د. ناجي أبي راشد لمرضى القلب: إحترسوا من حرارة الصيف… وإرشادات في غياب الكهرباء
النشرة الدولية –
نداء الوطن –
ريتا ابراهيم فريد
أشارت مؤسّسة القلب الألمانية إلى أنّ الحرارة الشديدة في فصل الصيف يمكن أن تتسبّب بخطورة مباشرة على صحّة مرضى القلب، حيث إنّها ترفع خطر الإصابة بانهيار الدورة الدموية وانخفاض ضغط الدم المفاجئ أو الإصابة بضربة حرارية مميتة. في هذا الإطار، تواصلت “نداء الوطن” مع إختصاصي أمراض القلب والشرايين ورئيس قسم العناية القلبية والمدير الطبّي في المستشفى “اللبناني الجعيتاوي الجامعي” الدكتور ناجي أبي راشد، الذي قدّم نصائح وإرشادات يمكن أن يتّبعها المرضى للحفاظ على صحّة قلبهم خلال هذه الفترة، خصوصاً في ظلّ التقنين الحاد في الكهرباء بالتوازي مع التكلفة العالية لتشغيل المكيّفات.
ما هي أبرز المخاطر التي يمكن أن تتسبّب بها الحرارة الشديدة على صحّة مرضى القلب؟
تؤثّر حرارة الصيف على الجميع. لكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون أمراض القلب والشرايين، كارتفاع في الضغط أو قصور في عضلة القلب، يمكن للحرارة الشديدة أن تشكّل خطراً على حياتهم. قد لا تنطوي الأنشطة التي يتمّ إجراؤها عندما يكون الطقس معتدلاً على مخاطر كبيرة مرتبطة بها، لكن بمجرّد ارتفاع درجة الحرارة، يمكن أن تؤدّي إلى الإرهاق الحراري و”ضربة شمس”.
الأشخاص المصابون بأمراض القلب معرّضون جداً للتأثّر بظروف الطقس القاسية. فعندما نتعرّض للحرارة، تستجيب أجسامنا عن طريق التعرّق، وهي طريقة الجسم للحفاظ على درجة حرارة طبيعية. تؤدي الحرارة إلى تضخّم الأوعية الدموية وانخفاض ضغط الدم وارتفاع معدّل ضربات القلب من 10 إلى 15 نبضة إضافية في الدقيقة. يمكن أن يتسبّب هذا المزيج بإصابة الأشخاص الذين يعانون أمراض القلب بمشاكل خطيرة بسبب الضغط على نظام القلب والأوعية الدموية. وإذا كان القلب ضعيفاً، فقد لا يتمكّن من ضخّ الدم بشكل فعّال والحفاظ على ضغط الدم بالمستوى المطلوب. هناك بعض الأدوية التي يمكنها أن تخفّض معدّل ضربات القلب التي تتفاقم أثناء الطقس الحار.
ما هي الأعراض أو العلامات التحذيرية التي قد يشعر بها مريض القلب جرّاء الحرارة المرتفعة والتي تستدعي طلب العناية الطبية؟
يجب الإحتراس من الأعراض التالية، حين تتعدّى درجة حرارة الجسم الـ40 درجة مئوية: تغيّرات الجلد (قد تصبح حمراء أو جافة أو رطبة)، صداع الرأس، التعرّق المفرط، إنتفاخ في أطراف الجسم، دوار أو إغماء، الغثيان أو القيء، التنفّس بصعوبة أو سرعة في ضربات القلب، تغيّرات في الحالة العقلية (مثل الارتباك، النوبات المرضية، الغيبوبة وما إلى ذلك)، عطش شديد، تغيّر في لون البول. وفي حال الاشتباه بالإصابة بضربة شمس، يجب على المريض ألّا يتردّد في الاتصال بالطبيب. وأثناء انتظار المساعدة، من الضروري محاولة خفض درجة حرارة الجسم. وفي ما يلي بعض الإجراءات التي يجب اتخاذها: الجلوس في الظلّ، إزالة طبقات الملابس، وضع الكمادات الباردة.
في لبنان نعاني تقنيناً في الكهرباء وصعوبة في تشغيل المكيّفات. هل من بدائل يمكن أن يلجأ إليها مريض القلب كي يتجنّب الخطر؟
عليه أن يحافظ على رطوبة جسمه من خلال شرب المياه، وأن يتجنّب تناول المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين والسكر لمنع الجفاف. عليه تجنّب ممارسة التدريبات أو الرياضة الشاقّة، تجنّب ارتداء الألوان السوداء أو الداكنة، ويفضّل ارتداء قبعة، وأن يضع كمادات الماء البارد أو أن يرتدي سترة مبللة بالمياه الباردة. وإذا كان يعيش بالقرب من مسطّح مائي (حمام سباحة، بحيرة، نهر)، يمكنه أن يستحمّ عدة مرات خلال اليوم.
لأي مدى يجب على مريض القلب أن يتنبّه من أشعّة الشمس خلال ممارسته السباحة؟
عليه أن يحمي نفسه من أشعّة الشمس من خلال البقاء في الظلّ ووضع قبعة على رأسه، إضافة الى وضع المرهم الواقي من الشمس بشكل متكرّر. ومن المفضلّ أن يتجنّب الخروج بين الساعة 12 ظهراً و 4 بعد الظهر. كما عليه ألا يقوم بمجهود جسدي خلال نزوله الى البحر.
هل من حمية غذائية معيّنة يمكن أن يتّبعها مرضى القلب خلال هذه الفترة؟
يمكنهم تعويض نقص الماء والملح عن طريق الشرب بانتظام، حتى من دون الشعور بالعطش. وفي فترات الحرارة المرتفعة، من الضروري زيادة تناول المياه إلى 1.5 أو 2 ليتر. النقص في الأملاح المعدنية يمكن تعويضه أيضاً بالطعام. وعند السفر أو التنقّلات، عليهم إحضار ما يكفي من عبوات المياه. أنصحهم أيضاً بتناول الفواكه والخضروات الغنية بالماء، مثل البطيخ، الشمام والطماطم. في المقابل أنصحهم بالابتعاد عن شرب الكحول، حيث إنّها تعزّز الجفاف. وأن يتجنّبوا المشروبات السكرية أو التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين، والمشروبات التي لها تأثير مدرّ للبول.
من المعروف أن الذين يعانون قصور القلب ممنوع عليهم أن يشربوا كميات كبيرة من المياه. كيف يمكنهم التعامل مع هذا الموضوع خلال فترة الصيف؟
يجب أن يقيسوا وزنهم في الصباح والمساء لتقدير توازن السوائل في الجسم على مدار اليوم. فإذا ازداد وزن الجسم أكثر من خمسمئة غرام، من المحتمل أن تكون الكمية التي شربها الشخص مرتفعة للغاية. أما إذا فقد الجسم وزنه على الرغم من تناول كمية كافية من السوائل، فقد يكون من المناسب تقليل جرعة دواء التجفيف بعد استشارة الطبيب.
هل من نصائح عامة لمرضى القلب في هذه الظروف؟
عليهم أن يتناولوا أدويتهم بانتظام، وأن يبقوا على تواصل مع الطبيب المعالج واتباع إرشاداته لوجوب تعديل في نظام الأدوية، خصوصاً تلك التي تتسبّب بالجفاف أو تفاقمه، مثل مدرّات البول (diuretics)، والعلاجات التي تحدّ من زيادة النتاج القلبي مثل (beta-blockers) أو حتى اختلال وظائف الكلى وتفاقم التأثيرات الحرارية وفرط بوتاسيوم الدم (ACEi, ARB’s).