منظومة الأمن السيبراني تتحول.. لغة للأمن الدولي
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

في 12  أغسطس 2022, نشر المنتدى الاقتصادي العالمي  مقالاً يدعو إلى رقابة عالمية باستخدام الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري،مع الدعوة إلى إنشاء برنامج ذكاء اصطناعي يمكن أن ينتهي به الأمر كأداة رقابة عالمية شاملة.

خبيرة الأمن السيبراني” إنبال غولدبرجر”  دعت إلى الجمع بين شبكة ذكاء اصطناعي قوية ومدخلات من بيانات ذكاء بشرية لتتبع محتوى معين وإيقافه بشكل استباقي من التداول عبر الإنترنت.

كتب جولدبيرجر: “منذ ظهور الإنترنت ، خاضت الحروب ، وظهرت حالات الركود وذهبت ، وتسببت فيروسات جديدة في إحداث الفوضى”. “بينما لعب الإنترنت دورًا حيويًا في كيفية النظر إلى هذه الأحداث ، فقد تم تمكين تغييرات أخرى – مثل تطرف الآراء المتطرفة ، وانتشار المعلومات المضللة والانتشار الواسع لمواد الاعتداء الجنسي على الأطفال (CSAM).”

بين المقال ودعوة المنتدى المؤثر، هناك من قال انه :يتم استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن “التطرف” و “المعلومات المضللة” و “الكلام الذي يحض على الكراهية”.

*جولدبيرجر.. وتنامي الاهتمام الجيوسياسي بالأمن السيبراني.

مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية، زاد الاهتمام من الولايات المتحدة، وحلف الناتو وروسيا والصين، وعديد دول المنطقة والإقليم، بكل  برنامج الذكاء الاصطناعي، تلك البرامج الأمنية، والمدينة، والدعوة لاستكمال برمجيات الا٠ بجمع معلومات استخباراتية بشرية “خارج النظام الأساسي”.

تم انتقاد المقال على نطاق واسع في المواقع الإخبارية المحافظة.

أشار تقرير  لصحيفة The Daily Caller  إلى أن شركات وسائل التواصل الاجتماعي معروفة باستهدافها للمحتوى المحافظ على الإنترنت ، بما في ذلك المنشورات التي تنتقد أيديولوجية النوع الاجتماعي ، ونظريات تغير المناخ ، وسياسات COVID-19 ، وسلامة اللقاحات. تم بالفعل تصنيف بعض هذا المحتوى على أنه معلومات مضللة وخطاب يحض على الكراهية ، بل إنه تم حظره بالكامل على بعض الأنظمة.

*ضربة التعتيم السيبراني

أدت الحرب الروسية الأوكرانية في العمق  الأوكراني تحديدا، وما تبع ذلك  من سلاسل العقوبات الاقتصادية والعسكرية والامنية، وتلك العقوبات المفروضة على روسيا، كل ذلك فتح جيب مفاهيم وضرب التعتيم  على أسرار الأمن الإلكتروني و السيبراني، في مستويات محلية ودولية وأممية.

ارتفاع  الاهتمام، جعل الذكاء الصناعي، الأمن الإلكتروني، في موازاة كل متغيرات العالم المضطرب:أسعار المواد الخام. النفط والغاز، أصبح الغاز الروسي نادرًا ومكلفًا ، وبدأت العديد من الدول المعتمدة تعاني من تخفيضات أو قيود في إمدادات الغاز، تغيرت نظم مراقبة التداول والبع والالتزامات،  تحولت ضربة الطاقة والحبوب، لتكون موازية مع الأمن السيبراني، محطة جيوسياسية انتبهت لها دول العالم من موقع الخطر المدام.

تقنين الطاقة. الرصانة والتضامن والتنويع وإعادة فتح محطات الطاقة التي تعمل بالفحم … يحاول الاتحاد الأوروبي وفرنسا إيجاد حلول لمعالجة أزمة موجودة لتبقى، بينما ما يحدث في قطاع المعلوماتية والذكاء الصناعي، وبيانات الأشياء، عزز نظرة مختلفة، وصلت لبلادنا، في فهم كيفية استغلال الأمن السيبراني.. وهذا ما يحدث اليوم.

*فريق “مطاردة” إلكتروني أميركي  في كرواتيا.

ما حدث، ان رئيس جهاز الأمن المركزي  الأميركي، بول ناكاسوني  كشف خلال جلسة استماع للجنة المخابرات الأمريكية  بمجلس النواب  الكونجرس،  ان الولايات المتحدة نشرت، من خلال [القيادة الإلكترونية الأمريكية] فريق “المطاردة” الخاص بها لأول مرة في كرواتيا لمساعدة دولة البلقان على تعزيز دفاعاتها الإلكترونية وشبكاتها ضد التهديدات النشطة.

.. المعلومات التي كشف عنها، أشارت إلى طبيعة عمل الفريق ، المؤلف من أفراد عسكريين ومدنيين أمريكيين ، جنبًا إلى جنب مع مسؤولي الاستخبارات والأمن السيبراني الكرواتيين للبحث عن النشاط السيبراني الخبيث ونقاط الضعف.

.. وهذا ما قالدحرفيا:”لقد تشرفت بإرسال بعض من أفضل المشغلين الدفاعيين لدينا إلى كرواتيا ، للبحث عن التهديدات المشتركة جنبًا إلى جنب مع شركائنا – نريد تقديم كل من الخبرة والموهبة إلى الدول الشريكة لنا ، مع رؤية خصوم الإنترنت الذين قد يهددون أمتنا ،” قال الميجور جنرال بالجيش الأمريكي ويليام هارتمان ، قائد قوة المهمة السيبرانية الوطنية التابعة للقيادة الإلكترونية الأمريكية.

