فورين بوليسي: ”لامبالاة“ بايدن.. وسيطرة إيران على العراق
النشرة الدولية –
رأت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية أن ”اللامبالاة“ التي أبداها بايدن قد منحت إيران اليد العليا في العراق، حيث تتعرض ”الديمقراطية الهشة“ في البلاد للتهديد الآن كما لم يحدث من قبل.
واستشهدت المجلة بمقال رأي نشره بايدن في صحيفة ”واشنطن بوست“ يفاخر فيه بأن الشرق الأوسط أصبح ”أكثر استقرارًا وأمانًا“ مما كان عليه عندما شغل منصبه خلفاً لدونالد ترامب.
وأشارت المجلة إلى أن بايدن قد ذكر اسم العراق في هذا الشأن، حيث تقلصت الهجمات الصاروخية ضد القوات والدبلوماسيين الأمريكيين.
وقالت المجلة إنه في حين أن بايدن محق في أنه تم استهداف عدد أقل من الأمريكيين، فإن هذا المقياس الوحيد بالكاد يكفي لدعم مطالبته بالاستقرار. ورأت أنه ”بكل المقاييس، أصبح العراق اليوم أقل استقرارًا مما كان عليه في يناير الماضي، وأن المصالح الأمريكية هناك باتت أكثر تهديدًا.“
وأضافت ”قبل 10 أشهر فقط، بدا العراق على الأرجح مستعدًا لتشكيل حكومة ملتزمة بتقليص الدور المدمر الذي تلعبه الميليشيات المدعومة من إيران وفرض السيادة العراقية على جارتها الكبرى. أما الآن، فأصبح الحلفاء السياسيون لإيران في العراق لهم اليد العليا.. وللمرة الأولى منذ عقد من الزمان، أصبح العنف حتى بين الجماعات الشيعية أمرًا محتملاً.“
وقالت المجلة ”في أعقاب الانتخابات، كان الصدر مستعدًا لتأسيس ائتلاف حكومي ذي أغلبية من الشيعة والسنة والأكراد، مستبعداً الأحزاب المدعومة من إيران. وربما كان هو وحلفاؤه البرلمانيون قادرين على ممارسة السيادة العراقية ومحاربة الفساد، وهو هدف رئيس لحركة احتجاجية ضخمة على مستوى البلاد في عام 2019.“
وأوضحت ”تلك الحكومة لم تتحقق قط. وتأخر حلفاء إيران في تشكيل الحكومة. وبعد ذلك، لعب تحالف إطار التنسيق المدعوم من إيران الورقة الرابحة. ولمنع الصدر والأكراد والسنة من اختيار رئيس الوزراء والحكومة، استخدم التحالف سيطرته على القضاء الفاسد لتغيير الأوضاع.“
وتابعت ”قضت المحكمة الفدرالية العليا بأنه الآن – وللمرة الأولى – لن تكون هناك حاجة إلى أغلبية بسيطة فحسب، بل أغلبية ثلثي الأغلبية العظمى لتشكيل الحكومة. وكونه غير قادر على الوصول إلى هذه العتبة، استقال 73 نائباً من أعضاء البرلمان التابعين للتيار الصدري بشكل جماعي في يونيو، وأعيد تخصيص مقاعدهم للأحزاب المتحالفة مع إيران.“
في غضون ذلك، قالت المجلة ”من المؤكد أنه ليس من الواضح ما إذا كان بإمكان واشنطن منع هذه النتيجة. على أي حال، لا يبدو أن الإدارة بذلت أي جهود متضافرة لإحباط هذا السيناريو.“
وأضافت ”بعد ما يقرب من تسعة أشهر بين الانتخابات وانسحاب نواب الصدر، قام كبار مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية ومجلس الأمن القومي بزيارة العراق مرتين فقط، وقام وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، بإجراء عدد قليل من المكالمات إلى صناع القرار العراقيين.“
في المقابل، قالت المجلة إنه على النقيض تماماً، زار قائد الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، ومسؤولون إيرانيون كبار آخرون العراق ما لا يقل عن 10 مرات في الأشهر الأخيرة لطمأنة شركائهم المحليين، وتهديد خصومهم وإجبارهم على تنظيم الحكومة المقبلة.
وانتقدت المجلة عدم اهتمام إدارة بايدن بالملف العراقي، قائلة ”لم يفقد الآلاف من الأمريكيين أرواحهم وأطرافهم فقط للمساعدة في بناء عراق ما بعد صدام حسين، ولكن – على عكس أفغانستان – يعتبر العراق شريكاً في مكافحة الإرهاب ولديه فرصة حقيقية ليصبح ديمقراطية كاملة.“