“أعشقني” رواية المستقبل: وعيٌّ ضد مستقبل أكثر تأزماً رواية للأديبة د. سناء الشّعلان (بنت نعيمة)

النشرة الدولية – قراءة: عقيل هاشم/ العراق

بعد أن تبين أنّ العصر هو عصر السّرد خلافاً لبقية الأجناس الأدبيّة الأخرى، يسعى الرّوائي المعاصر عن طريق التجريب إلى خلخلة النسق الروائي دلالة وصياغة وتشكيلاً، وبالمحصلة ينتج عنه بزوغ مستجدات على تلك الحقبة، بل وكان انعكاساً لما آلت إليه الكتابة الروائية في شكلها التجريبي فيما يسمى –تسريد المستقبل- والمشكّلة للخطاب الروائي سرداً- ونقداً، وقد تمثل ذلك في رواية “أعشقني”.

أقول وبما أنّنا في العولمة عصر الشك ولا يقين، وهذا الشك ملمح بارز في حركة الرواية الجديدة، جعل من الكاتب والقارئ منظومة وعي معرفية تواصلية لقراءة أحجية ما يجري لحاضرنا, فالقارئ لم يعد ساذجاً لتقبّل كل شيء يقال له، وبالتالي بات يتساءل عن كل ظاهرة جديدة وهي بالتالي تقلقه وتهز كيانه إن لم يجد لها حل.

إنّ الروايات التي تُـعْـرَفُ بروايات «الخيال العلمي» مثلاً، تَنهض على حدثٍ رئيس يدور حول التنبؤ بنتائج الظواهر العلمية في حياة البشر، وقد تجلّى لقراء الرواية صحة تنبؤات عديدٍ من هذه الروايات، تلك الروايات التي هيّأتْ مداركَهم لتقبلها، والتوقع بوقوعها، كرواية (عالم جديد شجاع) لـ ألدوس هكسلي، الصادرة عام 1932م التي تنبأتْ بما سيخسره الإنسان كلما تطورت التكنولوجيا، ونظراً لكون الرواية بطبيعتها فناً طليعياً يَـرُودُ المستقبلَ مستكشفاً آفاقه، بل إنها لا تُعبّـرُ بأحداثها عن الماضي أو الحاضر إلا لأجل رؤيةٍ مستقبلية تنطوي عليها بين هذه الأحداث، وتَغُورُ في بواطن شخصياتها؛ فالروايةُ فـنٌ زمنيٌ بامتياز ينبني على رؤيةٍ خاصة للزمن، ويوظف عنصرَ (الزمن النفسي) توظيفاً جيداً، ذلك الزمنُ الذي تعيشه شخصياتُه المرسومةُ وتحيا فيه.

إنّ التطور في التقنية السردية المعتمدة في الرواية الجديدة، شكل مقدمة ثورية بغية التخلص من تقنيات الرواية التقليدية، علاوة على إضافة جديدة في البناء الفني للرواية، التي تقوم على إخراج القارئ من سلبيته، لذا صار لزاما ترسيخ مفهوم الذات في زمن الهوية الرقمية، التي تعدّ أكثر سيولة، إذ لا يمكن التثبت منها، فثمة القدرة على التقنع الدائم، وخلخلة منطق المكان والزمان، الذي يمكن أن يعاد تشييده رقمياً، بل اختلاقه دون مرجعية.

روایة “اعشقني” للأديبة د. سناء الشعلان، وقد صدرت في ثلاث طبعات، الطبعة الأولى صدرت في عام 2012، وهي  فائزة بجائزة دبي الثقافية للإبداع للعام 2010/2011 في دورتها السابعة، والطبعة الثانية صدرت في عام 2014، في حين صدرت الطبعة الثالثة منها في عام 2016. تتكون الرّواية من (217) صفحة من الحجم المتوسط، تمثل هذه الرواية نموذجاً سردیاً یجسد مسعى کاتبتها الهادف إلى الاستفادة من بعض تقنیات ما بعد الحداثة، وأن استثمار ما يسمى بـ”تسريد المستقبل”، وتوظیفها في روایتها هذه، جعلها بهذا التمیز.

