البلدوزر الذي لا يهدأ
بقلم: حمزة عليان

النشرة الدولية –

قد نتفق أو نختلف مع السياسات العامة للنظام في مصر، وباستطاعة المراقب أن يعدد و»بجردة حساب» كل المآخذ والعثرات التي واجهت الرئيس عبدالفتاح السيسي في الداخل والخارج.

 

من السهل أن تعثر على الإنجازات في عهد السيسي وبالأرقام، وهناك نحو 14 ألف مشروع تم تنفيذه من يونيو 2014 إلى يونيو 2020 وبتكلفة بلغت نحو 2207 مليارات جنيه.

 

دعونا نضع الأرقام جانباً، إنما ما تراه العين لا تخطئه الأرقام، لا يمضي أسبوع أو أكثر إلا وهناك مشروع جديد، رجل لا يهدأ وعلى مدار الساعة وضع مصر على سكة التنمية، وهذا يحسب له في بلد تعداد سكانه المتزايد يلتهم الأخضر واليابس.

 

لنلقِ نظرة على دول المحيط العربي، دول في حالة ضياع وخراب، في حين ترى على التلفزيونات بلداً مثل مصر يعيش ورشة إعمار وإعادة بناء بنى تحتية.

 

يوجد خطة للدولة، ويوجد قرار لدى الرئيس، وكأنه يقول من أراد العمل فليلحق بنا لأن القطار أقلع ولا شيء يوقفه، مصر كانت ذاهبة في طريق مظلم لم تكن لتعود منه وهي متعافية.

 

مدن جديدة، أوتوسترادات حديثة اختصرت المسافات بين العاصمة والأقاليم، محطات طاقة نووية، مشروع قناة السويس «إيراد السنة المالية وصل إلى 7 مليارات دولار، العاصمة الإدارية، مجمع الصناعات، متاحف حديثة، بناء مدن إسكانية وغيرها.

 

قل ما تشاء عن عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، لكن لا تستطيع أن تغمض عينيك عن حجم المشاريع التي نفذت على الأرض والمشاريع التي تنتظر دورها.

 

هناك أصوات تنتقد، وهذا أمر طبيعي، وهناك ماكينات تغذي وتشحن باتجاه تصوير عهد السيسي على أنه مستبد وضد حقوق الإنسان، إنما كل إنسان عاقل ومحب لمصر سيكون جاحداً إن لم يلحظ أو يتوقف عند هذا البلدوزر الذي يتحرك في كل الاتجاهات.

 

العالم يمر بأزمات طاحنة انعكست على دول المنطقة، ومنها مصر، سواء في ارتفاع أسعار المواد الأولية والتموين أو بشح تلك الأصناف الأساسية في حياة الشعوب كالأرز والقمح وغيرهما.. وبالرغم من تأثر مصر بتلك التداعيات بقيت عجلة المشاريع قائمة ولم تتوقف بل زادت وتيرتها.

 

لقد نجح الرئيس السيسي في هذا الجانب، خصوصاً في إقليم الصعيد ومحافظات الوجه البحري، مصر اليوم تصدر الغاز الطبيعي ولديها اكتفاء من الطاقة الكهربائية، وهي في سبيلها لتطوير منظومة النقل، وأحدثها افتتاح محطة قطار تعمل بالطاقة الكهربائية.

 

إذا كانت مصر بخير فالعالم العربي سيكون بخير، وهذا ما تخبرنا به حقائق التاريخ والجغرافيا، صحيح أنها أصيبت بعثرات، وانتكاسات مريرة بسبب الرؤساء والأنظمة التي تعاقبت عليها منذ ثورة 1952، وبسبب الفساد والترهل الإداري الذي لازمها، وقد وصل الأمر ببعض الخصوم إلى تسميتها افتراءً بـ «الدولة المتسولة»، لكننا اليوم أمام رئيس يعمل لمصلحة شعبه وبلده، وإن تعرض للإساءات والتشويه والانتقاد… المهم أن مصر خرجت من كبوتها الاقتصادية وهي سائرة في طريق التنمية، وهذا ليس بالسهل على الإطلاق.

زر الذهاب إلى الأعلى