الجيش صامد رغم العواصف وثقة اللبنانيين به لا تتزعزع

النشرة الدولية –

لبنان 24 – بولين أبو شقرا

على أهبة الإستعداد، ورغم كل الظروف التي تحيط بالمؤسسة العسكرية، لا يزال الجيش صامدًا أمام هول العواصف التي تضرب لبنان، متحديًا، وباللحم الحي كافة العقبات، واضعًا أمام نصب عينيه لبنان، وأرزه، وأبناءه، من دون أن يتلكّأ ولو للحظة واحدة عن القيام بواجباته الوطنية.

فعلى الرغم من الأزمة الإقتصادية التي طالت لبنان، ومن ضمنها الجيش، استطاعت القيادة، ممثلة بقائد الجيش العماد جوزيف عون، كبح تدهور الأمور داخل المؤسسة العسكرية، من خلال سلسلة من التدابير تم اتخاذها إن كان لناحية التقشف، أو لناحية تأمين جو عمل يتناسب ومعاشات العسكر التي وصلت في أحد الأوقات إلى ما دون 50 دولارا شهريًا.

رغم ذلك، استمر العسكر في القيام بواجباتهم كاملة، على الرغم من الشائعات التي طالت المؤسسة لناحية فقدانها العتيد اللازم لحماية البلاد، وهذا ما تم الرد عليه من خلال معلومات تشير إلى أن ما يقارب 23 ألف طلب جديد سيقدم لقيادة الجيش من قبل أشخاص يريدون الإنتساب رغم الأزمة الإقتصادية، وهذا ما يدحض بشكل واضح ما يتم تداوله عن أن الجيش يعاني من أزمات داخلية، ويثبت ثقة اللبنانيين به.

ولكن كيف صمد الجيش؟

 

مساعدات خارجية

على خط الأزمة، كانت الدول الخارجية في طليعتها الأوروبية والأميركية ودولة قطر على أهبة الإستعداد لتمكين الجيش من مواصلة مهامه، من خلال دعمه ماديًا، أو من خلال تأمين الأسلحة، والسيارات، وحتى الصيانة. فعلى مدار ستة أشهر، لم تنقطع المساعدات القطرية الشهرية، التي أعطت للعناصر الذين يعملون بالخدمة الفعلية زخمًا واسعًا لأجل استكمال مهامهم، عدا عن معاشهم الشهري التي حاولت القيادة بالتنسيق مع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي العمل على تحسينها، أقلها كي يستكمل العناصر أعمالهم.

وتوالت المساعدات الخارجية، وكان جلّ اهتمامها التركيز على إحاطة المعاشات بالقدر اللازم من الدعم، وهذا ما شكّل نقطة تحوّل للجيش خلال الأزمة، استطاع من خلالها أن يثبّت وجوده، والا تتأثر بالمقابل مهامه وادواره، حيث استمرت تمامًا كما كانت قبل الأزمة.

 

عمل إضافي وسياسات

من ناحية أخرى تشير مصادر أمنية لـ”لبنان 24″ إلى أنه قبل الأزمة كان ممنوع على الأفراد أن يقوموا بأي عمل آخر، طالما هم عناصر فاعلون داخل المؤسسة العسكرية.. الإتجاه هذا أخذ منحى مختلف، خاصة خلال سنة 2021، إذ بدأت القيادة، وإلى حدّ كبير تتساهل مع هذا الأمر، حيث بات مسموحًا للعناصر خلال فترات إجازاتهم أن يقوموا بالعمل خارج المؤسسة العسكرية، خاصة وأن سياسات جديدة اتخذت داخل القيادة، إذ تم حصر أيام العمل وإعطاء إجازات طويلة نوعًا ما، وذلك كي يتم التخفيف عن كاهل العناصر أزمة النقل، في ظل وجود باصات نقل مخصصة للعسكر بشكل مجاني.

حل العيد على العسكر هذا العام من دون رأس للجمهورية، إلا أن الأكيد وبظل غياب قائد القوات المسلحة، أي رئيس الجمهورية، فإن الجيش سيبقى جاهزًا لتلبية نداء الوطن، سواء على الحدود، أو في الداخل، فارضًا بيدٍ من حديد الأمن والأمان، متخطيًا كافة العقبات والأزمات..

زر الذهاب إلى الأعلى