مقتل 3 جنود من قوات الأمم المتحدة بينهم مغربي باشتباكات بالكونغو

النشرة الدولية –

قتل جندي مغربي من القوات المغربية العاملة ضمن صفوف بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو)، الثلاثاء، متأثرا بجراحه وأصيب 20  آخرين بجروح طفيفة.

وقالت وكالة المغرب العربي للأنباء، نقلا عن بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية المغربية، إن الجندي توفي متأثر بإطلاق نار خلال هجمات لمتمردين على عدد من المواقع التي تنتشر فيها تجريدة القوات المسلحة المغربية بالكونغو يومي الاثنين والثلاثاء.

وأضاف الجيش المغربي أن هذه الهجمات “تسببت أيضا في إصابة 20 جنديا يعملون في صفوف تجريدة القوات المسلحة الملكية على مستوى موقع نياميليما بجروح طفيفة، والذين تم التكفل بهم على الفور”.

 

من جانبها، أعلنت بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية مقتل جندي وشرطين من قوات حفظ السلام، الثلاثاء، شمال شرق البلاد.

كما قُتل 12 متظاهرا على الأقل، الثلاثاء، في مدينتين في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، في اليوم الثاني من الاحتجاجات ضد بعثة الأمم المتحدة المتهمة بعدم التصدي بفاعلية للجماعات المسلحة.

وصرح قائد شرطة المدن الكولونيل بول نغوما لوكالة فرانس برس أن في بوتيمبو ثالث مدن إقليم شمال كيفو “سقط ثلاثة قتلى من عناصر بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية هم هنديان ومغربي وجريح واحد” و”في صفوف المتظاهرين سقط سبعة قتلى وعددا من الجرحى”.

ويشارك 923 من القوات المسلحة الملكية المغربية ضمن صفوف البعثة الأممية في الكونغو إلى جانب 11 ألفا و461 عنصرا من باكستان والهند وبانغلادش وإندونيسيا وجنوب أفريقيا وتانزانيا وأوروغواي وملاوي.

جانب من الاشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمم المتحدة في الكونغو

وأوضحت مونوسكو في بيان أن القتلى هم “جندي من قوات حفظ السلام” و”اثنان من أفراد شرطة الأمم المتحدة”، مضيفة أن مهاجمين انتزعوا “أسلحة من الشرطة الكونغولية، وأطلقوا النار على أفرادنا الذين يرتدون الزي الرسمي”.

وأشارت إلى أن البعثة الأممية “تدين بشدة هذا الهجوم الذي لا مبرر له”.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع المسؤول الثاني في مونوسكو في كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو الديموقراطية، أكد المتحدث باسم الحكومة باتريك مويايا أن حصيلة الاضطرابات الأخيرة 15 قتيلا و61 مصابا، مضيفا أن العنف “غير مبرر بأي حال من الأحوال”، مشيرا إلى فتح “تحقيق مشترك”.

وقال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة فرحان حق في تصريح للصحافيين في نيويورك إن الوضع الميداني “متقلب للغاية، ويتم حشد التعزيزات”.

وبعد الظهر كان الوضع لا يزال متوتراً في بوتيمبو المركز التجاري الإقليمي المهم حيث شلت الأنشطة.

وأمام قاعدة بعثة الأمم المتحدة قامت قوات الأمن بتفريق المتظاهرين بحسب عدد من الشهود.

وقال الكولونيل نغوما ” نجد أسلحة بين هؤلاء الشباب”.

وفي غوما عاصمة الاقليم أوقعت الاضطرابات “ما لا يقل عن خمسة قتلى”، وفق مويايا. وأفاد مراسل فرانس برس في المنطقة بأن متظاهرا قتل برصاصة في الرأس اطلقت على ما يبدو من داخل القاعدة اللوجستية لبعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمرقراطية.

ونُقلت جثته على الإثر في سيارة إسعاف تابعة للجيش الكونغولي.

وفي وقت مبكر من صباح الثلاثاء، تجمع مئات المتظاهرين في محيط قاعدة مونوسكو اللوجستية وهاجموا معسكر البعثة الواقع في ضواحي غوما. وتمكنت قوات الأمن الكونغولية من احتواء الحشد بالقرب من القاعدة اللوجستية بصعوبة فيما حمل المتظاهرون لافتات كُتب عليها “لم نعد نريد مونوسكو” و”وداعا مونوسكو”.

جانب من الاشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمم المتحدة في الكونغو
جانب من الاشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمم المتحدة في الكونغو

“مجموعة من اللصوص”

وتشهد الكونغو الديموقراطية بانتظام تظاهرات تطالب برحيل الخوذ الزرقاء المتهّمين بعدم التصدي بشكل فاعل لمجموعات مسلّحة محلية وأجنبية تنشط في شرق البلاد منذ نحو 30 عاما.

في مدينة بيني على بعد 350 كيلومترًا شمال غوما في شمال كيفو (شرق)، شلّ المتظاهرون المناهضون لمونوسكو حركة السير.

أُحرقت إطارات في أحياء عدة، وأُغلقت محطات وقود ومتاجر وأسواق. وانتشر عسكريون على الطريق الوطني رقم 4 الذي يؤدّي إلى القاعدة المحلية لمونوسكو. الاثنين في غوما نزل مئات المتظاهرين إلى الشارع تلبية لدعوة منظمات من المجتمع المدني وحزب الرئيس، فيليكس تشيسيكيديو، “الاتحاد من اجل الديموقراطية والتقدم الاجتماعي”.

وبعد أن اقتحموا مقر مونوسكو وقاعدتها اللوجستية، حطموا النوافذ والجدران ونهبوا أجهزة الكمبيوتر والكراسي والطاولات وأشياء ذات قيمة مادية.

وكانت الحكومة الكونغولية قد دانت أيضًا “أي شكل من أشكال الاعتداء على موظفي الأمم المتحدة ومنشآتها”، بحسب مويايا، واعدة “بمحاكمة المسؤولين ومعاقبتهم بشدة”. وتضمّ مونوسكو، التي كانت تُعرف ببعثة الأمم المتحدة في الكونغو قبل 2010، أكثر من 14 ألف عضو في قوات حفظ السلام. وهي تعمل في جمهورية الكونغو الديموقراطية منذ العام 1999.

وهي واحدة من أكبر وأكثر بعثات الأمم المتحدة كلفة في العالم بميزانية سنوية تبلغ مليار دولار. وفي المؤتمر الصحافي المشترك شدّد القائم بأعمال رئيس بعثة مونوسكو قاسم دياني على أن البعثة تأمل أن يعم الاستقرار شرق الكونغو الديموقراطية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى