الفقيرات الباحثات عن غنيمة

النشرة الدولية –

الخبر – ريتا بولس شهوان –

كيف يمكن التخلص من ”البغاء“. القضاء عليه. التوقف عن استغلال ابدان النساء. الجواب البديهي بتمكين النساء ،فتح اسواق عمل لهم وفق مهاراتهم التي يمكن كسبها عبر التمرن الدراسة التدريب. هذا السوال والجواب البديهي للمقالة بعنوان ”تاملات في النسوية: هل يمكن للعمل الجنسي ان يكون فعلا نسويا“ امتهان الجنس كوسيلة لتامين قوت يومي هي استخدام الحاجات الاساسية لتامين حاجات اساسية. في المقالة ربطت الكاتبة بين الاغتصاب ظروف الحياة التي لا تصل الى الحدود الدنيا من حقوق الانسان بالدعارة دون ان تغوص بالماذا. مشيرة الى الحاجات الاساسية من جديد التي تقضيها المراة بتلك ”الفتحة“ التي احدثها الولوج. بفتحة او لا . احيانا بعض النسويات تختزل كيان المراة. ربما لسيطرة صورة العذرية المستمدة من المقدسات – على اهميتها وقدسيتها لصقل المجتمع – بهذه الفتحة فتتناسى بطبيعة الحال ان لهن دور في المجتمع غير تعليم الوضعيات المثلى للوصول الى النشوة القصوى واستغلال الرجال جنسياً وحتى مادياً.

اذًا التركيز الدائم على الدعارة ببعده الجسدي يغرز الدعارة ببعده المرتبط بالحاجات الاولية فلا يرتفع المرسل ولا المرسل اليه من هذا المستوى من الحديث. في حين ان ذلك الكيان المعطاء جنسياً – بغض النظر ان اخذ مقابلاً فلنقل بحدوده المادية – يمكن اعادة ”ترشيده“ نحو مهمات أخرى.

هنا للذكور دور كبير. فالتعامل مع المرأة ك“عذرية“ بغض النظر عن كونها فكر روح ،نفس٫ يعني نشر فكرة نقيضة مفادها ان اللاعذراء – مهما كانت الوسيلة – انما هي عرضة – بغض النظر عن دور العقل لجريمة استغلالها. هذا يعني تلقائيا ان من مارست الجنس اي اصبح لديها ”فتحة“ ٫ مطلقة او لا ٫ هي قادرة على الوصول للنشوة خارج اطار الزواج والزواج دينيا هو ذاك الرباط المقدس الذي ياتي من مقدس اخر وهو عفة الجسد.

هذا الاطار الذي ان استتب اضفى نوع من ”شرعية“ اتية من المقدسات فتنتفي كل التهم الاخرى التي لم تلغى من القانون كجريمة الزنى ٫ اي علاقة جنسية خارج الزواج٫او فتحة دون ”قفل“ اي رجل يمسك زمام جسدها دون التشكيك به.

هكذا يصبح الرجل قادراً على تحديد اي ولوج وخروج هو دعارة منطلقاً من اطاره٫ فتتحول كل النساء الى مشارع عاهرات٫ أردنا منه شيئا ما – حتى لو كان وجوده وعطفه فقط – وهذا العطاء ربط بمادة ما غير ملموسة الا اذا اعتبرنا ان ما قذف هو المادة فنعود لفكرة ان فعل الولوج المقرون بعطاء النشوة او السائل المنوي نفسه دعارة.

فاللذة كالطعام حاجة اساسية فماذا لو كانت تشتري اذا المراة لذتها بالاغراء فيتحول السائل المنوي الى العملة ولان القانون متخلف فهذا جرم زنى والمجتمع الذكوري اصلا يساوي بين الاثنين.

مهلاً فعل الزنى يحتاج اثبات. الصورة تكف؟ المهم في كل هذا الفكرة وما فيها. العلمانية ابعد من فصل الدين عن الدولة. بل هي أختبار لتمدن وتحضر العلاقة بين الاشياء ومدى تقدير الانسان للانسان.

ما الذي يمنع حديثاً شيقًا عن شعر اولاد الشارع المقابل عند استحضار النشوة بين امراة فقيرة جدا. بماضي تعيس، مع رجل من الطبقة الرفيعة وجد من الحنية ما لم يجده بين كل نساء العالم. وهل لان هناك حاجة مادية ما. ،كثير من التعاسة. في حياة من اغتصبت فهذا يعني انها تبحث عن عمله بين فراشه. المضئ في بعض النسويات مع تلك النظرة. انهن احتفظن ببعض المقدسات. ربما من الجيد ان يفكرن بتلك قليلاً. ويعدن البحث عن سبل ربط المراة بالسوق الاقتصادية وسوق العمل. والتدريب على التعرف على الجسد.

زر الذهاب إلى الأعلى