“عذراً يا ميناءَ النعيمِ”
النشرة الدولية –
مريم كردي مغربل
الديار –
عذراً يا ميناءَ النعيمِ
ودماءَ الياقوتِ
على جسدكِ يا بيروت…
وسَطا صوتَ السوطِ الغصوبِ
في دقيقةِ صمتِ الغروبِ…
رفرفَ الكونُ رأفةً لنبأ المرفأ المنكوبِ…
بَصمةُ وَصّمةُ عار في عتمةِ التاريخِ المكتوبِ…
عذراً وصلاةً وصبراً…
يا سيدةَ العواصمِ…..
وبأي عذرٍ نُعزيكِ !!!
وحمم غيمة بيضاء حمراء غافلتكِ…
غصَ السوادُ حين غطاكِ….
وطوى الردى حمامَ الوفاءِ
الفداء لندائكِ…
سلامٌ ورحمةٌ عليهم الشُرفاءُ حُماتكِ….
سلامٌ لأرحامٍ حملتهم….
للشهامةِ والشهادةِ رايةً نذرتهم….
لراحةِ أرواحهم السماء زفتهم….
أكاليلُ الأرزِ بأسمائهم تزينتْ….
والمآتم والمآسي في ساحاتِ الحزنِ تزاحمتْ…
إن المآثم من المرفأ لاحتْْ وفاحتْ…
عذراً يا بيوتَ بيروت العتيقةِ….
يا قديمةَ المدنِ في ألواحِ تلِ العمارنة….
عراقةٌ لم تصنعها أبراج وإنارة….
فكيف تصيري حجارة !!!
وأنتِ تاريخٌ وحضارة…
معبر الشرقِ المجيدِ…
ومرفأ الحريرِ المنيرِ….
نعم ! كنتِ ميناء النعيمِ !
وكيف لأنفاسِ الموؤدةِ أن تستكينَ !!!
من ذلِ الظلمِ وظلِ الظلامِ
كطائرِ الفينيقِ ستستفيقُ….
عذراً منكِ يا بيروت…
والتراثُ تكومَ رُكَاماً ورَمَاداً…
يا مدينةَ الأحلامِ والأقلامِ…
يا مدينةَ العشقِ والشقاءِ أنتِ…
مواسم شقائق النعمانِ لا تنتهي…
وآثار جلداتِ السنينِ نُقِشتْ…
على جبينِ جدرانكِ المتشققةِ…
أوسمةً لجدارتكِ الأسمى…
ورجفات ترابكِ تحت الأنينِ رتلتْ النشيدَ…
بصمتِ صمودِ الصنوبرِ المحترقِ….
رثاءً للتراثِ والإرثِ المحتضرِ…
ذَلك من طقوسِ العقابِ القاهرِ…
كي لا ننسى….
وكيف ننسى !!!
تاريخٌ لا يطمسَ ولن يطمرَ…
سترويه يوماً سنابلُ المرفأ المندثرِ…
نابتةً ومرويةً بدماءِ الياقوتِ والمطرِ….
شاهدةً أمام محكمةِ تاريخِ المحنِ والحجرِ…..
مذكرةً بألمٍ لبناني تألى بألا ينسى ٤ آب….
لن تتنحى أو تنحني الحقوقُ…
ولن تمحى الحقائقُ
ولا الوقائعُ…
من أرضكِ يا أمَّ الشرائعِ…
يا بيروت…
فعذراً دونَ عُذرٍ….
قد تَعذرتْ وإنتهتْ كُلَّ الأعذارِ !!!