الرواية قبل هذا كله هي رواية الفرق الجوهري بين الرجل والمرأة، وهي رواية القدر المحكم الذي يربط مصير كل منهما بالآخر، ويربط وعي كل منهما بالآخر. فلم يكن الوعي كما يقول جيل ديلوز “في يوم من الأيام وعيا بالذات، لكنّه وعي الأنا بذات هي نفسها غير واعية.

الوعي ليس وعي السيد، لكنه وعي العبد في علاقته بسيد ليس من خصائصه أن يكون واعيا”. هذه الحقيقة المرة هي التي تشد كل من الوعيين إلى الآخر، وهي التي تصوغ شروط العلاقة الحتمية بينهما. وهي علاقة تبدو لنا في هذه الرواية غير مفصولة بأي حال من الأحوال عن السياق الاجتماعي والسياسي الذي تدور فيه أحداث الرواية في عالمنا العربي.

زمن الرواية تدور أحداث الرواية في عام (3010م)، أمّا المكان فقد اختارت الكاتبة (مجرّة درب التبانة) مكانا لروايتها.

الشخصيّات:

باسل المُهري: رجل مخابرات عسكري، مفرط في تفانيه في خدمة حكومة مستبدة، وهو رمز لدولة القمع والعنف والاستبداد، فقد جسده في حادث إرهابي بسبب تفانيه المفرط في عمله، إلا أنّ رأسه بقي سليما نابضا بالحياة، نصحه الأطباء- أطباء مجرة التبانة- بإجراء عملية جراحية، ينقل فيها رأسه السليم إلى جسد امرأة توفيت تواً وإن لم يجرِ هذه العملية سيموت، وأمام رغبة الحياة والفرار من الموت يقبل بإجراء العملية ليتحول الى رجل خنثي فاقد للرجولة، وعلى الرغم من ندمه على إجراء العملية يبرر فعلته بقوله: “لكنّني جبان ضعيف أمام رغبتي المتشبثة بالحياة، لا زال طعم الحياة الحلو ينخر إرادة الرّفض والاستعلاء على الضعف في نفسي ويلحّ عليّ بإصرار لعين لأتشبّث بالحياة ولو في جسد آخر، ولو كان جسداً مسروقاً من امرأة

شمس: امرأة مناضلة سياسية ومعارضة للسلطة متمردة وثائرة وهي زعيمة وطنية مرموقة في حزب الحياة الممنوع والمعارض، وأديبة وكاتبة مشهورة، وهي حبيبة خالد رامي، فتاة قتلت من قبل أجهزة المخابرات.

خالد رامي: حبيب شمس وعشيقها وقد جرى بينه وبين شمس عشرات الرسائل الغرامية التي تصف العشق الملتهب بينهما.

ورد: الجنين الذي تحمله شمس من حبيبها خالد، مازال حياً في رحم القتيلة شمس، ينتقل مع جسد أمه الى أحشاء الرجل العسكري باسل المُهري، وهذا الاسم اختاره خالد، إذ تقول شمس: “اسمكِ سيكون ورد، هذا الاسم اختاره لكِ خالد، منذ الآن أكاد أشمّ رائحتك الوردية تنبض في أمومتي الوليدة…الورد يا حبيبتي الصغيرة هو جمع وردة، والوردة نبات جميل له روائح زكية، وملمس مخملي، وألوان جميلة، والورد كذلك اسم لحيوان منقرض ينتمي إلى زمن ما قبل الألفية الثالثة، اسمه الأسد أيضاً، وهو حيوان مفترس ومتوحش وقوي، ونبيل كذلك، يعيش بكبرياء، ويرفض الجيف، ويعتز بقوته، ولذلك أسميناك ورداً لتكوني منذورة للجمال والقوة ولحبّنا.

في هذه الروایة بالتحدید، ابتداءً من العنوان، والعجائبیة، والتعدد والتشتت عوض الوحدة والانسجام، والتخلي عن الحبکة، واللابطل، والشعور بالحنق والروایة الوهمیة، ونفي السببیة.

