وجدي مراد: عاليه لا تقبل بأي رئيس، ونمط جديد ومُشدّد ستنتهجهُ بلدية عاليه قريباً

النشرة الدولية –

عندما تقول “عاليه”، لا بدَّ من أن يستحضرَ أمامَك اسم رجُلٍ ضحّى وقدّمَ وأعطى وأفنى عمرَهُ في سبيل جعلِ “عاليه” كما عهدناها سابقاً، عروس المصايف، وعاصمة الجبل الأولى.. إنّهُ رئيس بلدية “عاليه” الريّس “وجدي مراد”. وخلال مُقابلةٍ خاصة عبر موقع Association Avec Expat، أجرت د. عُلا القنطار حديثا خاصا مع رئيس البلدية وجدي مراد حيث شرحَ “الريس” وضع البلديات اليوم في لبنان، كما ومرَّ على بعضٍ من تفاصيل مسيرته المهنية التي يُمكن أن تُلخص بجملة واحدة ” النّجاح ثمَّ النّجاح ثُمَّ النّجاح”.

استهل مراد حديثهُ بالتّكلم عن الوطن، مُشدداً على انتمائه الأوّل والأخير لِلبنان حيثُ قالَ:” مهما ابتعدنا، سيعودُ الإنسانُ إلى وطنه، فتمثالُ المغترب لم يُوضعْ عبثاً أمامَ المرفأ، والتّواصل قائم ما بين بلدية عاليه وبلديات مختلفة حول العالم بدءا من فرنسا فجنوب أفريقيا وصولاً إلى الأرجنتين، خاصةً وأن أعداداً كبيرة من اللّبنانيين تتواجد هُناك.” وأكدَّ مراد حديثه بقصة حصلت معه في الأرجنتين حيث التقى برجلين لبنانيين لم يزورا لبنان أبداً، وتعرّفَ على روتينهم اليّوميّ المُتمثل برفع العلم اللّبنانيّ في حديقتهم صباحا وإنزاله مساءً مع إتلاء النّشيد الوطني بشكلٍ يوميّ.

وبالحديث عن العمل داخل البلديات، لا يحتاج أحدٌ بأن يشرح عن عمل “وجدي مراد”، هذا الرجل الذي أفنى وقتَهُ وعملَهُ في سبيل تحقيق الأفضل لعاليه وأهلها وسُكانها وزوارها. وفي سياق حديثه أوضح مراد بأن السّت سنوات الأولى التّي انتُخب خلالها رئيساً للبلدية قلّما كانَ يعودُ خِلالها إلى منزله.

وعن الإنتخابات البلدية المُقبلة، وذلك بعد التّمديد الأخير  شدّدَ مراد على أن من يريد أن يكون رئيساً للبلدية، أو يطمح إلى الوصول للمجلس البلدي، لا بدّ من أن يكون لديه بصمات، وأضاف:” البصمات هي التّي تُحدد محبة المُرشح للبلد، إذا ما كان جاهزاً للتضحية أو لا، فعاليه لا ترضى بأيّ كان أن يكون رئيساً للبلدية.”

وعن إدخال التّكنولوجيا إلى البلديات في ظل الثورة العالميّة الرقميّة الهائلة التي وصلت إليها البلديات والمؤسسات الرسميّة حولَ العالم قال الريّس وجدي مراد :” منذ عشرين عاما التقينا مع وفد من جامعة “ألبني” من نيويورك، وتم وضع برنامج لعمل البلدية الكترونياً، كما تمَّ ربط البرنامج مع وزارة المالية، إلاّ أنّهُ خلال هذه الفترة صدرَ قرار عن مصرف لبنان يمنع منعاً باتاً وضع الأموال خارج مصرف لبنان، وحصرا باللّيرة اللّبنانية، وهذا ما صنعَ بعضا من العقبات والعرقلات، بالإضافة إلى أن هذه البرامج باتت مُكلفة كثيراً في لبنان في هذا الوضع الراهن”.

