صقور الأردن رفعتم الرأس.. والموعد في كأس العالم
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
حلق صقور الأردن عالياً في بطولة آسيا لكرة السلة ووصلوا بقوة للمربع الذهبي، وخسروا في الدور قبل النهائي بفارق نقطة أمام لبنان، وكان الفوز في مباريات المنتخب الحاسمة على إيران وقبلها الصين تايبه قد جعل الطموح الأردني يلامس كأس البطولة، وكان الصقور على بعد خطوة من الظهور للمرة الثاني في القمة الآسيوية لولا أخطاء كان للأعصاب فيها دور واضح، حيث أهدر اللاعبون “15” رمية حرة وخرج محمد شاهر من اللقاء بخطأ لا يقوم به في العادة، لتصبح طريق لبنان سهلة لتحقيق الفوز لا سيما ان نجم المنتخب أحمد الدويري خاض الشوط الثاني بكاملة وهو يعاني من إصابة في ظهره ونقله بعد اللقاء للمستشفى.
الصقور تجاوزوا الجراح والاصابة والضغط النفسي الذي طاردهم من الاعلام واللاعبين في الاردن لعدم ثقتهم بنجومنا، ليبرهن الصقور انهم نشامى وعلى قدر أهل العزم، وأنهم يتجاوزون الصعاب مما يجعلنا نؤمن بأن القادم أفضل وان الموعد في نهائيات كأس العالم القادمة، وسيجدون وقتها الوطن بنجومه وقيادته الرياضة والإعلام يقفون ورائهم في كل هجمة ورمية وتسديدة، كيف لا وهم فرسان الرياضة الاردنية وحملة شعلة الألعاب الجمعية وقدموا مستوى لم يتوقعه الكثيرون وفاق مخيلة الجميع.
لقد حقق صقور الأردن المستحيل بتجاوزم منتخب إيران القوي في لقاء يعتبر الأصعب في طريقهم، وقدموا مستواً رائعاً في ظروف صعبة ليكون التحدي هو العنوان، فالمدرب متمكن ودرس المنتخبات المنافسة باقتدار ووضع الخطط المناسبة لكن الضغط النفسي ورهبة المواجهة مع لبنان الذي فاز على الصقور في نافذة كأس العالم قد جعل التركيز على رد الخسارة وعدم تكرارها، ففقد بعض اللاعبين التركيز في لحظات نادرة ليكون الثمن غالياً بأخطاء لم تحدث في مباريات سابقه، لكننا نجد العذر للنجوم لأن لكل جواد أصيل كبوة ويجب التركيز على جعل الأبطال يضيئون من جديد لا بشحذ السكاكين لطعنهم.
الصقور كانوا على قدر المهمة ورسموا البسمة الاردنية في اندونيسيا، وأكدوا أن الخطط الشمولية للإتحاد سليمة وستحقق المراد الأصعب، فأمامنا نوافذ التأهل لكأس العالم ويجب الاستفادة من كل خطأ حتى نجد المنتخب بين كبار العالم كما هو بين كبار القارة، وهنا يأتي دور الإتحاد بالعلاج النفسي والإداري ومنح الجهاز الفني واللاعبين المزيد من الثقة والتقدير والدعم حتى لا يشعروا بأن الطعنة تأتيهم في الظهر ومن أقرب المقربين، لا سيما أن الاعلام وبعض المتابعين أعلنوا الحرب على عدد من اللاعبين وحملوهم أسباب الخسارة دون أن يجدوا لهم العذر الذي يساهم في رفع معنوياتهم ويجعلهم على أهبة الإستعداد للمواجهات السابقة.
آخر الكلام
شكراً لكم حتى لو خسرتم أمام نيوزلندا في مباراة تحديد المركز الثالث، فقد كنتم بقعة مضيئة في سماء الرياضة الأردن وستخلدكم انجازاتكم وروحكم النشمية التي أبهرت القارة.