ماذا يعني عيد الأضحى للموحدين الدروز؟

النشرة الدولية –

لبنان 24  –

أيسر نور الدين

“عيد أضحى مبارك”، لهذه العبارة رمزية كبيرة للمسلمين عمومًا ولطائفة الموحدين الدروز خصوصًا، نظرًا لما يُعتبر أنه العيد الأوحد والأكبر الذي تحتفل به.

ويحتفل الموحدون الدروز بعيد الأضحى المبارك تزامناً مع موسم الحج الذي تمارسه بقية المذاهب الإسلامية، وهو يحمل بالنسبة لهم معان اجتماعية ودينية عميقة قد لا يعرفها حتى أبناء الطائفة الواحدة غير المتقدمين في علم الدين.

وفي حين يلجأ من استطاعت له الحال من المسلمين إلى التوجه للحج خلال العيد، يُستحب عند طائفة الموحدين الدروز أن ينذروا الأيام العشرة الأولى التي تُسمى “عشور العيد” من الشهر المبارك للعفة والصوم والصلاة وزكاة أموالهم بالصدقات والحسنات، ويقصد عدد منهم المجالس والخلوات والمقامات والمزارات والمشايخ الأجلاّء طلبًا لسماع التلاوة المباركة والمذاكرات الدينية.

وفي كل يوم من “عشور العيد”، يتجه الموحدون إلى المجالس فيحيون السهرات الدينية ويقيمون الصلوات ويقرأون الأدعية. وبعض الطقوس الدينية يكون مخولًا ممارسته لمن يرغب، أما بعضها الآخر فيقتصر على المشايخ والمتقدمين في الدين.

هذا من الناحية الدينية، أما من الناحية الاجتماعية فبعض العادات تغير وبعضها الآخر لا يزال كما هو.

ففي كل عام تنتظر العائلات العيد عمومًا لصنع الحلويات أو ما يسمى “نُقْل العيد” الذي هو عبارة عن المعمول والكعك، حيث تتبادل العائلات والجيران “المجابرة” والزيارات والمعايدة استبراكًا في هذه المناسبة.

وما كان يميز عيد الأضحى سابقًا هو تصفية القلوب خصوصًا بين المتخاصمين، حيث كان العيد فرصة للمصالحة وتجديد الصلات وجمع الشمل، أما بالنسبة للأطفال فله طعم آخر، إذ إن كل ما يعرفه الأطفال عن العيد هو المفرقعات والحلويات وثياب العيد.

وفي هذا الإطار، تستذكر هلا، وهي امرأة خمسينية، أيام العيد الماضية، وتقول لـ”لبنان 24″: قبل شهر من حلول العيد كانت عائلتنا في الجبل تستأجر حافلة كبيرة فنتجه مع الأقارب إلى بيروت ونشتري ثياب العيد”، مستذكرة بفرحة تلك الأيام: “كان للعيد نكهة أخرى، ففي أول أيام العيد نرتدي الملابس وتبدأ العائلات بمعايدة بعضها بعضًا حيث كان أهالينا يضعون “الضيافة” على طاولة كبيرة ونبدأ بـ”التنقل، كما كنا نقوم بذبح الأضحية والتوجه إلى دور العبادة لأخذ البركة والاحتفال بالعيد بسلام”.

أما اليوم فالوضع تغير، الجيب ضاقت و”كل مين أصبح همو بحالو” كما أن نمط الحياة لم يعد كما كان والزيارات قلّت وباتت تقتصر على عدد من أفراد العائلة والأصدقاء المقربين. وبالرغم من أن محلات الثياب أصبحت متواجدة في كل أنحاء البلاد إلا أن المشتريات تقلصت لدى نسبة كبيرة من العائلات، وفي ما يتعلق بحلويات العيد فباتت العائلات تصنع أو تشتري “على قد حالها” في حال استطاعت ذلك، وحين نتكلم عن المفرقعات، صحيح أنها لا تزال موجودة بكثرة لكن ثمة أطفال لا يعرفون عنها شيئًا سوى صوتها.

ورغم الأوضاع الصعبة، لا يزال كبار السن ينتظرون العيد كل عام لكي يجبر أبناؤهم خاطرهم ربما بمبلغ مالي صغير أو هدية متواضعة أو حتى عبارة صغيرة قد تصنع داخلهم فرحة كبيرة تتمثل بـ:”عيد أضحى مبارك”.

زر الذهاب إلى الأعلى