تراجع «الأغنية الكويتية»
بقلم: الجازي طارق السنافي

النشرة الدولية –

بعد أن كانت الأغاني الكويتية «تريند» زمانها، تُتداول وتنتشر بسرعة البرق في الخليج والوطن العربي منذ زمن طويل، وبعد أن كانت الأغنية الكويتية متوازية الأضلاع، من لحن، وكلمات، وغناء، وأداء، أصبحت اليوم «مشردة» لا لون لها ولا طعم ولا هوية واضحة، فقد يتباين لنا أنها «ضاعت» بين الأغاني الحديثة المعاصرة، متأثرة بالأغاني العراقية، والشيلات، والراب الغربي، وبعض الأغاني المغربية والتركية، وبين المكسات التي لا نعرف مصدرها، ما بين رغبة الشباب وطلب السوق والمردود المادي، وانفتاح الشعوب على بعضها، ضاعت الهوية الحقيقية للأغنية الكويتية، فأصبح نجاح الأغنية مرتبطا بعدد مشاهداتها على «يوتيوب» أو «تيك توك» والذي لا يقتصر على مقومات فنية بحتة أو نمط فني بمستوى احترافي أو على الأقل بمستوى يرتقي للمسامع، بل كل من «هبّ ودب» سمي «فنانا» يحظى بشعبية كبيرة بسبب كثرة عدد المشاهدات أو الدعايات مدفوعة الأجر، ضمنها «تريندات» مقاطع الرقص «الرخيصة».

 

 

أصبح بمقدور أي شخص – اليوم – أن يغني وينتج شيئا يشبه الأغنية وينشرها عبر الوسائط والتطبيقات ويسميها أغنية ويصدقها الكثيرون وتلقى رواجا كبيرا، حتى لو كانت تخلو من الكلمات، والألحان، وكان الصوت «نشازا»، وهذا ما لوحظ في الآونة الأخيرة.

 

فإنتاج الأغاني «السنعة» أصبح مكلفا للبعض، فهو يحتاج إلى ميزانية وعازفين وملحنين وشعراء وربما أوركسترا، ولا يدر المال مثل الأعمال «الرخيصة» التي تثير غرابة الناس وفضولهم، وبالتالي يتم تداولها عبر وسائل التواصل وثم يرتفع عدد مشاهداتها وتصل إلى الهدف المطلوب وهو جني المال جراء المشاهدات المرتفعة.

 

عُرفت الكويت بأنها «ولّادة» للمغنين والفنانين والمطربين والملحنين والشعراء وغيرهم، لكن وصل الحال الى أننا لا نميز اليوم بعض الأغاني الكويتية من غيرها بسبب تداخل اللهجات، والإيقاعات، والألحان وكلمات الأغاني، حيث تعتمد الأغنية الحالية على وصلات الرقص، والاستعراض، مستلهمينها من أغاني «الراب»، والبعض من «الشيلات» والأغنيات العراقية المعاصرة الرخيصة وغيـرها.

 

لا نتمنى أن تضيع بوصلة هويتنا الفنية، فقد فقدنا الكثير منها في مختلف الفنون، وحان الوقت لأن نعتز بفنوننا ونتدارك الهفوات والسقطات الماضية لنستعيد أغنيتنا الكويتية الأصيلة التي تطرب المسامع.

 

بالقلم الأحمر: تحــــية لكل فنان وملحن ومنتج ومستمع يرفض تغيير هويتنا الفنية، فما نسمعه اليوم من أغان يسمى «تلوثا سمعيا».

Back to top button