نبدأ بتحلیل العنوان بما أنه یمثل العتبة الأولى لفهم مضمون الروایة، ویثیر هذا العنوان لدى القارئ إلى الأبعاد الدلالية لمفهوم الحب والعشق والهيام ، وإکساب بنیة مخالفة لما هو مألوف، ومعروف، أسس غرابة العنوان، وإیحاء ملغز لمفهوم هذه العلاقة, وکأنّ الکاتبة ترید أن تقول للقارئ إن ما تعرفه من الأمور التي تتصف بها طقوس العشق والحميمية موجودة طلاسمها في روایتي.

تبدأ الروایة تبدأ الرواية بكلام امرأة عاشقة اسمها شمس، من مجرة درب التبانة، تقول فيه: “وحدهم أصحاب القلوب العاشقة من يدركون حقيقة وجود بعد خامس ينظم هذا الكون العملاق، وهو الحب، وإن الحب هو البعد الخامس الأهم في تشكيل معالم وجودنا، وحده الحب هو الكفيل بإحياء هذا الموات”.

ما یهمّنا هنا التأکید على أننا نبحث عن ما تريده الكاتبة وما تقصد به من المظاهر العجائبية الموجودة في النص الروائي ردّ فعل مضادا على موت الحب وطغیان ظاهرة موت الإنسان والانتصار للتكنلوجيا التي تحاول التغلب على معطیات الواقع بطریقة غیر منطقیة، والحدث فعل، وتأتي الأفعال مألوفة وعادیة فی الغالب، أما إذا خرجت عن مألوفیّتها أصبحت مثیرة للعجب والغرابة، ویقع الحدث الغریب والعجیب.

تتجلى غرابة الحدث الروائي في عدة صور نشیر إلى أبرزها: افتتاح الروایة بتقدیم محکي غرائبي:

هذا المحکی الغرائبيء وضع القارئ منذ بدایة المحکی في الحالة المأساویة التي ألمت بالبطل، وخلق وضع یتسم بالاضطراب الذي هزّ کیانه تداخل رجل بامراة لتكوين جسد واحد، وإشعاره بغرابة هذا العالم اللامألوف، وأیضاً إحساسه بالحزن والخوف طوال الروایة بسبب انشطار شخصیته؛

هذا الأمر یدل انه في الإمكان على تمکن الطبیعة العدوانية للانسان وتغلبها على الطبیعة الإنسانیة أو العكس؛ فالتحول یأتي مفاجئاً –نتيجة حادث-، ولم یکن إشارات وعلامات تشیر إلى حدوثه.

تكمن في نقل رأس باسل المُهري بطل الرواية إلى جسد امرأة هي ( شمس) نقل عقل رجل فاعل ومؤثر في دعم السلطة إلى جسد امرأة مناضلة سياسية وقفت ضدّ الفساد في بلدها مما حدا بالمخابرات العسكرية إلى الإمساك بها، ورميها في السجن، ثم قتلها بعد أن فشلوا من أخذ أي اعتراف منها، ويشاء القدر أن يتعرض (باسل المُهري) لحادث اغتيال في نفس اليوم، أدّى به إلىى أن يفقد جسده كله إلا الرأس، وفي الوقت نفسه فقدت (شمس) رأسها، وبقي جسدها سالماً نابضاً بالحياة، فاجتمع الأطباء “وأكدوا له إن هذا الجسد الأنثوي المنسرح في أحضان الموت بابتسامة قرمزية مترعة بالسلام والرضا هو الجسد الوحيد الملائم جينيا وأنسجة وخلايا لجسده… لذلك عليه أن يقبل أن يدسّ روحه ودماغه في هذا الجسد الصغير على كره أو رضا حتى ينجو بحياته، وإلا سيموت، وعليه أن يقرر وبسرعة فالتأخير ليس في صالحه” رغبة في النجاة من الموت يقبل بإجراء العملية،

