الكاتب الأردني الدكتور موفق محادين يكشف حقيقة السلطان عبدالحميد الثاني

النشرة الدولية –

كشف الكاتب الأردني الدكتور موفق محادين حقيقة السلطان عبد الحميد الثاني، مخالفا بروايته ما بثته قناتا الجزيرة واليرموك، حسب ما نشره موقع “خبرني” الأردني.

وتاليا النص الكامل للمنشور المدرج على حساب محادين:

السلطان عبد الحميد الثاني، بخلاف ما بثته قناتا الجزيرة واليرموك

يخبرنا فتحي رضوان، في كتابه عن مصطفى كمال، أن السلطان عبد الحميد الثاني وهو الإبن الثاني للسلطان عبد المجيد (1839 – 1861) كان قصيرا ضئيل الجسم، محدب الظهر وكانت رأسه كبيرة قياسا بجسمه.

وقد بدأ عهده ببناء قصر جديد، لا يدري بطرقه الداخلية وسراديبه سواه فاستأجر مجموعات من المهندسين والعمال، وأمر كل مجموعة منهم بأن تبنى جزءا من القصر، ومن دون أن تدري بما تبنيه المجموعة الأخرى، وعندما فرغ بناء القصر الجديد “يلدز” بدأ السلطان في تأثيثه بنفسه،. وحرص على وضع المرايا الكثيرة على حوائطه، لكشف حركات أي غريب يدخله.

وكان الخوف من الاغتيال يشغل عقل السلطان عبد الحميد الثاني الذي استبد به بعد اغتيال القيصر الكسندر الثاني في روسيا. فكان لا يأكل إلا من يد طباخه الخاص، أو والدته، وبعد تجربة الطعام في احدى قططه وعند الأزمات، كان يكتفي بالخبز الجاف، الذي يحفظه في الأدراج المغلقة، والبيض المسلوق، وبعض الفواكة، وكان يضع في كل حجرة من حجرات القصر مسدسا يخفيه في درج سري، يقفز منه المسدس عند الضغط على زر خاص فوق الدرج.

وفي عام 1898، عندما زارالقيصر فيلهيلم الثاني، السلطان عبد الحميد الثاني في قصر يلدز، قدم للسلطان بندقية حديثة كهدية، قفز السلطان من كرسيه.

وكان في الوقت نفسه يستقدم آخر موديلات باريس من الازياء والموبيليات عند ظهروها. حتى أن موديلات الكورسية كانت تظهر في قصوره في نفس الوقت الذي تظهر فيه اوروبا. وانه كان له حماس خاص بالحذاء الكوتش والزهور المصنعة.

وكان للسلطان عبد الحميد الثاني جيش كامل من المخبرين السريين في انحاء تركيا، ومع ذلك فعندما فاجأت روسيا بلاده بالغزو في ابريل عام 1877 لم يدر السلطان بما حدث حتى هرع اليه السفير الانجليزي، ولم يتحرج عن ارسال برقية الى ملكة انجلترا يطلب فيها المساعدة.

تصفية خصومه

لم تعرف حتى الآن ظروف وفاة السلطان عبد العزيز، فروايات ردتها الى انتحاره بقطع شرايين يده وروايات ردتها الى السلطان عبد الحميد بعد ان اتهم رئيس وزرائه القوي، مدحت باشا بذلك ونفاه الى الطائف حيث قتل لاحقا خنقا بالحرير الناعم وفق العادة الدارجة في البلاط العثماني، كما نظم السلطان من خلال ميليشاته الكردية أكبر مذبحة جماعية ضد الأرمن على مدار عدة سنوات بين 1893- 1896

وحول موقفه من الهجرة اليهودية إلى فلسطين، فإن الوقائع كما نشرها نجيب عازوري في كتابه (يقظة الأمة العربية) عن دور الوالي العثماني في القدس، كاظم بيك، تكذب هذا الموقف.

فبعد أن انكشف دور الوالي في تسريب الاراضي للحركة الصهيونية واخذ عمولات على صفقاتها، طٌلب الوالي للمثول أمام السلطان، فما كان من الوالي إلاّ أن أرسل حوالة مالية بالفي ليرة لمقام السلطان.

ولم يمر شهر على ذلك حتى جاءه الرد بالانعام عليه بالوسام العثماني العلّي الشأن.

وتتحدث الدكتورة فدوى نصيرات في كتابها (دور السلطان عبد الحميد في تسهيل السيطرة الصهيونية على فلسطين) ان الموقف الشائع والمروج له حول السلطان عندما قابل هرتزل، يتغاضى عن بقية الرواية، فمقابل عدم موافقته على المشروع الصهيوني ككل ، سمح بحرية الهجرة والاستيطان بصورة فردية باعتبار اليهود مواطنين عثمانيين يحق لهم التملك في أي ارض من الامبراطورية .

وقد نشرت الدكتورة نصيرات قائمة بحوالي مئة مستوطنة اقيمت في عهد السلطان اشهرها بتاح تكفا.، ومثل ذلك ، ما اشار له المؤرخ الامريكي اليهودي ، والتر لاكوير عن هذه المستوطنة وغيرها مثل ريشون لتسيون، و زخروف يعكوف وذلك بدعم من البارون روتشيلد

الى ذلك ، لا تتفق المرجعيات التاريخية حول حريم السلطان وعدد الجواري في بلاطه ، لكن اقلها هو اثنتا عشرة زوجة (فئة اقبال) واكثر قليلا من فئة (قادين) وحوالي مئة جارية تتجدد مع الفاكهة يوميا .

اما عن دوره في الذود عن حمى الديار الاسلامية ، فحدث ولا حرج ، ففي عهده سقطت تونس تحت الاستعمار الفرنسي، وسقطت ليبيا تحت الاستعمار الايطالي، وسقطت مصر تحت الاحتلال البريطاني بمساعدة الضباط الاتراك في الجيش المصري.

وثمة من يحاول انصاف السلطان برد ذلك الى عجزه عن نقض اتفاقية باريس 1856 التي سلم فيها سلاطين ال عثمان بالنفوذ الاوروبي وما عرف بدور القناصل والحماية على الطوائف غير الاسلامية ، والحق ان اتفاقية باريس المذكورة امتداد لاتفاقية لندن 1840 التي خضع فيها البلاط العثماني لمطالب المستعمرين ، الانجليز وروسيا القيصرية وعائلة روتشيلد اليهودية، كثمن لمساعدتهم للسلطنة على البقاء بعد اندحار الجيوش التركية امام الجيش المصري، الذي ضرب حصارا على اسطنبول في تلك الايام وحاول محمد علي حاكم مصر، نقل المركز الى القاهرة.

ومن المحطات الاخرى في تاريخ السلطان المظفر، عبد الحميد الثاني، هزائمه المدوية امام الروس في القرم، وموافقته على تأسيس البنك العثماني للسيطرة على الاقتصاد التركي، والذي كانت الحصة الاكبر فيه لعائلة روتشيلد اليهودية.

وبوسع جماعات الاسلام السياسي المتشددة ان تدقق ايضا في الانتشار الواسع لمدارس الارساليات التبشيرية في عهد السلطان عبد الحميد، وذلك وفق ما جاء في كتاب الجامعة الامريكية للكاتبة بيتي اندرسون ص 14وهي على النحو التالي:

500 مدرسة كاثوليكية فرنسية ضمت 59000 طالبا، 675 مدرسة امريكية انجيلية ضمت 34000 طالبا و 178 مدرسة بريطانية انجيلية ضمت 12000 طالبا.

زر الذهاب إلى الأعلى