القوى السياسية اللبنانية تتسلّى بلعبة الوقت.. فمن ينتصر؟
النشرة الدولية –
لبنان 24 – ايناس كريمة –
تعمل القوى السياسية في المرحلة الحالية، بعد قناعة تامّة لديها بدءاً من “حزب الله” وصولاً الى “القوات اللبنانية” بأنّ لا حلّ سياسيا ورئاسيا قريبا، على تحسين شروطها التفاوضية في ظلّ المراوحة القاتلة التي تطغى على الحياة السياسية في لبنان.
من الواضح أن “حزب الله” هو المستفيد الاكبر في هذه المرحلة بشكل أو بآخر وعلى مستويات عدة، سواء من حيث تمرير الوقت أو تقدّم المفاوضات السعودية – الايرانية أو الفراغ الذي يتحكّم بعجلة المؤسسات والذي قد ينزلق الى تجميد بعض المناصب، لأن ذلك من شأنه أن يُسهم في تعزيز شروطه على اعتبار أن كل الظروف المرتبطة بتطورات المنطقة ستكون لصالحه في الأشهر المقبلة. لذلك فإن “الحزب” وبمجرّد تجاهله للأزمة الرئاسية وتوانيه عن أي جهود فعلية لتوحيد صفوف حلفائه السياسيين، يركّز أكثر على بلورة واقعه السياسي وتحسين مقترحاته التفاوضية.
أمّا “التيار الوطني الحرّ”، فهو يعتمد في هذه الفترة على سياسة إخراج خصومه من الملعب السياسي، إذ بعد محاولته قطع طريق بعبدا على رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية وإضعاف حظوظه الرئاسية والاستفادة من رفع الدول الخمس غطاءها عن فرنسا للسير بفرنجية، ها هو “التيار” اليوم يسعى إلى التمهيد لإخراج قائد الجيش جوزاف عون من المعركة الرئاسية وذلك عبر التسلّي بالوقت حتى انتهاء ولايته.
ترى مصادر سياسية مطّلعة أن “التيار” سينتهز فرصة عدم قدرة المؤسسات الدستورية التمديد لقائد للجيش أو تعيين بديل له، وبالتالي سيتمكّن من إخراجه من الملعب السياسي وإنهاء حظوظه الرئاسية. أما “القوات اللبنانية” وقوى المعارضة فهي، وبحسب المصادر، ترى أن الصراع الحاصل بين قوى الثامن من آذار من جهة وعلى رأسها “حزب الله” وبين “الوطني الحر”، وتقييد الحراك الفرنسي وتراجع تأييده لفرنجية سيؤدي تلقائياً ومع مرور الوقت الى تآكل حظوظ مرشّح الممانعة.
وتؤكّد المصادر أن التقدّم الاميركي مجدداً نحو الملف اللبناني سيعني أنه في أسوأ الأحوال سيتمّ التوصّل الى مرشّح توافقي غير مقرّب من “حزب الله” على خلاف ما حصل في “العهد” السابق، وهذا بحدّ ذاته سيعتبر انتصاراً لقوى المعارضة التي قد لا تكون بحاجة لغيره في المرحلة الحالية. لذلك فإنّ الكباش المتناسق الذي يحصل اليوم بالإضافة الى عملية تمرير الوقت من جميع الأطراف سيؤدّي بدوره الى إطالة أمد الفراغ.