“شيزوفرينيا” في إدارة الوحدات
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
مر عامان على انتفاضة مدينة اللد بسكانها الفلسطينين الذين يحملون جنسية العدو، ووقف أبنائها بكل بطولة أمام القوات الصهيونية، ونظموا احتجاجات مُزجت بالدم دفاعاً عن الأقصى الشريف، وانضم إليهم أبناء مدينة بئر السبع وعديد أبناء المُدن الفلسطينية في الداخل، وأظهروا المعدن الفلسطيني الأصيل، المعدن النفيس الذي جعل آبائهم وأجدادهم يتحدّون الموت والمجازر الصهيونية، ويتمسكون بأرضهم تحت الاحتلال على أمل أن تجتمع الأمة وتحرر فلسطين.
وظهر أبطالٌ فلسطينيون يحملون جنسية المحتل، وصفقنا لهم كعضو الكنيست في الكيان الصهيوني، أحمد الطيبي الذي تغنت به جماهير الوحدات وإدارة النادي وصفقوا له مطولاً، وغيره الكثيرين من فلسطيني الداخل ومنهم أقارب لأعضاء مجلس ادارة الوحدات الذين كانوا وما زالوا يستقبلونهم ويحتفلون بهم رغم حملهم جنسية المحتل وجواز سفره، كون وحدة الدم التي تجمعهم أقوى من جواز سفر أجبروا على حمله.
في المقابل تدرس إدارة نادي الوحدات الانسحاب من دوري أبطال آسيا لوجود اللاعب الفلسطيني الأصل مؤنس دبور الذي يحمل جنسية المحتل ضمن فريق منافس، وهنا تظهر المفارقات فما بين الطيبي السياسي ومؤنس دبور لاعب كرة القدم عناصر مشتركة عديدة، فالدبور فلسطيني صمد على أرضه كالطيبي، والدبور يحمل جنسية المُحتل كالطيبي، وكل منهما يمثلان دولة الاحتلال في الخارج، وكل منهما له مكانته في المجتمع العربي، وكل يُثبت الحق الفلسطيني في الوجود بسلاح مختلف، فصفق أبناء الوحدات للسياسي ورجموا الرياضي.
وتولت ادارة الوحدات تقسيم البشر بين مناضل ومُطبع، فأدخلت الطيبي الجنة واعتبرته مناضل، ومنحت الدبور تأشيرة الذهاب لجهنم كونه مُطبع، فأي ازدواج في الشخصية الوحداتية، انه انفصام حقيقي في الشخصية “شيزوفرينيا” يؤدي لقرارات حمقاء، يتبناها أشخاص لا يعرفون خطورة فعلهم والضرر الذي يتسببون به لنادٍ كبير له رسالة تاريخية يؤديها بكل اقتدار، ليس منها رفض لابناء فلسطين وشطب أصلهم والتعامل معهم كأعداء، فهل يرى أبناء الوحدات ان فلسطيني الداخل صهاينة.؟!!
ودعونا نوجه سؤال لأبطال إدارة الوحدات، هل هناك جنسية يستطيع الدبور الحصول عليها غير جنسية المُحتل ويبقى صامداً على أرضه المُحتله؟، فلماذا هذا الانفصام في الحسابات ونحن نعلم ان الصامدين في فلسطين التاريخية هم السلاح الأقوى في مواجهة الاحتلال، والأهم لمصلحة من سيكون قرار الانسحاب إذا تم اتخاذه، في ظل عقوبات منتظرة تهدد النادي بسنوات طوال من المشاركات الخارجية، وهو ما يشكل التهديد الأكبر للرسالة الوحداتية.
أما الحجة الثانية التي يسوق لها بعض أعضاء مجلس الادارة، بأن الفريق الذي سيوجهه فريقهم قد طبع مع الكيان الصهيوني وخاض لقاء مع فريق في الكيان، وهذا يعني ان على ادارة الوحدات شطب لاعبي المنتخب كونهم واجهوا منتخبات أوروبية التقت مع المنتخب الصهيوني في البطولات الأوروبية، وهو ما يظهر ان البعض يبحث عن تدمير صرح كبير بدلاً من النهوض به، ونتذكر جميعاً ان المنظرين في الوحدات لم يقدموا شيئا يذكر للقضية الفلسطينية، لتظهر النوايا ببحث البعض عن بطولات دونكوشوتية في عصر لا يخفى فيه شيء.
آخر الكلام:
الوحدات بطل كأس القدس والكرامة في فلسطين، وخلال دخول وفد الوحدات للمشاركة في البطولة اصطف اللاعبون والاداريون أمام صهيوني ليمنحهم صكوك الدخول، واعتبر البعض هذا الأمر تطبيعاً وآخرون يعتبرونه كزيارة السجين وليس السجان، ان ما يجري في إدارة الوحدات انفصام في الشخصية “شيزوفرينيا ” متطورة والحالة صعبة تحتاج لتدخل جراحي، فإما رفض كل فلسطيني يحمل جنسية المحتل أو قبولهم عدا العملاء وهم قلة.
المباديء لا تُقسم ولا تتجزأ إلا عند من لديهم إنفصام.