فالفعل الدرامي، حفزنا، وقام باستفزازنا لننظر فی مصائرنا، ونفکر فی حیاتنا، من موت المشاعر ودفنها ونبه إلى الخطر الذي ینتظرهم وهذا ما نعتقد أن الكاتبة أرادت توضيحه الغاية – إقلاق القارئ، و إصابته بالقلق والتساؤل والتردّد. فنجد الالتباس في الروایة هذه؛ إذ تسیطر على رؤیة البطل التهویمات الذهنیة، والتخیلات المشوشة لامتزاج الحقیقة وعدمها، وتستمر الرواية, الكاتبة تحاول هنا الاستنجاد بالرسائل.

للرسالة ما أسلفنا ذكره من أهمية وسحر ودور تواصلي كبير، فيخلق بذلك عوالم متخيّلة, وبوصفها وثيقة تتنافذ مع  الجنس الروائي كتلبية نفسية وكبتا تعبيريا تعاني منه الشخصيات المعنيّة، وهي تروم بذلك أن تطلق العنان لنفوسها الحبلى بالأحاسيس الفياضة والاعترافات الحارقة وغيرها من الأمور التي يصعب عليها التعبير عنها في حضرة المتلقي سواء كان حبيباً أم قريباً أم حتى عدواً.

إنّ لجوء باسل المهري إلى قراءة مذكرات شمس في رحلة التعرف قد أوقعته في مطب وجداني لم يكن يتوقعه، لقد قلبت كلّ قراراته وتوعداته بالانتقام منها ومن جسدها، إنها لحظة المكاشفة، لحظة الاعتراف بوجود الآخر، فبعد أن عرف باسل المهري حقيقة هذا الحب بينهما شعر بشيء من تأنيب الضمير فقال: “كم كنت صغيرا في تلك اللحظات! ولصاً أيضاً!…..{ويقول للجنين}: كم كنتَ محظوظاً لأنك تملك أمّاً بهذا الجمال وكلّ هذا الحبّ”، فالجنين الذي يحمله جسدها أو جسده هو ثمرة حبّ فريدة من نوعها اقترفها خالد وشمس في مخالفة قانونية لقوانين المجرة.

بعد محاولات جادة حصل باسل المهري على حزمة ضوئية فيها معلومات عن شمس في إطار يوميات كتبتها إلى حبيبها خالد والى جنينها (ورد)، مع مجموعة من رسائل الحب التي بعثها لها خالد، وإن الرسائل التي كتبت على لسان شمس وخالد تنم عن حب حقيقي، إذ وجد باسل المهري في أول صفحة فقرة واحدة فقط مكتوب فيها “وحدهم أصحاب القلوب العاشقة يدركون حقيقة وجود بعد خامس ينتظم هذا الكون العملاق”، وفي رسالة يقول خالد لشمس: “هل تعلمين لماذا أكرر كلمة أحبك ألف مرة لأنها تختزل الانسانية كلها في ممارسة الحب، أحبك وأشتهيك”.

 

أقول: الكاتبة د. سناء الشعلان تحاول دائماً في سرديّاتها أن تغوص في عوالم شخصياتها بحرفية عالية وبدرجة كبيرة من الحياد تطمح من خلاله إلى طرد الكليشيهات والأحكام المسبقة عن الآخر فلا المجرم القاتل عندها شيطان تماماً، و لا العاشق الولهان هو ملاك. هذه النسبية في تناول القضايا تمثل أحد أعمدة مشروعها السردي الإنساني.

هذه العلاقة بين الآنا والآخر هو أحد تجليات الرواية  وتكاملها وسعيها لبلورة عالم خاص، يقدّم لنا بعض مفاتيح القراءة المهمة فيها؛ لأنّه يتحقّق كذلك على مستوى أعمق حينما تتراسل الرؤى والمصادرات التي تنطوي عليها لتكشف لنا عن مفتاح آخر من مفاتيح القراءة الأساسية في نصوص الكاتبة.

