مع تخبط الحياة السياسية اللبنانية… هل يعود سعد الحريري؟
النشرة الدولية –
لبنان 24 – ايناس كريمة –
يعود النقاش السياسي تدريجياً الى النقطة الأساسية بالنسبة للحياة السياسية في لبنان الا وهي الانتخابات الرئاسية والتي بدأت تأخذ حيزاً واسعاً من المفاوضات من دون أن تؤثر على السياق الحالي للازمة الاقتصادية او على مشاورات تشكيل الحكومة والتي تخطو خطوات حذرة نسبياً باتجاه النتائج.
لكن الحياة السياسية في لبنان بدأت منذ اشهر طويلة تتخبط في اللا توازن السياسي لأسباب كثيرة، احد هذه الاسباب بل وربما الاهم هو غياب “تيار المستقبل” عن الساحة المحلية مع ما يمثله في الشارع السنّي، الامر الذي أدّى الى فرض التوازنات الحالية في المجلس النيابي الجديد.
من هُنا يأتي السؤال الاساسي عن إمكان عودة “المستقبل” الى الحياة السياسية وعودة الرئيس سعد الحريري الى “بيت الوسط” ليمارس دوره في المفاوضات المرتبطة بالاستحقاق الرئاسي المقبل او حتى في المشاورات الدائرة حول ملفّ تشكيل الحكومة.
فما دقة المعلومات التي تحدثت عن عودة قريبة للحريري الى العمل السياسي، وهل تحول التطورات في المنطقة دون حصول ذلك؟
استطاع “تيار المستقبل” رغم قرار انكفائه في مرحلة الانتخابات النيابية الماضية وكثرة خصومه في الساحة السنّية، ايصال عدد لا بأس به من النواب بطريقة مباشرة او غير مباشرة واقترب بشكل او بآخر من نصف عدد نواب الطائفة السنّية الذين باتوا اليوم مقرّبون جداً من الرئيس سعد الحريري، حتى أن البعض يقول بأنّ هؤلاء يُبدون استعداداً للانضمام لكتلة يشكّلها الحريري في المرحلة المقبلة. لكن في الواقع، وفق مصادر مطّلعة، أنه باستثناء هذه الوجوه التي تعمل ضمن هوامش حرية واسعة لا يبدو ان “المستقبل” جاهز للعودة الى الحياة السياسية في المدى المنظور.
ثمة شروط مرتبطة بعودة “المستقبل” الى نشاطه السياسي، كذلك فإن بعض العقبات، بحسب المصادر، تعترض طريقه الذي لا يبدو معبّداً حتى على المستوى المحلي، اذ ان “التيار” من جهة ليس في وارد معاودة عمله السياسي من دون خطوات محسوبة خصوصاً وانه انسحب منها لأسباب اقليمية، وبمعنى اوضح، بسبب عدم وجود غطاء سعودي واضح يمكّنه من العمل المؤثر داخل المؤسسات اللبنانية.
لذلك فإن عودة “المستقبل” مشروطة بتبدّل هذا الواقع وذلك من خلال حصوله على رضى سعودي والذي لا يبدو أن سيتحقق الا عبر تسوية كبرى في المنطقة. ورغم ان مؤشرات التسوية بدأت تظهر للعلن من خلال اللقاءات التي يسعى اليها رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي بين السعودية وايران من جهة، والتقارب السوري مع دول الخليج عموماً من جهة اخرى، اضافة الى ما يحكى عن تواصل خليجي بشكل غير مباشر مع “حزب الله” الا انها لا تعني ابداً اقتراب التسوية الكبرى، والتي سينتج عنها اتفاق كامل حول اسم رئيس الجمهورية المقبل، وعودة التوازن الى الحياة السياسية اللبنانية واعادة تفعيل دول الخليج لدورها الاقليمي في الساحة المحلية وعندها ستكون عودة “المستقبل” نتيجة اضافية حتى وان كان الجانب السعودي يرفض الرجوع الى سلوكه السابق الذي تعاطى بأحادية في مرحلة فائتة مع القوى السنّية.