وعن عملهِ المُستمر والذي يُعرف به وجدي مراد أصلاً، أفادَ لموقعنا بأنَّ خططاً كثيرة يُعمل عليها للمستقبل، من أهمها الأمن، بالإضافة إلى “قانون العمل”، حيث أنَّ بلدية عاليه ستسعى إلى التّشدد بتطبيق القوانين من خلال حجز أي دراجة نارية، أو سيارة غير مسجلة”؛ وعن المُنافسة في العمل قال مراد بوضوح بأنَّ ما من شخص “سوري” سيستطيع من الآن وصاعدا فتح أي “محل” في عاليه، فالقانون واضح جداً، والمحافظة على حقوق اللّبنانيين هو الأولوية.

أما عن السّياحة في عاليه فقد عرض الريّس وجدي مراد المشاكل التي تُعاني منها بلدية عاليه تماماً كباقي البلديات، حيثُ أوضحَ بأن اللّبناني لم يعدْ قادراً أصلاً على التّنقل داخل لبنان، والسّعودي ممنوعٌ عليه المجيء إلى لبنان، والخليج بشكلٍ عام تراجعت نسبة السّياح الوافدين منهُ إلى لبنان، والجبل تأثر بذلك بشكل كبير .

كما أوضح مراد أن بلدية عاليه لم تستسلم رغم الوضع المأساوي بل كافحت وفتّشت عن نقاط الضّعف لأجل مُعالجتهاثم أضاف :” إنّنا نسعى لأن تعود عاليه “عروس المصايف الأولى” كما كانت في الفترة المُمتدة من ٢٠٠١ إلى ٢٠٠٥، ودعا مراد المستثمرين إلى أن يعودوا إلى عاليه، فهناك مشاريع كبيرة تُحضَّر، وقد تم البدء بتشييد فندق ضخم ٥ نجوم، يُعد من الأضخم في عاليه، بالإضافة إلى مشاريع كبيرة أُخرى.

ومن جهةٍ ثانية شرحَ “مراد” البرامج التّي دأبت البلدية على تنفيذها هذا الصّيف حيثُ قال:” استطعنا أن نُنجز ماراتون عاليه في منطقة رأس الجبل، وما رافقه من حفلات، ودبكات، ورقصات شعبية، حيث صرّح الأهالي بأنهم عاشوا أجواء فرح وسعادة اشتاقوا إليها كثيراً، هذا بالإضافة إلى المعرض الذي أُقيم في الشّارع العام حيث دخل الألاف إلى المعرض من مختلف المناطق، بالإضافة إلى معرض خاص بشباب وشابات عاليه المُتخرجين من المرحلة الثانوية، كما وإقامة معرض Classic Cars، الخاص بعرض مختلف أنواع السّيارات الجديدة والقديمة، ودعا مراد اللّبنانيين إلى زيارة عاليه في الحادي عشر والثاني عشر من الشهر القادم لمشاهدة عروض مُباشرة، جداً مُتقدمة، واستثنائية.

أما عن مشروع إنارة عاليه بالطاقة الشّمسيّة أشار مراد إلى أن البلدية كانت قد وضعت مولدات لإنارة الشّوارع إلاّ أن الأمر بات جداً مُكلف مع انهيار اللّيرة اللّبنانية وفقدانها لقيمتها”، ومن هنا أشار مراد إلى أنّ المُبادرة الفردية لعبت دورها، حيث قام نقيب مزيني الشّعر في عاليه الشّاب “حسام عقل” بأخذ المبادرة على مدى خمسة أشهر وذلك من خلال قيامه بحملة تبرعات لإنارة عاليه بالطاقة الشّمسيّة، وهذا ما سيحصل تدريجياً.

وعلى خطّ عمل البلديات والمشاكل التي تُعاني منها تطرقَ مراد أخيراً إلى قانون الشّراء العام، حيث اعتبره من أسوأ القوانين التي تُحارب بها البلديات من خلال العرقلات التي وضعت داخل هذا القانون لأجل كسر البلديات بعد كل هذا الصّمود.

زر الذهاب إلى الأعلى