القوى السياسية اللبنانية تراهن على الوقت.. فهل يتراجع حزب الله؟
بقلم: ايناس كريمة

النشرة الدولية –

لبنان 24 –

يستمرّ الكباش السياسي بين القوى السياسية في ظلّ الرهان على الوقت من دون أن يقدّم أي من الأحزاب اللبنانية تنازلات جدّية تؤدي الى إنهاء الأزمة الراهنة في لبنان والتي باتت معلّقة اليوم بملف رئاسة الجمهورية المتمركز في مربّع المراوحة ما يزيد من اتساع رقعة الانهيار بشكل سريع.

وفي هذا الإطار تعمل القوى السياسية على استنزاف بعضها البعض على اعتبار أن كلاً منها يعتبر أن الوقت سيصبّ في مصلحتها، ولعلّ “حزب الله” والقوى المسيحية هم من اكثر الاحزاب رهاناً على لعبة الوقت حيث أنّ هؤلاء يعتبرون أن تمرير الوقت من شأنه أن يؤدي في نهاية المطاف الى فرض تسويات خارجية تكون لصالحهم وتقلّل من امكانيات الطرف الاخر في تحقيق مبتغاه.

يراهن “حزب الله” على التطورات الايجابية الحاصلة في المنطقة وعلى التسويات الكبرى التي بدأت تطلّ برأسها من بوابة تقارب ايران وسوريا والمملكة العربية السعودية، والتي ستؤدي في مرحلة مُرتقبة الى طيّ صفحة العديد من الملفات الشائكة وصولاً الى الملف اللبناني الذي سيتمّ اقفاله أيضاً مع وصول مرشّحه سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية ضمن سلّة متكاملة من التعيينات في المناصب الرسمية الاساسية في الدولة.

ربما يغفل “حزب الله” عن أن الولايات المتحدة الاميركية لا تزال حتى اليوم خارج قارب التسوية، بل لا ترغب بإنهاء الملفات العالقة على وجه السرعة في ظلّ انشغالها بالحرب الروسية – الاوكرانية، لذلك فهي أيضاً تتكيء على الوقت في محاولة لتجنّب أي نوع من أنواع المواجهة، ولكنها في الوقت نفسه لن تدخل، حالياً، في أي صفقة سياسية كبرى في المنطقة، ما يعني أن المماطلة من قِبل “الحزب” قد تؤدي الى استخدام الولايات المتحدة الاميركية لبعض أدواتها بهدف الضغط على “الحزب”. اهم هذه الادوات الملف النقدي بعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، على اعتبار أن الضغوط المالية المترافقة مع ارتفاع سعر صرف الدولار ستجبر “الحزب” على التفاوض والذهاب الى تسوية مقبولة مع الاميركيين.

في المقابل تبدو القوى المسيحية غافلة أيضاً عن أزمة استمرار الفراغ والذي قد يؤدي الى استنزاف المواقع المسيحية الاساسية من دون أن يكون لذلك أثر على موقف “حزب الله” لجهة تراجعه عن دعم مرشّحه الرئاسي لتسهيل حصول الانتخابات الرئاسية. فماذا سيكون موقف المسيحيين في حال استمرار الفراغ في سدّة الرئاسة وحاكمية مصرف لبنان، الموقع الماروني المهم، وفي قيادة الجيش والتي جميعها من شأنها أن تُضعف قدرة الأقطاب المسيحية على التفاوض؟ ولعلّ هذا الامر سيلحق بهم ضرراً كبيراً عندما تنضج التسوية ويحين موعد إبرامها والتي سترعاها مختلف الدول المتنازعة اليوم.

Back to top button