بالطبع، غالبًا ما ترسل الوكالة الفريق إلى الخارج لمساعدة الحلفاء في تعزيز دفاعات الأمن السيبراني الخاصة بهم، وهذا موقف جيوسياسية أمني مهم، بالإضافة إلى جمع المعلومات حول الأنشطة السيبرانية للخصوم.

* الأمن السيبراني ضروري في عالم اليوم.

.. الحراك العالمي، ربما بدعم اوروبي أمريكي، عزز منح ودراسات وجيوس، وقيادات تعمل في مجال الأمن السيبراتي:لأنه يوسع نطاق وصولنا وقدرات نا، نحو تحديد رؤية مستقبلية للكون الرقمي.

مفهوم التوسع في هذا المجال، اصاب الأقوياء والاحلاف، ووصل إلى الخصوم والجهات الفاعلة في مجال التهديد في الفضاء الإلكتروني ، ما جعل  الانفتاح السيبراني مرتبط بأطر أمنية عسكرية تشترك مع كبريات شركات الاتصالات والاقمار الاصطناعية، وقد تجد من يقول:نكتسب ونشارك رؤى قيمة حول المرونة الإلكترونية (…) حيث أصبحت معالم التغيير الرقمي والأمن السيبراني، الهدف الرئيسي، لكل مكونات الأمن القومي والدولي والأممي.

.. بالعودة إلى الولايات المتحدة وكرواتيا، تأتي المهمة  وسط سلسلة من الهجمات الإلكترونية التي استهدفت دول البلطيق.

.. للتوضيح، قالت إستونيا هذا الأسبوع إنها نجحت  في إحباط هجوم إلكتروني  استهدف مؤسساتها العامة والخاصة. يأتي الهجوم بعد إزالة نصب تذكاري للحرب السوفيتية من مدينة إستونية الشرقية على الحدود مع روسيا.

كما أعلنت Killnet ، وهي مجموعة قرصنة مدعومة من روسيا ، مسؤوليتها عن محاولة الهجوم على إستونيا ،  حسبما ذكرت  وكالة رويترز، التيزأضافت:.وبحسب ما ورد كانت المجموعة وراء هجوم إلكتروني  ضرب مواقع القطاعين العام والخاص في ليتوانيا  في يونيو.

وزعم كيلنت أن الهجوم على ليتوانيا جاء ردًا على قرار البلاد بوقف شحن بعض البضائع إلى منطقة كالينينجراد الروسية ، وهي منطقة تقع بين بولندا وليتوانيا.

.. عمليا، في هذا المجال الحساس، لا يمكن النظر الى إجراء عمليات إلكترونية دفاعية ، شاركت الولايات المتحدة، بحال مؤقت، بقدر ما انه حال دائم، ينشط التطور المذهل دوليا، وهذا ما عزز عمل الولايات المتحدة في عمليات إلكترونية هجومية لدعم أوكرانيا. في يونيو ، أكد الجنرال بول ناكاسوني ، رئيس القيادة الإلكترونية الأمريكية ، علنًا لأول مرة أن الولايات المتحدة قد ساعدت أوكرانيا في الجانب الهجومي.

*جهود شكلية.. ام حقائق مبتسمة؟

قبل وقت ليس بالبعيد، أقر البرلمان العربي، عن طريق  مقترح مقدم منر  لجنة الشئون الخارجية والسياسية والأمن القومي، من أجل إعداد المسودة الأولى لمشروع  قانون عربي وحدوي، للأمن السيبراني.

القانون المشروع، وضع بين يدي البرلمانات والمجالس العربية لتلقي ملاحظاتها بشأن المشروع، حتى يصل صياغته في شكله النهائي بعد تضمين ملاحظات ومرئيات برلمانات الدول العربية وعرضه على عدد من الأساتذة المتخصصين في هذا المجال.

ومن جانبه، قال العسومي: “إن قانون حماية وتعزيز الأمن السيبراني في الدول العربية يهدف إلى حوكمة مفهوم الأمن السيبراني وتطبيقاته داخل المؤسسات المعنية في الدول العربية، وحماية البنى التحتية الحساسة التي تعتمد في تشغيلها على تكنولوجيا المعلومات، فضلاً عن رفع الوعي المجتمعي حول قضايا الأمن السيبراني، وأنه تم الأخذ بعين الاعتبار القوانين الوطنية القائمة بالفعل في هذا المجال في عددٍ من الدول العربية، وكذلك بعض الاستراتيجيات الوطنية العربية لمكافحة الجرائم السيبرانية، كما تم الاستئناس بالقوانين القائمة في تجارب دولية أخرى مثل دول الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن بعض الدراسات المتخصصة في هذا المجال والصادرة عن عدد من مراكز الفكر المعنية بقضايا الأمن السيبراني على مستوى المنطقة العربية وخارجها”.

.. ميزة العمل العربي، انه يدعو إلى بناء القدرات التشريعية للدول العربية في حماية وتعزيز الأمن السيبراني، وإنشاء مؤسسات وطنية مستقلة للأمن السيبراني، وبناء الكوادر البشرية المؤهلة في هذا المجال، مع ضرورة  التعاون العربي في مجال الأمن السيبراني، من حيث تبادل الخبرات والمعلومات بين الدول العربية، والمساعدة القانونية المتبادلة، وإنشاء مركز عربي لتعزيز مواجهة الجرائم السيبرانية.

…. في الأمن السيبراني، روح جديدة للحماية والأمن والتشاركية بين القطاعات المدنية والامنية والعسكرية.. وهذا تغيير في طبيعة الحياة اليومية..

عن الدستور المصرية

زر الذهاب إلى الأعلى