالتالي فإن مشاركاتي قليلة على حسب المتواجد عندي من الأعمال الفنية، ولكنني أعتبر نفسي أرسم باستمرار بل يوميا، خصوصا مع طالبات الكلية لأني أدرّس مقرر التصوير «الرسم» وأبرز إبداعات الطالبات.
- ما تقييمك للحركة التشكيلية في الكويت؟
– شهدت نضجا ملحوظا سواء من الفنانين كأفراد أو من خلال جهات داعمة للفن والمؤسسات الحكومية وجمعيات النفع العام مثل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وجمعية الفنون التشكيلية وكذلك نقابة الفنانين الكويتيين، وكل منهم يقوم بدور فعال في تقدم الحركة التشكيلية الكويتية وبالتالي أصبح لها حضور عربي وعالمي وظهرت اسماء جديدة في الحركة التشكيلية شاركت في محافل محلية ودولية، ومن المعروف انها حركة رائدة وسباقة في منطقة الخليج.
- هل تفضلين استخدام لون معين أم تقومين بتركيب ألوان معينة؟
– منذ بداياتي الفنية أحاول كل خمس سنوات اكتشاف فكرة معينة أشارك بها في المعارض الفنية، لذلك أستخدم دائما الابتكارات، وأذكر انني استخدمت ورق الذهب في اللوحة مع توظيفه وجعله معبراً عن العمل، بعد ذلك استخدمت عجائن معينة ومكس ميديا «Mix Media” ولا يشترط استخدام لون معين، وفي الفترة الأخيرة اشتغلت على ابتكار جديد أستخدم من خلاله بودرة القطيفة أو المخمل في اللوحات، فأنا أحب كل شيء مبتكر في فترة معينة، وهذا هو الهدف بالنسبة لي، ولأنني ادرس الفنون فلابد أن أبتكر الأفكار الجديدة وأتابع كل ما هو جديد في السوق محلياً أو عالميا، وأحاول أن اطبقه في لوحاتي بالبداية، وبعد ذلك أدرب عليه طالباتي.
- ما المدرسة التي تتبعينها في أعمالك أم تفضيلين تنوع المدارس؟
– بدأت الرسم في الثمانينيات منذ كنت طالبة في الثانوية، ومن البداية بالرسم والهواية لابد من اتباع مدارس فنية معينة، فمثلا المدرسة الواقعية يكون الرسم من خلالها وفقاً للطبيعة الصامتة، وأيضا النقل من صور أو حتى من فنانين محليين أو عالميين خصوصا في مرحلة التدريب، وهذا كان الأساس في البداية إلى أن بدأت بعد ذلك تطوير نفسي، وهذا ما نقوم بتدريسه للطالبات في الكلية حيث نقوم بتدريسهن جميع المدارس الفنية، وبعد ذلك كل طالبة تختار اتجاهها الفني.
أما بالنسبة لي فقد مررت بكل المراحل وجربت جميع المدارس الفنية سواء السيريالية، التكعيبية، التجريدية….. الخ، إلى أن تبلورت شخصيتي كفنانة تشكيلية، وكذلك بالنسبة للألوان استخدمت جميع الألوان من «الباستيل، والرصاص، والخشبي، والمائي، والأحبار» إلى جانب ألوان الحرير، والقماش والزيتي، إضافة إلى العجائن وكل ما يطرأ على البال من مواد يمكن استخدامها استخدمته في لوحاتي المختلفة.
كنت أحب الزيتي لكنه كان يؤذيني برائحته النفاذة التي تؤثر على الجيوب الانفية، أيضا في الآونة الأخيرة أحاول استخدام «الأكريليك» أكثر لأنها سريعة الجفاف، ونحن أصبحنا في عصر السرعة بعكس أيام سابقة كنت ارسم بالألوان الزيتي وأمكث في اللوحة الواحدة ثلاثة أشهر.
- ما اللوحة الأكثر تأثيراً لديك؟
– من اللوحات التي اشتهرت وأصبحت من مقتنيات الدولة لوحة «صانع الدلة» وهي لشخص شايب يشتغل في الدلة، وقد أخذت وقتاً طويلاً لأن الألوان الزيتية تحتاج إلى وقت كي تجف، ومن ثم تحتاج إلى طبقات، وحاليا ليس هناك متسع من الوقت حيث أقوم بتوظيف طاقتي الفنية مع طالباتي وبالنسبة لأفكاري أقوم دائما بتنفيذ السهل الممتنع.
- ما أهم العوامل التي ساهمت في تكوين شخصيتك الفنية؟
– أمور كثيرة على رأسها الوالدان، حيث انهما متذوقان للفن، وأيضا إخوتي كان لهم دور خاصة عندما نفذنا الجداريات في حب الكويت عقب التحرير مباشرة حيث شاركوني في التلوين، ولا أنسى عمي حفظه الله كان من المشجعين لي واقتني احد اعمالي منذ كنت صغيرة بالعمر، والمدرسة كان لها دور كبير جدا في تشكيل شخصيتي منذ المرحلة الابتدائية، وفي المتوسط أصبحت معلمتي الفنانة سامية سيد عمر، في مدرسة «متوسطة مشرف» وكان لها دور كذلك.
وفي المرحلة الثانوية كنت بنظام المقررات، وكان لها دور دقيق جدا في صقل موهبتي بجميع التخصصات في كافة مقررات التربية الفنية حيث اشتغلت في الخزف والتصوير وشغل المعادن، أيضا هناك من الفنانين من كان لهم دور في صقل موهبتي ومنهم الفنان عبدالرسول سلمان، إلى جانب الدورات في رابطة الحرف اليدوية، والهيئة العامة للشباب والرياضة التي أفسحت لي فرصة المشاركة وحققت الفوز وسافرت مع وفود إلى خارج الكويت، وكذلك الكلية كان لها دور، لاسيما في ظل تشجيع أعضاء هيئة التدريس.
- برأيك لماذا يطلق الفنان اسماً على لوحته؟
– اللوحة عبارة عن قصة وبالتالي لابد ان يكون لها عنوان فهي ليست مجرد «شخبطة» لونية وانما هي مشاعر واحاسيس، والفنان حاله كحال الشاعر عندما يكتب قصيدة يحس بها الناس فاللوحة كذلك تُحس، وعندما أطلق على اللوحة اسماً فبالتالي تبدأ تُفهم لأن العنوان هو المعبر عن محتواها، والمثل الدارج يقول «الكتاب يقرأ من عنوانه» أيضا اللوحة تقرأ من عنوانها.