اتفاق على تثبيت الهدنة في اليمن خلال فترة العيد.. والحوثيون يفتحون طريقا بتعز ويضعون شرطا لفتح آخر
وأضاف مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج في بيان أن الطرفين اتفقا في الجلسة على تشكيل غرفة التنسيق المشترك للتهدئة واحتواء أي تصعيد محتمل للعمليات القتالية في الوقت المناسب لضمان صمود الهدنة الإنسانية في البلاد.
وقال المبعوث الأممي “إن نجاح الهدنة يعتمد في النهاية على بناء الثقة، وهناك فرصة لمواصلة تعزيز الالتزام بالهدنة خلال فترة العيد”.
وتأمل الأمم المتحدة في البناء على صمود الهدنة لإحياء عملية السلام المتعثرة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للنزاع الذي طال أمده في اليمن.
ووافق الطرفان في مطلع حزيران على تمديد الهدنة الإنسانية لمدة شهرين إضافيين بعد انتهاء هدنة سابقة بدأت في الثاني من أبريل.
ومن أبرز بنود الهدنة إعادة تشغيل الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء ودخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة وفتح الطرق في مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ سبع سنوات، وهو البند الذي ترفض الجماعة المتحالفة مع إيران تنفيذه، كما تقول الحكومة.
وقال مسؤولون عسكريون إن سبعة مدنيين و20 جنديا سقطوا قتلى وأصيب ما لا يقل عن 100 مدني و50 عسكريا منذ بداية سريان الهدنة الأولى.
من ناحية أخرى قالت منظمة إنقاذ الطفولة إن الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة كانت أكبر قاتل للأطفال في اليمن منذ إعلان الهدنة الأممية في أبريل.
وذكرت المنظمة في بيان أن تحليلا جديدا من وكالة حقوق الطفل يُظهر أن الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة مسؤولة عن أكثر من 75 في المئة من جميع الإصابات المرتبطة بالحرب بين الأطفال، مما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 42 طفلا بين أبريل ونهاية يونيو.
ومن جهتها، أعلنت جماعة الحوثي الإنقلابية في اليمن، عن مبادرة من جانب واحد لفتح طريق فرعي في محافظة تعز بمناسبة عيد الأضحى، في خطوة قالت إنها تهدف لتخفيف معاناة سكان المحافظة التي تفرض عليها الجماعة حصارا خانقا منذ ثماني سنوات.
واشترطت الجماعة خروج القوات الحكومية من تعز لفتح طريق آخر رئيسي بالمحافظة.
وذكرت وكالة الأنباء التي يديرها الحوثيون بصنعاء أن مجلس الحكم التابع للجماعة أكد في اجتماع برئاسة مهدي المشاط أن طريق الحوبان “هو طريق رئيسي تطالب به الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي يستوجب فتحه إخلاء مدينة تعز” من قوات الحكومة.
ولوح المجلس بعدم تجديد الهدنة الإنسانية، إذ اتهم التحالف بقيادة السعودية بعدم تنفيذ جميع بنودها، وقال إن ذلك “مؤشر سلبي لا يشجع على استمرار النقاش لبحث أي تجديد للهدنة”.
وشدد المجلس على تمسكه بالفتح الكلي والفوري لمطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة وصرف مرتبات الموظفين من إيرادات النفط والغاز، واصفا ذلك بأنه “الأساس الصحيح لأي عملية سلام مستقبلا”.
وكانت جماعة الحوثي قد أعلنت رسميا أواخر الشهر الماضي رفضها مقترح المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الذي يشمل فتح طريق رئيسي وثلاثة طرق فرعية إلى مدينة تعز المكتظة بالسكان والخاضعة للحكومة المعترف بها دوليا والتي تسبب حصارها في عرقلة مقومات الحياة.
وأخفقت جولتان من المباحثات نظمتهما الأمم المتحدة في العاصمة الأردنية عمان بين الحكومة والحوثيين منذ مطلع الشهر الماضي في التوصل إلى توافق حول ملف المعابر الشائك، إذ يتمسك الحوثيون بمقترح أحادي يتضمن فتح طرق ثانوية إلى تعز، بينما تصر الحكومة على فتح الطرق الرئيسية التي كان المواطنون يسلكونها قبل اندلاع الصراع في 2015.
في غضون ذلك، قال فريق التفاوض الحكومي بشأن فتح الطرق بتعز الأربعاء إن غروندبرغ لم يدع الفريق لحضور الاجتماع الأخير في عمان لمناقشة رفض الحوثيين مبادرة فتح الطرق الرئيسية.
وأوضح رئيس وفد التفاوض الحكومي عبد الكريم شيبان أن مقترحا جديدا للمبعوث بتاريخ الثالث من يوليو لم يأت على ذكر فتح الطريق الرئيسي الذي ورد بمقترحه السابق.
وكالات