“شذا الروح” ينتصر للشعراء الشباب
بقلم: صالح الراشد

 

حمل فريق “شذا الروح” على عاتقه حماية الشعراء الشباب والنهوض بهم، ونشر ثقافة الجمال والبهاء للشعر الحديث، وقدمهم للجمهور بطريقة تليق بهم، ومنحهم الفرصة حتى يقدموا أنفسهم بالطريقة التي تلائمهم وتتناسب مع فكرهم، للدفاع عن حقهم في اعتلاء المنصات التي أصبحت حكراً على مجموعات محددة ترتبط فيما بينها بما يطلق عليه “التشبيك الثقافي”، حين شكل عدد من الشعراء مجموعات تدافع عن أعضائها، ويستضيفوا بعضهم البعض في أمسيات مكررة لم تأتي غالبيها بجديد، ليخرج “شذا الروح” عن هذه الطريق ويفتح الباب على مصراعية للشعراء الشباب حتى ينثروا إبداعاتهم في الندوات.

الفريق حل ضيفاً على بيت الثقافة والفنون الذي يعمل بكل قوة لنشر الثقافة الأدبية المميزة، ، فيما “شذا الروح” يقوم بكل جهد على تطوير الذائقة الشعرية والحفاظ على اللغة العربية، بمفرداتها وجُملِها وصورها التعبيرية الجميلة من خلال حماية جيل الشباب من الاندثار مبكراً، وهو دور كبير يفوق ما تقوم به العديد من الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني التي يقع على كاهلها هذا الدور، لحماية الشباب ومنحهم دورهم في قيادة النهضة الثقافية المستقبلية للحفاظ على انطلاقة الشعر الأردني والارتقاء به حتى يصبح في المكان الذي يستحقه.

الحضور لم يكن كثيراً كما في ندوات كبار الشعراء، لكنه كان شغوفاً بالاستماع لما يخرج من مجموعات شبابية، أبدعوا في نثر جمال حروفهم وروعة صورهم على الحضور، الذين تفاعلوا بدورهم بطريقة إيجابية مع ما جادت به قرائح الشباب، لتصل الرسالة بأن هناك من يبحث عن الأفضل والخير لنشر الثقافة العربية القائمة على الحب والخير والجمال، وهي ثُلاثية إذا انتشرت في الثقافة المحلية سينهض المجتمع بطريقة شمولية حتى يغدوا أفضل وأجمل.

الأمر المحير لهؤلاء الشباب أنهم يبدعون ويبذلون جهوداً جبارة لبناء الشعر الحديث والمحافظة على جمالية اللغة العربية، ولكنهم رغم إبداعهم وقدراتهم لا يجدون شركات ومؤسسات تقوم على رعايتهم ودعمهم، رغم أن عديد الشركات لديها مخصصات لدعم وتطوير المجتمع المحلي، وهؤلاء الشعراء يُعتبرون لبنة أساسية للنهوض بالمجتمع المحلي والشمولي، مما يوجب على الشركات أن تلفت إليهم وتدعمهم، حتى لا نقول بأن رأس المال يكره ويرتعب من صحوة الفكر وانتشار الثقافة الإيجابية.

آخر الكلام:
شكراً فريق “شذا الروح” المكون من الشاعرات فاتن أبو شرخ وإسراء حيدر محمود ومي الأعرج على دورهم الكبير، والشكر الموصول للدكتورة هناء البواب عميدة بيت الثقافة والفنون على الجهود الكبيرة التي يبذلوها جميعاً لدعم الشباب والنهوض بهم، لا سيما ان الرسائل الملكية السامية تحض على دعم الشباب ودمجهم في شتى مجالات النهضة القادرين على الإبداع فيها، ليكونوا جاهزين لتولي زمام الأمور في التوقيت المناسب.

زر الذهاب إلى الأعلى