الأسواق العالمية تصطدم بموجات التضخم ومخاوف الركود… ارتفاع الدولار وتراجع اليورو والين لأدنى مستويات في عقود

النشرة الدولية –

اندبندنت عربية –

لا تزال أسواق الأسهم العالمية تواجه الضغوط التضخمية ومخاوف الركود، ولا يزال سعر النفط يتحرك دون 100 دولار، في الوقت ذاته تراجعت الأسهم الأوروبية، متأثرة بزيادة التوقعات في شأن توجه مجلس الاحتياطي الاتحادي “البنك المركزي الأميركي” لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى بعد ارتفاع حاد في معدل التضخم في الولايات المتحدة، في حين هبط المؤشر الرئيس في إيطاليا واحداً في المئة مع تزايد خطر انهيار الحكومة.

بيانات التضخم

وهبط المؤشر “ستوكس 600” الأوروبي 0.3 في المئة، وكان المؤشر قد انخفض واحداً في المئة أمس بعد أن أثارت بيانات أعلى من المتوقع للتضخم في الولايات المتحدة التوقعات في شأن إمكانية لجوء مجلس الاحتياطي الاتحادي لرفع سعر الفائدة بأكثر من 75 نقطة أساس التي كانت تتوقعها السوق في نهاية هذا الشهر.

مخاوف المستثمرين

وأدى ذلك إلى تصاعد مخاوف المستثمرين من حدوث ركود اقتصادي، وكذلك إلى زيادة الضغط على البنك المركزي الأوروبي مع انخفاض اليورو إلى ما دون نقطة التكافؤ مقابل الدولار الأربعاء 13 يوليو (تموز).وانخفض مؤشر “أم آي بي” الإيطالي بعد أن قالت حركة خمس نجوم إنها لن تشارك في تصويت على الثقة في البرلمان في وقت لاحق الخميس 14 يوليو، في خطوة يرجح أن تؤدي إلى انهيار حكومة رئيس الوزراء ماريو دراغي. وارتفعت عوائد السندات الإيطالية بشكل حاد كما اتسع فارق العائد مع نظيراتها الألمانية.

من ناحية أخرى، كان بنك “أس إي بي” السويدي وبيت الأزياء الألماني هوجو بوس وشركة الخدمات النفطية النرويجية آكر من بين أكبر الرابحين على المؤشر “ستوكس 600” الأوروبي بعد تحديثات إيجابية للأرباح.وتراجع سهم شركة إريكسون السويدية لصناعة معدات الاتصالات 7.7 في المئة بعد إخفاقها في تحقيق توقعاتها للأرباح الأساسية.

إلى ذلك واصل الدولار الارتفاع، ليصل إلى مستويات لم يبلغها منذ 24 عاماً أمام الين ويقترب من التعادل مع اليورو، وسط تكهنات من المتعاملين بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيرفع الفائدة لمكافحة التضخم. ودفعت الاضطرابات الاقتصادية العالمية سعر الدولار إلى الصعود بشدة باعتباره ملاذاً آمناً للقيمة، ليرتفع مؤشر الدولار الذي يقيس قيمته أمام ست عملات بأكثر من 13  في المئة هذا العام، وزاد بمقدار 0.2 نقطة مئوية اليوم إلى 108.500.

وصعد الدولار بأكثر من واحد في المئة أمام الين ليزيد على 139 يناً للدولار لأول مرة منذ عام 1998، وارتفع في أحدث تداول 1.3 في المئة إلى 139.18 ين للدولار.وتأرجح سعر اليورو مباشرة فوق مستوى تعادله مع الدولار بعد يوم من انخفاضه عن هذا المستوى لأول مرة منذ 20 عاماً. ونزل سعر العملة الموحدة 0.5 في المئة خلال اليوم وهبط في أحدث تداول 0.3 في المئة ليسجل 1.00310 دولار.

وهبط سعر الجنيه الاسترليني 0.2 في المئة إلى 1.18580 دولار مع استمرار المخاوف في شأن التوقعات للاقتصاد البريطاني، على الرغم من إظهار بيانات الأربعاء ارتفاعاً غير متوقع في الناتج المحلي في شهر مايو (أيار).

الذهب يواصل الخسارة

وتراجعت أسعار الذهب واحداً في المئة بعد ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية والدولار، مع تراجع التوقعات للذهب بالفعل بسبب المخاوف من أن يلجأ مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي إلى رفع أكبر لأسعار الفائدة هذا الشهر للتصدي للتضخم المتصاعد.

وتراجع الذهب في العقود الفورية بنسبة واحد في المئة إلى 1718.69 دولار للأوقية. وهبطت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة واحداً في المئة أيضاً إلى 1717.70 دولار. وسجل الدولار مستوى قياسياً مرتفعاً جديداً في 20 عاماً، مما أضر بالطلب على الذهب المسعر بالعملة الأميركية بين المشترين الذين يملكون عملات أخرى.

وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات، مما نال من جاذبية الذهب الذي لا يدر عائداً ثابتاً.وأظهرت بيانات الليلة الماضية أن مؤشر أسعار المستهلكين السنوي في الولايات المتحدة قفز بنسبة 9.1 في المئة في يونيو (حزيران)، وهو أكبر ارتفاع في أكثر من أربعة عقود.

وأدى ارتفاع الدولار إلى دفع أسعار الذهب إلى أدنى مستوى لها في نحو عام الأربعاء بعد تقرير التضخم، لكن تراجع العملة الأميركية ساعد المعدن النفيس على تحقيق انتعاش حاد وإنهاء الجلسة على ارتفاع. وتشير التوقعات إلى أن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيكثف تحركاته للحد من الضغوط التضخمية برفع سعر الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس في اجتماعه القادم للسياسة في 26-27 يوليو.

وعلى الرغم من أن الذهب ينظر إليه على أنه وسيلة للتحوط من التضخم، فإن ارتفاع أسعار الفائدة يضر بجاذبيته نظراً إلى أنه لا يدر عائداً ثابتاً. وانخفضت العقود الفورية للفضة بنسبة 1.1 في المئة إلى 18.98  دولار للأوقية، وتراجع البلاتين 1.5 في المئة إلى 841.96 دولار والبلاديوم 1.3 في المئة إلى 1949.43 دولار.

ارتفاع المؤشر الياباني

وقفزت الأسهم اليابانية مع صعود أسهم شركات صناعة الرقائق الإلكترونية والسيارات نتيجة لهبوط الين إلى أدنى مستوياته في 24 عاماً مع صعود الدولار نتيجة توقع رفع الفائدة الأميركية. وأغلق المؤشر “نيكي” مرتفعاً 0.62 في المئة. كان المؤشر قد فتح على انخفاض 0.63 في المئة بعد أن أظهرت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي ارتفاع التضخم إلى تسعة في المئة في يونيو، لكن الأسهم عاودت الصعود سريعاً مع هبوط الين إلى138  يناً للدولار لأول مرة منذ عام 1998.

وقادت أسهم شركات أشباه الموصلات والمكونات الكهربائية المؤشر “نيكي”. وزاد سهم “كيانس كورب” 3.48 في المئة، كما ارتفع سهم “طوكيو إلكترون” بنسبة 3.33 في المئة، وارتفع سهم “فوجيكورا” بنسبة 2.18 في المئة، وارتفع سهم “سوزوكي موتور” 3.21 في المئة، وزاد سهم “مازدا موتور” 2.21 في المئة، ونزل سهم “كهرباء طوكيو” 7.66 في المئة ليصبح الأسوأ أداء.

 

زر الذهاب إلى الأعلى