مع تواصل الحرائق في جنوب غرب أوروبا… درجات حرارة قياسية في فرنسا وبريطانيا
النشرة الدولية –
شهدت بريطانيا وفرنسا، الإثنين، درجات حرارة قياسية بسبب موجة الحرّ الشديدة التي تجتاح جنوب غرب أوروبا وتسبّبت بحرائق غابات مزيداً من المساحات الحرجية.
وحذّر خبراء الأرصاد الجوية في بريطانيا من حدوث اضطرابات في بلد غير مجهّز لمواجهة ظواهر مناخية قاسية تقول السلطات إنّها قد تعرّض حياة الناس للخطر.
وسجّلت الحرارة 37.5 درجة مئوية في كيو غاردنز جنوب غرب لندن عند الساعة الثالثة بعد الظهر (14,00 ت غ) لتقترب من المستوى القياسي البالغ 38,7 درجات.
وتم تعليق الحركة الجوية في مطار لوتن شمال لندن بسبب “عيوب” في أرض المدرّج ناجمة عن ارتفاع الحرارة.
وتوقع خبراء الأرصاد أن تتجاوز الحرارة الثلاثاء عتبة الـ40 درجة، في سابقة في تاريخ هذا البلد، في وقت يلقي فيه العلماء باللائمة على التغير المناخي ويتوقعون ظواهر مناخية قاسية أكثر تواترا وشدة في السنوات المقبلة.
وستبقى مدارس عدة في بريطانيا مغلقة الثلاثاء بسبب الحر، كما حذّرت السلطات من إمكانية حدوث اضطرابات في حركة النقل.
وعلى الجانب الآخر من المانش، في فرنسا، سجّل عدد من البلدات والمدن أعلى حرارة على الإطلاق الإثنين، بحسب ما أعلنت الأرصاد الجوية.
وسجّلت الحرارة 39,3 درجة مئوية في بريست المطلّة على الأطلسي في أقصى الشمال الغربي لفرنسا، مقارنة بالمستوى القياسي السابق المسجّل في 2002 وهو 35,1 درجة مئوية.
وسجّلت سان بريو المطلة على المانش 39,5 درجة مئوية مقارنة بالمستوى السابق البالغ 38,1 درجة، بينما سجلت نانت (غرب) 42 درجة متخطية المستوى القياسي المسجّل في 1949 والبالغ 40,3 درجة.
وأعلى درجة حرارة مسجّلة في فرنسا على الإطلاق هي 46 درجة مئوية، وقد حدث ذلك في مدينة فيرارغ (جنوب) في 28 حزيران/يونيو 2019.
وقال خبير الأرصاد فرنسوا غوراد لوكالة فرانس برس إنه في “بعض المناطق الجنوبية الغربية، سيكون الحرّ أشبه بالجحيم”.
وفي جنوب غرب فرنسا لم يتمكّن عناصر الإطفاء من احتواء حريقين كبيرين تسبّبا بدمار هائل.
وعلى مدى ستة أيام، واجهت جيوش من عناصر الإطفاء وأسطول من طائرات الإطفاء صعوبة في إخماد حرائق.
وحذّرت مراكز الأرصاد في 15 منطقة فرنسية من خطورة ارتفاع درجات الحرارة، بما فيها منطقة بريتاني (غرب)
والإثنين أجلت السلطات الفرنسية احترازياً ثمانية آلاف شخص في من منازلهم في تيست دو بوش (جنوب غرب)، البلدة الواقعة في حوض أركاشون السياحي والتي طالها من حريق هائل مستعر منذ أيام عدة.
كما اضطر عدد مماثل من سكّان لانديرا لمغادرة منازلهم خشية أن تصل إليها النيران.
وأتت النيران في هذه المقاطعة الفرنسية على أكثر من 15500 هكتار من الغطاء النباتي.
وفي إيرلندا سُجلت 33 درجة مئوية في فينيكس بارك بدبلن، أي أقل ب0,3 درجة عن المستوى القياسي المسجل في 1887، بحسب مركز الأرصاد.
وموجة الحر التي تمتد شمالا هي الثانية التي تجتاح مناطق في جنوب غرب أوروبا في غضون أسابيع.
وسُجلت مستويات حرارة قياسية في هولندا بلغت 33,6 درجة مئوية مع تحذير من احتمال وصولها إلى 38-39 الثلاثاء.
ويتوقع أن تبلغ الحرارة في بلجيكا 40 درجة وأكثر.