رمزية “شمس” هي تجل من تجليات المرأة الثائرة والمتحررة، وهي هاجس الكينونة والهوية والزمن والموت والشوق إلى التحقق المستحيل.

في الحقيقة ما تقوله الرواية هو العالم الواقعي المحض، العالم المتشكل من المزج بين الواقع الخارجي والواقع النفسي للشخصيات، والواقع الفكري أو الفلسفي للرؤى والأفكار التي تتراءى لها وتستحوذ على بعض اهتماماتها، فاللحظة لا ديمومة لها، لأنها بطبيعتها لحظية، لكن الأهم من ذلك سردياً أنه لا يقين في لحظيتها ذاتها. وبالتالي لا أمل في استعادتها ناهيك عن استرجاعها. فالنص السردي الناقم والناقد  ينأى عن الإفصاح عن المضمر حتى لا تفسد التباساته المغوية.

يبقى سادراً في التباساته، ولكنها في الوقت نفسه ستكون الكاتبة مسئولة عن ديمومة هذا المضمر حتى النهاية مدفوعة بقدر حتمي لا فكاك منه على التستر على خصوصية شخصياتها حتى النهاية ـ

في ختام الرواية  يولد العشق بين القاتل والمقتول( القتيلة)، فبعد أن وجد البطل نفسه في جسد اغتاله يقع في عشق جسد الذي كان يوما هو جسد المرأة التي اغتالها، بعد أن تعرف عليها من خلال دفتر يومياتها، فيؤمن مثلها بالعشق، فيعشق بعمق وصدق ويقرّر أن يبدأ حياة جديدة بجسده الأنثوي الذي يضم رجولته العاشقة لتلك المرأة التي تركت جنينا في جسدها، فينتصر خيار العشق والحياة على الموت والفناء، فيتحول باسل المهري إلى مناضل ومؤيد للثوار بعد أن كان يدا قمعية بيد حكومة المجرة تبطش بالثائرين على علمانيتها وعلى قوانينها الوضعية المضللة، فيؤمن باسل المهري بأن الحبّ هو الطريق لخلاص البشرية من الشقاء الذي تعانيه ، فيقول: “لكي يكون هناك خالد، يجب أن تكون هناك شمس، لكي يكون هناك، معنى لوجود شمس يجب أن يكون هناك خالد هذه هي المعادلة السهلة الصعبة، هما دون شك البعد الخامس للأشياء، ثم الحب هو البعد الخامس للوجود ومفتاح كل طاقاته وأسرار وجوده ونمائه وفنائه”، ومن هنا قرر باسل المهري أن يتصالح مع ذاته، بأن يكون جسد شمس فضاءه الأخير الذي سَيُسْجَنُ فيه باختياره، في إشارة نسوية الى هزيمة الخطاب الذكوري واندحاره ، فيتحول باسل المُهري من الإلحاد إلى الإيمان، ويصبح مستعداً للمخاطرة بحياته من أجل أن ينجب الجنين(ورد)، وبذلك ينتصر خيار الحبّ والعشق في نهاية الرواية، مبشرا بولادة جيل جديد آخر من البشرية يحمل لواء المحبة والإخاء والعدل والمساواة بعيدا عن الظلم والتعسف.

أخيراً، أقول: “أعشقني” رواية جميلة وشيقة بالرغم من صعوبتها البادية، تشفع لها لغتها الشاعرية الشفيفة وكثافتها الدلالية المعطاء، فهي التي تغري القارئ بمتابعة القراءة من تداخل الشخصيات، وهيمنة أسلوب التشويق السردي الذي يجعل من الحدث محورا للعمل الروائي، وتحث القارئ على اللهاث خلفه وملاحقة فصوله.

للتعرّف على هذا الكوكب الغامض المسمى بالمرأة، وهي من هذه الناحية من أكثر الروايات إخلاصاً في فهم المرأة، وصدقاً في التعامل معها، فهي تسعى لسبر أغوار المرأة من الدّاخل. شمس رمزية هي لعبة أفلاك ومجرات، وأن جسدها متورّط منذ البداية في لعبة كونية خالصة.

Back to top button