“ليلى العثمان والكتابة من الداخل” أحد إصدارات الكاتبة التونسية فاطمة بن محمود

النشرة الدولية –

عن دار الوطن بالرباط أصدرت الكاتبة التونسية فاطمة بن محمود أحدث اصداراتها الأدبية بعنوان “ليلى العثمان والكتابة من الداخل” وهو الكتاب رقم 15 في منجزها الأدبي والثاني في النقد الأدبي.

سبق للكاتبة بن محمود أن أصدرت كتابها النقدي الأول بعنوان “في حدائق القص المغربي” تناولت فيها ستة عشرة اسما ادبيا من المغرب الشقيق، أمافي كتابها النقدي الثاني فقداختارت أن تشتغل على اسم أدبي بعينه هو الأديبة الكويتية الشهيرة ليلى العثمان. الكتاب صدر في حجم متوسط يمتد على 122 صفحة باهداء للشاعرة والإعلامية البحرينية بروين حبيب وتصميم الغلاف الفنانة المغربية هند الساعدي.

ليلى العثمان من رواد الحركة الأدبية الخليجية والعربية:

الأديبة ليلى العثمان من أهم الأقلام الأدبية العربية والخليجية وتعتبر من الرائدات في الكتابة الأدبية بدأت مسيرتها شاعرة ثم انتقلت إلى الكتابة القصصية والروائية ترجم العديد منها إلى لغات عالمية عديدة واختيرت روايتها “وسمية تخرج من البحر” من أفضل مائة رواية في القرن العشرين، من أهم اصداراتها “امرأة في إناء” و”حلم الليلة الأولى” و”يوميات الصبر والمر”، كما أنجزت عنها العشرات من البحوث الجامعية والدراسات والكتب النقدية ولأول مرة يقع الاهتمام بها من طرف قلم تونسي.

تضمن كتاب بن محمود “ليلى العثمان والكتابة من الداخل” مجموعة من القراءات لجانب من المنجز الأدبي لليلى العثمان من ذلك رواياتها “صمت الفراشات” و”حكاية صفية”و”المحاكمة” وكتابين قصصين “فتحية تختار موتها” و”حالة حب مجنونة” وأيضا اشتغلت على أحدث إصدارات ليلى العثمان كتابها السير ذاتي “أنفض عني الغبار” كما تضمن الكتاب حوارا أجرته معه بن محمود أثناء لقاءها بليلى العثمان على هامش استضافة وردتها للمشاركة في المعرض الدولي للكتاب بالكويت سنة 2014 و كان الحوار مبرمجا للبث في إذاعة تونس الثقافية من خلال برنامج أدبي كانت تقدمه بن محمود مع الإعلامي ناظم هاني غير انه لم يبث فخصت به بن محمود هذا الكتاب.

ليلى العثمان، صوت خارج من الحواري الشعبية الكويتية:

اختارت بن محمود أن تشتغل على الأديبة الكويتية ليلى العثمان من خلال هذه المحاور:

– الشخصية المدوّرة وخلفيتها الفلسفية والسيكولوجية في رواية “صمت الفراشات”

– الجسد الأنثوي وجدلية الانتصار والهزيمة في رواية “حكاية صفية”

– لعبة الذكورة والأنوثة في الكتاب القصصي “قصة حب مجنونة”

– الكتابة بين سلطة الدين وسلطة الابداع، رواية المحاكمة نموذجا

– جدلية الحياة والكتابة في السيرة الذاتية من خلال كتاب “أنفض عني الغبار”

– حوار خاص مع الأديبة الكويتية ليلى العثمان أجرته معها الكاتبة فاطمة بن محمود في بيتها في الكويت إثر استضافتها من طرف المعرض الدولي للكتاب بصفتها شاعرة.

تقول بن محمود في تقديمها للكتابالذي أهدته للشاعرة والإعلامية البحرينية بروين حبيب التي استضافت في احد برامجها الثقافية التلفزيونية ليلى العثمان في حصة أدبية مميزة جعلتها تلك المحاورة تكتشف الأديبة العثمان و تسعى لقراءتها وانتهت بعد اطلاع على منجزها الأدبي إلى هذا الكتاب الذي قدمت فيه مجموعة من الاستنتاجات من بينها أن التزام الأديبة ليلى العثمان بالمجتمع الكويتي وانشغالها بقضاياه جعلها صوت المجتمع الكويتي الخارج من الحواري والأزقة والأبواب المغلقة مثلما كان نجيب محفوظ صوت المجتمع المصري، فهي تندد بالقيود الاجتماعية وتعلن رفضها وتكتب المجتمع الكويتي في تفاصيله لتصل إلى ماهو إنساني، وتنطلق مما هو جزئي لتصل إلى ماهو كوني. لذلك ليلى العثمان لها بصمتها الخاصة في المنجز الأدبي الخليجي الذي تعتبر من رواده وذلك يمنحها مكانة مخصوصة في المشهد الأدبي العربي.

و تضيف بن محمود في مقدمة الكتاب “في كتابات ليلى العثمان يتعالق ماهو ذاتي بما هو موضوعي و ما هو اجتماعي بما هو سياسي وتعتمد في ذلك وسائل تقنية مختلفة تجعل خطابها الروائي يخضع إلى مستوى ماهو معلن وظاهر و مستوى غير معلن ومسكوت عنه،  فهي تعلن أن معركتها هي التحرر من سلطة الإرث الاجتماعي الذي يكبّل المرأة والرجل ضمن أدوار اجتماعية محددة و في المقابل تضمر أن الحرية هي حق الشعوب لضمان انفتاحها وتطورها” وتواصل بن محمود استنتاجاتها فتقول “يمكن تنزيل أدب ليلى العثمان ضمن التيار الواقعي الذي يصور المجتمع بكل ما فيه من مآس وجدل وصراعات وبكل ما يخلفه لدى الشخصيات من معاناة وتناقضات  ومشاعر الخيبة والإحباط، لذلك تبدو الكتابة عند الأديبة ليلى العثمان  بمثابة عملية تطهير الإنسان من الانفعالات السلبية ومن الترسّبات الثقافية التي تقيّده ومن العوائق الاجتماعية التي تشده، لذلك تجبر الكاتبة ليلى العثمان  القارئ على مواجهة الوعي السائد ومساءلة موروثه الاجتماعي الذي لا يعدو كونه مجرد قيود”.

“دار الوطن” مرة أخرى:

هذا الكتاب هو الرابع الذي تنشره الكاتبة فاطمة بن محمود في المغرب مع نفس دار النشر فقد أصدرت كتاب “أحلام تمد أصابعها” الذي ألفته بالاشتراك مع الكاتب المغربي عبد الله المتقي، لها في القصص القصيرة جدا كتاب “من ثقب الباب” وفي النقد الأدبي “في حدائق القص المغربي”. تقول بن محمود عن تجربتها في النشر في المغرب انها سعيدة بالتعامل مع دار الوطن التي وجدت فيها احتفاء بمنجزها الادبي وتشجيع كبير من طرف ادارتها كما يوفر لها نسبة من المقروئية في المغرب  وتضيف بن محمود أن ما يشهده المغرب من ازدهار يجعلها قِبلة العديد من المبدعين العرب بما يعني إشعاع أرحب في الوطن العربي.

تعتبر دار الوطن من أشهر دور النشر المغربية عُرفت بجرأتها في نشر الكتب التي تُمنع في بلدان عربية أخرى كما انها تعرف بتنوع كتّابها من كل الوطن العربي باشراف من مؤسسها الكاتب والإعلامي عبد النبي الشراط.

 

زر الذهاب إلى الأعلى