دراسة تكشف “أساطير الإجهاض”… الانتحار والمخدرات وإيذاء الجسم
النشرة الدولية –
الحرة –
تعاطي المخدرات والاكتئاب والأفكار الانتحارية، والإضرار بالجسم.. هي بعض من أساطير ومعلومات خاطئة ارتبطت بالإجهاض على نطاق واسع وعلى مدى عقود، فندتها دراسة حديثة قالت أيضا إن الغالبية العظمى من النساء التي أجريت هذه العملية اتخذت القرار الصحيح.
ونقلت شبكة سي أن أن، عن عالمة النفس الاجتماعي، بريندا ميجور، التي قادت فريق بحث جمعية علم النفس الأميركية، أن الدراسة خلصت إلى أن النساء اللائي تعرضن للإجهاض في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل لم يكن أكثر عرضة لمشكلات الصحة العقلية من النساء اللائي استمرن في حمل غير مخطط له.
وتابعت الدراسة طويلة الأمد، حالة الصحة العقلية لما يقرب من ألف امرأة في 21 ولاية أميركية أردن الإجهاض وقمن به فعلا، ونساء أخريات أردن الإجهاض لكنهن حُرمن منه بين عامي 2008 و2010.
تابعت الدراسة هؤلاء النساء وتمت مقابلتهن كل ستة أشهر على مدى السنوات الخمس التالية. وبنهاية تلك الفترة، توصلت إلى أن 99 في المئة من النساء اللائي أجهضن اتخذن القرار الصحيح.
وأظهرت نتائج الدراسة أن النساء اللواتي أجهضن لديهن مستويات مماثلة، أو أقل من الاكتئاب والقلق من النساء اللاتي رفضن الإجهاض، ولم يكن أكثر عرضة لتجربة إجهاد ما بعد الصدمة مقارنة بالنساء اللائي حملن أطفالهن لفترة طويلة، بعكس ما هو شائع.
ولم يجد البحث أيضا فارقا في نتائج الصحة العقلية بين الإجهاض في الثلث الأول أو الإجهاض في وقت لاحق من الحمل.
مصادر المعلومات الخاطئة
بحسب ما نقلت سي أن أن، عن خبراء، فإن المعلومات الخاطئة عن الإجهاض تأتي من الأصدقاء أو العائلة، أو من خلال قراءة مقالة أو دراسة عبر الإنترنت، أو خلال جلسة مشورة إلزامية قبل الإجهاض فرضتها بعض الولايات.
وقالت الأستاذة المساعدة لعلوم الأسرة في كلية الصحة العامة بجامعة ماريلاند، جوليا شتاينبرغ، التي درست تأثير الإجهاض على الصحة العقلية لسنوات: إن “الإجهاض لا يسبب الاكتئاب، ولا الانتحار أو التفكير فيه ولا تعاطي المخدرات، ولا حتى اضطرابات القلق”.
تشير شتاينبرغ إلى أن الدراسات المنشورة في المجلات الأكاديمية التي خلصت إلى أن الإجهاض يسبب مشكلات في الصحة العقلية، “أجريت بشكل سيء للغاية”، مشيرة أيضا إلى أنها “لم تلتزم بالمبادئ العلمية”.
يشير الخبراء إلى أن بعض هذه الدراسات، تجاهلت تاريخ المرأة من الاضطرابات العقلية السابقة أو تعاطي المخدرات، قبل إقدامها على الإجهاض، وكذلك الأخذ في الحسبان تعرضها لحوادث مثل الاغتصاب أو العنف الأسري.
وقالت ميجور: “راجعنا كل دراسة مشروعة تم إجراؤها عن هذا الموضوع. كانت العيوب المنهجية في العديد من الدراسات التي تم الاستشهاد بها على أنها تظهر ضررا للصحة العقلية للمرأة نتيجة الإجهاض فظيعة للغاية”.
وألغت المحكمة العليا الأميركية، قبل أسابيع، قرار “رو ضد وايد” الصادر عام 1973، والذي يعطي الحق للمرأة في الإجهاض، لتسمح بذلك للولايات بالحق في تقييد الأمر كما كان سائدا قبل السبعينيات، وتنتشر موجة معارضة عبر أرجاء البلاد بعد القرار.