وقال خبراء المفوضية الأوروبية إن قرابة نصف (46%) من أراضي الاتحاد الأوروبي معرضة لجفاف يستدعي التحذير منه و11% عند مستوى الإنذار إذ باتت المحاصيل تعاني من نقص المياه.
أتت الحرائق المشتعلة في فرنسا واليونان والبرتغال وإسبانيا على آلاف الهكتارات من الأراضي وأرغمت آلاف الاهالي والسياح على الفرار من أماكن إقامتهم.
وكانت النيران لا تزال تشتعل في منطقة يبلغ طولها تسعة كيلومترات وعرضها ثمانية كيلومترات، قرب كثبان بيلات الرملية الفرنسية الأكثر ارتفاعا في أوروبا، محولة هذه المنطقة الخلابة المعروفة بمواقع التخييم والشواطئ البكر إلى مساحات متفحمة.
وعملت السلطات على إجلاء 8000 شخص قرب الكثبان الإثنين، في وقت تسبب تغيير مسار الرياح في انتشار دخان أسود كثيف فوق مناطق سكنية.
وقال المتحدث باسم الإطفاء أرنو ميندوس لوكالة فرانس برس إن “الدخان سام” مضيفا بأن “حماية السكان مسألة تتعلق بالصحة العامة”.
وأخلت حديقة حيوان مجاورة في اركاشون أكثر من ألف حيوان أرسلتها إلى حدائق أخرى هربا من الدخان.
وكان 16 ألف شخص من السياح والأهالي قد أُرغموا على مغادرة أماكن إقامتهم ومنازلهم، فيما لجأ العديد منهم إلى مراكز إيواء موقتة.
في إسبانيا أودت الحرائق في مقاطعة ثامورا بشمال الغرب براع يبلغ 69 عاما، على ما أعلنت السلطات المحلية.
وفي وقت لاحق الخميس، أعلنت وفاة موظف مكتب في الخمسينات من عمره جراء ضربة شمس في مدريد.
وقالت السلطات إن قرابة 20 حريق غابات لا تزال تشتعل من الجنوب إلى غاليثيا في أقصى شمال الغرب حيث دمرت الحرائق قرابة 4500 هكتار (11,000 فدان) من الاراضي.
في البرتغال، تستمر حالة إنذار من حرائق الغابات، رغم تسجيل انخفاض طفيف في الحرارة التي بلغت الخميس الماضي 47 درجة مئوية، وهو مستوى قياسي لشهر تموز/يوليو.
وأودت الحرائق في البرتغال بحياة شخصين، وتسبّبت في إصابة نحو 60 بجروح، ودمرت ما بين 12 ألف و15 ألف هكتار من الأراضي في البرتغال.
في بريطانيا، تعرضت الحكومة الغارقة في أزمات كان آخرها استقالة رئيس الوزراء بوريس جونسون، لمزيد من الانتقادات لفشلها في التعامل مع الوضع بجدية كافية.
وقالت كارينا لوفورد (56 عاما) لوكالة فرانس برس بينما كانت تتنزه في تانكرتون في الساحل الشمالي بكينت “الوضع مخيف بعض الشيء” مشيرة إلى أن الحرارة تذكرها بأستراليا حيث تعيش.
وقال بول ديفيز كبير خبراء الأرصاد في بريطانيا إن موجة الحر “تتماشى تماما مع تغير المناخ” واضاف لسكاي نيوز إن “قسوة” موجة الحر “مفاجئة” لكنها قد تصبح أكثر تواترا “بنهاية القرن”.
وقالت الشبكة المسؤولة عن البنية التحتية للسكك الحديد إن الخط المتجه من محطة كينغز كروس في لندن إلى يورك وليدز سيُغلق بين الساعة 11,00 ت غ و19,00 ت غ الثلاثاء.
لكن البعض في بريطانيا مثل السباك ديف وليامز البالغ 64 عاما، انتقدوا التغطية الإخبارية المتواصلة لموجة الحر.
وقال لتلفزيون فرانس برس “كفى مبالغة … يتحدثون عنها وكأننا لم نشهد صيفا من قبل”.
من بين الأشخاص الذين كانوا يقصدون الشاطئ موظف البنك أبو بكر، الذي كانت له وجهة نظر أخرى.
وقال مستلقيا على شاطئ برايتون “أنا من السودان … ودرجات حرارة من 40 و45 أمر عادي”.