أي رسائل في “عين الحلوة”
بقلم: ريتا بولص شهوان
النشرة الدولية
الخبر –
رسائل كثيرة بأحداث “عين الحلوة”. يمكن لعالم الجريمة دراستها. ويمكن للمضطلع على الملفات الدولية ان يفهمها، ويعيد صياغتها. كما يمكن لابن الشارع ان يفك بعض معانيها السطحية.
ابن الشارع، الشارع الصيداوي. خائف من سلخ صيدا عن لبنان. يشعر في هذه اللحظات انه بخطر ما. وهذا الخوف نفسه، سيولد رايين: اما تعاطف مع الفلسطينيين ونقمة من الإرهاب. او نقمة من كل المخيم الذي يمتد على مساحة كبيرة من صيدا.
الراي العام العربي والغربي المتقاطع سيحدد الأمور بتسمياتها: جند الشام، عصبة الأنصار. والفصيلتان مصنفتان بالارهابيتين. لا يهم كيف دخلوا مخيم عين الحلوة، المعروف بانه ملجا الهاربين من العدالة. المهم انهم فصيلتان ارهابيتين. ويجب التعامل معهم كذلك. بالتالي على من تقع مسوولية ضبط المخيم: هذا شان أمن المخيم، الذي من المفترض انه يمسك كل زمام الأمور، وحتى لو تشاور مع حزب الله وامنه يعود القرار النهائي له، ونموذج على ذلك مخيم برج البراجنة.
اذا بالنسبة للغرب والدول العربية التي تلتزم بلائحة الإرهاب، جند الشام إرهابي. هل هذه اذا رسالة الى تلك الدول؟ خصوصاً ان تلت عملية اغتيال المسوول الأمني أبو اشرف العموشي عملية اغتيال أخرى قامت بها الجماعة الإسلامية، وهي أيضا بالنسبة الى الامارات، حيث يقطن الحريري (الكبير) مصنفة بارهابية.
لو تمددت أكثر تلك الإشكالات الأمنية، لكان السؤال سيطال كل الدول المصنفة “سنية”، باعتبار ان مدينة صيدا، ذي أكثرية سنية، عن رايهم بالمخيم، الواقع السني الذي أصاب صيدا من باب “فلسطين”، الذي يعيش في دولة الاحتلال مصاعب جمة، تكلم عن إدارة السلطة الفلسطينية كثيرا محمد الدحلان (يقطن في الامارات كذلك الامر) ، ورايهم بالواقع السني في ظل مخيم وتاثير ذلك عليهم، ولتحولت الازمة الى إشكالية عربية – غربية.
لكنها حصرت. الا انه من المهم اختصار ان ارض المخيم، هي ارض خصبة للارهاب، الذي التجأ الى عين الحلوة، كما الجريمة المنظمة. اللافت، ان الاعلام وقع ضحية توصيف الجريمة المنظمة، والإرهاب، فراحوا يبحثون عن من يدور بفلكه “الصومالي”، في حين ان الإرهاب او الجريمة المنظمة انما هي جريمة عابرة للحدود والأحزاب والأديان والجماعات، فمن غير المنطقي البحث عن جهة تدعم هذا الإرهاب او هذه الجريمة المنظمة. اذ ان من يدعم جند الشام قد يكون أي مصدر تمويل او مصدر أدلجة، يحفزهم على مفاهيمهم.
المؤكد، ان المخيم “فالت” أمنيا. يشرح المتخصص في الجماعات الإسلامية عباس شريفة لموقع “الخبر” ان هذه الجماعات المذكورة في احداث عين الحلوة انما هي أسماء كانت تظهر في أي استحقاق امني في لبنان او في سوريا، ففي 2017، عند استهداف عرسال وتم قتل أطفال ومدنيين بحجة ضرب الإرهاب، ذكرت هذه الجماعات. كما في احداث نهر البارد. حتى انه على حد تأكيده ان ظهور فتح الإسلام كان بالتنسيق مع المخابرات السورية لضرب مخيمات نهر البارد. ولفت الى انه هناك محاولة في لبنان لتفكيك المخميات الفلسطينية وإيجاد الإرهاب لذلك لتسويغ عمليات الجيش داخل المخيمات والقاء العتب الأخلاقي لاي انتهاكات تتم بحجة ان العمليات تستهدف تنظيمات إرهابية. لذا برايه ان هذه التنظيمات مصنعة وظيفية وهي لعبة استخباراتية يجب النظر الى من يستثمرها سياسيا.