تراجعت حقوق النساء منذ صعود طالبان للسلطة في أفغانستان… القاضيات يفقدن الأمل
النشرة الدولية –
بعد مرور عام على حكم طالبان في أفغانستان، تراجعت حقوق النساء التي حصلن عليها أبان الوجود الأميركي على مدار 20 عاما.
وكانت القاضية، فوزية أميني، تعمل في المحكمة العليا بأفغانستان، حيث تستقبل قضايا جرائم العنف ضد النساء وتسمع روايات مروعة ومفزعة عن زواج الأطفال والاعتداء الجنسي وقتل الإناث.
في أغسطس الماضي، عندما اقتحم مقاتلو حرمة طالبان العاصمة كابل، أغلقت محكمة القضاء على العنف ضد المرأة التي ترأسها أميني، وطردت جميع قضاتها، وجمدت حساباتهن المصرفية، حسبما قالت أميني لشبكة “سي إن إن” الإخبارية.
في الوقت ذاته، سيطرت الحركة الإسلامية على سجون رئيسية وأطلقت سراح آلاف النزلاء، بمن فيهم بعض الرجال الذين حكمت عليهم أميني في قاعة المحكمة، على حد قولها. وقالت أميني إنها شعرت بالخوف وبدأت في طلب اللجوء لنفسها ولأسرتها للفرار من كابل.
وتابعت في حديثها من لندن، حيث تعيش الآن في سكن مؤقت مع زوجها وبناتها الأربع، “كنا قلقين على كل شيء – وضعنا وحياتنا وأمننا بشكل خاص”.
وقبل فراراهم من المنزل، حملت أميني معها شهادتها في القانون، حيث أرادت القاضية الأفغانية البالغة من العمر 48 عاما التأكد من حملها دليلا على مؤهلاتها.
لكن تلك الشهادة لا تعني شيئا بالنسبة للقاضيات اللواتي ما زلن عالقين في البلاد ولا يمكن لهن الخروج على الأقل خلال الفترة الحالية.
وقالت صديقة أميني، سميرة، التي عملت في نفس المحكمة التي تقاضي العنف ضد المرأة، إنها من بين حوالي 80 قاضية ما زلن في البلاد.
وقالت سميرة، التي حُجب اسمها الكامل حفاظا على سلامتها، لشبكة “سي إن إن” في مقابلة عبر سكايب، “الآن أعيش كسجينة. لقد سرقوا (طالبان) حياتي”.
“الموت البطيء”
على مدار العام الماضي، منع قادة طالبان الفتيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية وحرموا النساء من دخول معظم أماكن العمل.
كما منعوا النساء من السفر برا في رحلات طويلة المدى بمفردهن، إذ تطلب الحركة من أحد الأقارب الذكور مرافقهتن لأي مسافة تتجاوز 73 كيلومترا.
وتحظر الإرشادات الجديدة وجود المرأة في جميع الأعمال الدرامية والمسلسلات والعروض الترفيهية، وصدرت أوامر لمقدمات الأخبار بارتداء الحجاب على الشاشة.
وفي مرسومها الأخير، أمرت طالبان النساء بتغطية وجوههن في الأماكن العامة ويفضل ارتداء البرقع. ومن خلال استبعاد النساء من المحاكم، حرمتهن طالبان فعليا من الحق في اللجوء إلى القضاء لتصحيح أي من هذه الانتهاكات.
وأوضحت أميني أن هذا لم يترك للنساء والفتيات أي مكان يلجأن إليه في نظام لا يزال يطبق التفسير الإسلامي المتشدد.
وقالت: “كان لدينا حلم لأفغانستان جديدة. أردنا تغيير حياتنا، أردنا تغيير كل شيء. الآن فقدنا آمالنا في بلدنا”.
وتحولت أولويتها الآن إلى تعلم اللغة الإنكليزية، إذ تأمل أميني أن تستأنف عملها في المملكة المتحدة ذات يوم، فيما سجلت بناتها في المدارس المحلية وهو حق كانوا سيحرمن منه في وطنهن الأم.
بالنسبة إلى سميرة، يبدو أنه لا توجد طريقة فورية للخروج من كابل، على الأقل في الوقت الحالي، حيث إنها تخشى على ابنتها الصغيرة وما الذي سيعنيه لها نشأتها تحت حكم طالبان.
وقالت سميرة: “أفكر في مستقبلها. كيف يمكنني إنقاذها؟ لأن الحياة الآن في أفغانستان صعبة وخطيرة للغاية. نحن نواجه الموت البطيء”.