تهديدات الإحترار العالمي تتصاعد… و “الميثان” في الصدارة
النشرة الدولية –
الديار – شانتال عاصي –
أظهرت دراسة جديدة أن غاز الميثان أكثر حساسية للاحترار العالمي بأربع مرات مما كان يعتقد سابقا. وتساهم نتيجة الدراسة في تفسير النمو السريع لغاز الميثان في السنوات الأخيرة، وتشير إلى أنه إذا تُرك دون رادع، فإن الاحترار المرتبط بالميثان سيتصاعد في العقود القادمة.
يعتبر غاز الميثان أحد الغازات الدفيئة القوية، يحبس الحرارة في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بسرعة 80 مرةً أعلى من تلك التي تتسبب فيها الكمية نفسها من غاز ثاني أكسيد الكربون الجوي، كما تُعتبر انبعاثات غاز الميثان مسؤولة عن ربع الاحترار العالمي الحالي. وبالتالي، تتحمل هذه الانبعاثات قدرًا كبيرًا من المسؤولية عن التهديدات المتعلقة بالمناخ مثل الظواهر الجوية القاسية الأكثر حدة وتواترًا، وزيادة انعدام الأمن الغذائي، وزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المعدية، والحد من إمكانية الوصول إلى مياه الشرب الآمنة، وتدهور نوعية الهواء.
وقال عالم الأرض في جامعة نانيانغ التكنولوجية، سيمون ريدفيرن: “يأتي حوالي 40 بالمئة من انبعاثات الميثان من مصادر طبيعية مثل الأراضي الرطبة، بينما يأتي نحو 60 بالمئة من مصادر بشرية مثل تربية الماشية واستخراج الوقود الأحفوري ومواقع دفن النفايات”.
وأضاف: الطريقة السائدة التي يتم بها تنظيف الغلاف الجوي من الميثان هي عن طريق التفاعل مع جذور الهيدروكسيل (OH). ولفت إلى أن جذور الهيدروكسيل تتفاعل أيضا مع أول أكسيد الكربون، الذي تساهم حرائق الغابات بانتشاره بشكل مكثف.
وأكمل قائلاً: في المتوسط يبقى جزيء أول أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لمدة ثلاثة أشهر تقريبا قبل أن يهاجمه جذر الهيدروكسيل، بينما يستمر الميثان لمدة عقد تقريبا، لذا فإن حرائق الغابات لها تأثير بنفوق الهيدروكسيل على تنظيف أول أكسيد الكربون من الغلاف، وتقليل إزالة الميثان.
من جانبه، قال عالم الأرض، إيوان نيسبت: “هذا مصدر قلق حقيقي لأن تسارع غاز الميثان ربما يكون العامل الأكبر الذي يتحدى أهداف اتفاقية باريس الخاصة بنا.”
الآثار على الصحة
أما الآثار المترتبة على الصحة العامة فهي خطيرة للغاية، خاصة بالنسبة للمجتمعات المُهمشة التي تُعاني من نقص الموارد والتي تواجه بالفعل مخاطر غير متناسبة بسبب عوامل مثل عدم الحصول على الرعاية الطبية، وسوء التغذية، وظروف المعيشة أو العمل غير الآمنة، والتمييز، والتعرض لأنواع أخرى من التلوث. بالإضافة إلى تقويض الصحة العامة من خلال تفاقم مشكلة تغير المناخ، يتسبب غاز الميثان (والملوثات المنبعثة بشكل مُشترك) في إلحاق الضرر بالصحة العامة، من خلال المساهمة في تلوث طبقة الأوزون والجسيمات على مستوى الأرض.
يؤدي التعرض لهذا النوع من التلوث إلى إتلاف المسالك التنفسية، وتفاقم أمراض الرئة، والتسبب في نوبات الربو، وزيادة معدلات الإصابة والوفيات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وزيادة مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية. وتشمل العواقب فقدان الإنتاجية، وارتفاع التكاليف الطبية، وزيادة الضغوط على النظم الصحية، نظرًا إلى ارتفاع نسبة ولوج المرضى لغرف الطوارئ والمستشفيات. ومن خلال قمع نمو المحاصيل، يمكن أن يؤدي الأوزون أيضًا إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي.