لوفليشر: الكويت شريك مهم «جدّاً» لفرنسا… نثمِّن للدبلوماسية الكويتية خطها الدائم والمؤكد على الحوار والتفاوض لحلحلة الأزمات
النشرة الدولية –
النهار الكويتية -
سميرة فريمش
بحضور نائب وزير الخارجية السفير مجدي الظفيري أقامت السفارة الفرنسية احتفالاً بمناسبة العيد الوطني الفرنسي وبهذه المناسبة أكدت السفيرة الفرنسية لدى البلاد كلير لو فليشير العلاقات الثنائية بين بلادها والكويت، لافتة الى انها تشبه إلى حد كبير سماء الكويت -فهي صافية.
وأشارت لو فليشير في مؤتمر صحافي عقدته قبيل الاحتفال باليوم الوطني لبلادها بحضور نائب وزير الخارجية مجدي الظفيري ولفيف من السفراء والمدعوين، الى تطور العلاقات بين البلدين في شتى المجالات كالتجارة والاستثمار والتعليم والثقافة كما ازدهرت العلاقات التجارية بشكل خاص خلال طفرة اللؤلؤ في أوائل القرن العشرين، وبلغت ذروة العلاقات في عام 1992 في وقت تحرير الكويت من الغزو العراقي، الذي أسهمت فيه فرنسا بإرسال قواتها في إطار عملية داغيت.
وأشارت الى الحوار الاستراتيجي بين فرنسا والكويت والذي يغطي خمسة قطاعات ذات أولوية (الدفاع، الأمن والشؤون القنصلية، الاقتصاد، الصحة، الثقافة والفرنكوفونية)، مع اجتماعات سنوية على المستوى الوزاري، كما تم استئناف الزيارات رفيعة المستوى، مثل زيارة وزير الخارجية لودريان نهاية مارس.
ولفتت الى زيارة وزير خارجية بلادها للكويت حيث اجرى خلالها محادثات مكثفة مع سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد ووزير الخارجية الشيخ أحمد الناصر، حيث اكدت هذه المناسبة على تقارب وجهات نظر بلدينا بشأن العديد من القضايا الدولية، ولا سيما الأزمات في منطقة الشرق الأوسط.
وتطرقت بالحديث عن العدوان غير المبرر الذي شنته روسيا على أوكرانيا في 24 فبراير، لافتة ان الحكومة الفرنسية قدرت عالياً سرعة ووضوح المواقف التي اتخذتها السلطات الكويتية في المحافل الدولية.
وذكرت ان الحرب في أوكرانيا اصبحت المشكلة الرئيسة للأمن العالمي -غزو دولة ذات سيادة كاملة من قبل عضو دائم في مجلس الأمن، تحت ذرائع مختلقة، لا سيما فيما يتعلق بأسعار المواد الغذائية التي تهدد بشكل خاص الفئات السكانية الضعيفة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
واشارت الى استمرار المحادثات الثنائية بين الكويت وفرنسا حول الأزمات الأخرى خاصة في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما الصراع في سوريا والوضع في فلسطين بما في ذلك مقتل شيرين أبو عقلة أخيراً، مشددة على انه لا يوجد بديل لحل الدولتين لكلا الجانبين للتمتع أخيرًا بالسلام.
وثمنت الخط الدائم للدبلوماسية الكويتية وتأكيدها على الحوار والتفاوض والبحث عن الحلول وقد برز ذلك العام الماضي في قمة العلا وكذلك في العمل هذا العام مع لبنان، معربة عن شكر بلادها للكويت وخاصة وزير الخارجية على مشاركتها النشطة في حل هذه الأزمة الدبلوماسية مع الدول العربية الأخرى.
وحول العلاقات الاقتصادية بين فرنسا والكويت في القطاعين العام والخاص بما في ذلك الاستثمارات في فرنسا، قالت ان الكويت وفرنسا تتمتعان بعلاقات اقتصادية قوية للغاية، مبينة ان التجارة والاستثمار جانبان أساسيان من جوانب علاقتنا الثنائية العالمية.
وتابعت « فرنسا هي المورد الأوروبي الثالث للكويت حيث تمتد صادراتنا على نطاق واسع جداً، من الطائرات إلى العطور، ومن الآلات والإمدادات الكهربائية إلى الشوكولاتة، ومن الأدوية واللقاحات إلى الموضة، والكويتيون على دراية كاملة بجودة المنتجات الفرنسية اضافة الى ان فرنسا من الوجهات السياحية المفضلة لديهم حيث يستمتعون بنمط الحياة الفرنسي.
وتعد فرنسا مستثمراً مباشراً مهماً في الكويت حيث إن أكثر من ربع الشركات الأجنبية المستفيدة من هيئة تشجيع الاستثمار المباشر KDIPA هي شركات فرنسية، لافتة الى ان اجمالي حجم الاستثمارات الكويتية من الاستثمار الأجنبي المباشر في فرنسا يتجاوز 400 مليون يورو، كما كانت الكويت مستثمراً مهماً في فرنسا، كوجهة رئيسة للاستثمار في الأسهم والدخل الثابت في منطقة اليورو.
وشددت على أن الكويت شريك مهم «جدّاً» لفرنسا ونحن نقدر هذه العلاقة الثابتة بشكل كبير و فيما يتعلق بالسياسة الاقتصادية، تشترك فرنسا والكويت في الأولويات ذاتها فيما يتعلق بالتعددية والارتباط العميق بالتجارة الحرة.
وتطرقت بالحديث عن التعاون في مجال الدفاع والامن، مشيرة الى ان فرنسا والكويت تشتركان في علاقة دفاعية طويلة الأمد تم تعزيزها بعد تحرير الكويت، قطعت هذه العلاقة خطوة إلى الأمام بتوقيع اتفاقية التعاون الدفاعي لعام 1992 بين فرنسا والكويت.
واشارت الى ان التدريب العسكري يعد أيضًا جزءاً مهماً من التعاون الفرنسي الكويتي، حيث منذ توقيع اتفاقيات التعاون الدفاعي، قامت فرنسا بتدريب 500 فرد عسكري كويتي فقط بما في ذلك ضباط من جميع الخدمات الثلاث وحتى الطيارين. بعضهم الآن عقيد أو عميد.
ولفتت الى ان جودة الشراكة الدفاعية الفرنسية الكويتية تتجلى أيضًا في عقود المشتريات العسكرية الموقعة للحصول على معدات عسكرية فرنسية حيث تم تسليم 298 مركبة من طراز SHERPA إلى القوات المسلحة الكويتية و 12 إلى الحرس الوطني الكويتي. علاوة على ذلك. 26 من أصل طلبية من 30 طائرة هليكوبتر من طراز CARACAL تم توفيرها بالفعل للقوات المسلحة والحرس الوطني.