حملة عدائية يخوضها إعلام إسرائيل ضد عارضة الأزياء الأمريكية من أصول فلسطينية بيلا حديد

تواصل وسائل الإعلام  الإسرائيلية مهاجمتها لعارضة الأزياء الأمريكية بيلا حديد، ذات الأصول الفلسطينية، بسبب مواقفها المنحازة لأبناء شعبها، ورفضها للسياسة الإسرائيلية ضدهم، الأمر الذي دفع الاحتلال إلى إطلاق أوصاف معادية لها، مثل معاداة السامية ونشر الكراهية.

حديد البالغة 25 عاما، دائما ما تتحدث باستفاضة عن هويتها الشخصية باعتبارها ابنة فخورة لأب فلسطيني، وعن آرائها ونشاطها السياسي، حتى تحولت مع مرور الوقت إلى أحد أبرز الأصوات المناهضة للاحتلال، ولا تفوت فرصة لمهاجمة جيش الاحتلال والدولة على مواقع التواصل الاجتماعي.

عنيبال حايات الكاتبة في صحيفة إسرائيل اليوم، زعمت أن “حديد تثير الكراهية ومعاداة السامية ضد الإسرائيليين، لكنها في الوقت ذاته تلقى تأييدا واسعا بين الفلسطينيين الذين يؤيدون مواقفها الداعمة لهم ضد إسرائيل، كما أن أنصار حركة المقاطعة العالمية BDS يرونها نموذجا فريدا لمهاجمة إسرائيل، رغم أنها واجهت من الجانب الآخر هجمات من مؤيدي إسرائيل في الغرب من خلال التعرض لمنشوراتها، وشن حملات مضادة من قبل المنظمات والأحزاب الإسرائيلية”.

وأضافت  أن “حديد دائما ما تتفاخر بأبيها محمد الفلسطيني، وهو ناقد قاس وصريح للاحتلال الإسرائيلي، وغالبا ما يهاجمه بانتظام، لكنها تقرّ بأنها دفعت ثمن آرائها وأنشطتها، على الصعيدين الشخصي والمهني”. وقالت: “توقفت العديد من الشركات عن العمل معي، وفور أن يتم توصيفها بأنها معارضة شرسة لإسرائيل فإنها ما تلبث أن تدفع ثمن ذلك على الصعيدين الاقتصادي والمالي”.

وأكدت حديد أن هدفها “ليس نشر الكراهية، بل إني أدعم إخوتي وأخواتي الفلسطينيين، وهو ما أردده دائما في كل منشوراتي، لكنني عندما أتحدث عن فلسطين، فإن الأوساط الأمريكية المنحازة إلى إسرائيل تظهرني مع شقيقتي جيجي أننا نتهم إسرائيل بتنفيذ سياسة التطهير العرقي، أو ندعو لتدمير الدولة اليهودية، ومع مرور الوقت يتم تصنيفي إرهابية، بزعم أنني أنشر الكراهية ضد الآخرين، بينما كل ما أتحدث عنه هو تحرير شعب والدي، الأشخاص الذين يعانون مثل هذه المعاناة الرهيبة”.

بين حين وآخر، تتعرض حديد، التي تمتلك 42 مليون متابع على حساب “إنستغرام”، ومئات الآلاف على باقي مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك، لحملة شيطنة من جهات إسرائيلية بعد مشاركتها في تظاهرات داعمة للفلسطينيين، زاعمة أنها تدعو لإلقاء اليهود في البحر، وأن هتافها “فلسطين حرة، من النهر إلى البحر” يحمل دعوة لإزالة إسرائيل من الوجود، وقد تلقت الإشادة من حسابات فلسطينية، رغم أنها تغامر بمستقبلها المهني.

ودائما ما تذكر بيلا أن والدها وعائلته أُخرجوا من منازلهم في فلسطين في عام 1948، وأصبحوا لاجئين في سوريا، ثم لبنان، ثم تونس، ودأبت على إعلان دعمها لشعبها الفلسطيني، وحقّه في الدفاع عن نفسه، وعبّرت عن رفضها للنظام القمعي الذي يحرم الناس من العيش بأمان، وفيما أعربت عن احترامها للديانة اليهودية، فإنها أكدت مقتها للنظام الإسرائيلي، لأن الشعب الفلسطيني يستحق أن يعيش بأرضه من دون خوف.

Back to top button