الطريقة الأكثر فعاليّة في علاج السمنة

النشرة الدولية –

الديار – شانتال عاصي –

تؤثّر السمنة على صحة أصحابها ليس فقط من ناحية المظهر وإنما كذلك على مستوى الصحة البدنية وسير عمل وظائف ومؤشر كتلة الجسم لدرجة قد تدفع أي شخص للتفكير مرتين قبل تناول أي وجبة في يومه، فيكفي أن نعلم أن هناك %65 من حالات الوفاة سنوياً تنتج عن السمنة مقارنة بـ35% ممن يعانون من النحافة والمجاعات حول العالم.

تؤثر السمنة تقريباً في كافة وظائف أهمها:

– القلب والرئة: تلعب السمنة دوراً كبيراً في ارتفاع الكولسترول في الدم وهو ما يؤدي إلى ترسب الدهون على الأوعية الدموية وبالتالي زيادة الحمل على القلب والرئة، لذلك نلاحظ أن مريض السمنة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض القلبية والجلطات.

– العظام: تؤدي زيادة الدهون إلى زيادة الوزن وبالتالي زيادة الحمل على العظام والمفاصل بالطبع، مما يجعل الإنسان غير قادر على الحركة، بالإضافة إلى أنه يزيد من احتمالات الإصابة بالتهاب المفاصل، وخشونة الركبة وكذلك الدوالي، وقد يشكو من يعانون من مشاكل واضرار السمنة المفرطة كذلك من آلام بمفصل الحوض أو بمؤخرة العمود الفقرى، لأن تلك المفاصل أيضا تعاني من الحمل الزائد عليها، مما يزيد فرص الإصابة بخشونة غضاريف هذه المفاصل وتآكلها وإصابتها بالالتهابات المزمنة.

– السكري: يؤدي تراكم الدهون إلى اعتلال البنكرياس بشكل رئيسي وهو ما يؤدى إلى خطر الإصابة بالسكري من النوع الأول وهو النوع غير المعتمد على الأنسولين، فيما قد يتطور الأمر في حالة الإصابة بأضرار السمنة ليصل إلى السكري النوع الثاني المعتمد على حقن الأنسولين لتعويض الجسم بكم الأنسولين الذي يحتاجه وهنا تكون الحالة معرضة للمعاناة من كثرة التبول وزيادة الإحساس بالعطش.

– ارتفاع الضغط: الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن يعانون بالتبعية من ارتفاع ضغط الدم بصورة ملحوظة؛ لأن ارتفاع الضغط الدم يزيد بثلاثة أضعاف لدى الأشخاص المصابين بالسمنة مقارنة بالأشخاص العاديين.

– السرطان: تزيد السمنة من مخاطر الاصابة بعدة أنواع من السرطان، أهمها (سرطان الثدي، بطانة الرحم، القولون، المثانة، وسرطان الكبد). وقد أوضحت الدراسات أن نسب الحالات المصابة بالسرطان تكون مصاحبة بارتفاع في مؤشر كتلة الجسم بمعدل 8 – 42 %، حيث أن من يعانون من السمنة يكونون معرضين للإصابة بأنواع معينة من السرطان ذات الصلة الهرمونية .

امراض خطيرة تحتاج إلى علاج

أعلنت الدكتورة ناتاليا بوردان، أخصائية طب وجراحة السمنة الروسية، أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة يعيشون في المتوسط 10 سنوات أقل من الآخرين. وتشير الأخصائية إلى أن الأطباء في جميع أنحاء العالم ينسبون السمنة إلى الأمراض الخطيرة، التي تحتاج إلى علاج ومتابعة من قبل المختصين. وعمليا من المستحيل على مريض السمنة أن ينقص وزنه بمفرده.

واكدت بوردان ان مساعدة الطبيب ضرورية ليس فقط لحماية المريض من الحميات الضارة، التي تؤدي إلى فقدان الشهية لاحقا، بل وأيضا لجعل عملية تخفيض الوزن أكثر فعالية. لذلك تحذر وتقول: بعد فترة يعود الوزن في معظم الحالات، إلى الزيادة. لأن جميع العمليات في جسم الإنسان تهدف إلى الحفاظ على الدهون.

وتقول: «لا تؤدي السمنة إلى مشكلات اجتماعية فقط: التنمر، صعوبة تنفيذ المهام اليومية (صعوبة الحصول على الملابس المناسبة، استخدام وسائط النقل وغير ذلك)، بل وإلى مشكلات صحية أيضا – تطور النوع الثاني من مرض السكري، ارتفاع مستوى ضغط الدم، والتهاب المفاصل وتوقف التنفس أثناء النوم وحتى بعض أنواع السرطان. وأظهرت دراسات علمية أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة يعيشون في المتوسط 10 سنوات اقل من الذين لا يعانون منها».

وتشير، إلى أن الذين يعانون من السمنة والوزن الزائد، لا يميلون لاستشارة الطبيب، ويحاولون تخفيض وزنهم بنفسهم، وبالتالي يراجعون الطبيب عندما تتطور عندهم أمراض مصاحبة.

ووفقا لبوردان، يمكن تفسير هذه الحالة بوصم واضطهاد المجتمع للمصابين بالسمنة، ما يفاقم حالتهم وبالتالي يعانون من التوتر وحتى من الاكتئاب أحيانا، واوضحت ان افضل طريقة في الوقت الحاضر لعلاج السمنة، هي الخضوع لعملية جراحية. وتقول: «جراحة السمنة هي طريقة معتمدة سريريا ومثبتة لمكافحة السمنة على المدى الطويل».

Back to top button