مدن النسيان
النشرة الدولية –
حنان جميل حنا / العراق
سبعون عاماً . .
لم تشهد من الدنيا سوى فوضى
وعزلة زادتها قفراً . .
كأن الآخرة أيضاً متواطئة ضدها ..
أمتطى الريح والبحر من كان نديم لعينيها
ونسى بالوصل وعدهِ ..
فأصبحت تتحسس الحياة كمن يلمس زهرة الهندباء
في مهبِ الرّيح
تعلمتْ الصبرَ والصمت في مدن النسيان
فشهد الجميع إنها بكماء ..
كالفيض ملأها الحزن
فلا شيء تملكه .. سوى
غبرة الأرفف المعلقة
و رزمة أوراق صفراء .. مهترئة
كانت قد دونت حروفها
بحبر زهرة خزامة اعتنت بها لزمنِ ..
على حافة البحر المنسي ..
قذفت الأمواج أوراقها .. و هويتها
فأنطفأت وحيدة ..
مثلما جاءت لأول مرة إلى الدنيا
رفضتها مدن النسيان
لحد النسيان ..
كل شيء ينسى ..
حتى القبور
ايضا تموت بالنسيان