قوة “بريكس” تتعاظم وواشنطن تبحث عن الحلول
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

تأخرت الموافقة على انضمام السعودية وإيران ومصر لبريكس، وكان على الدول التي أطلقت هذا المنظمة أن تبادر لدعوتها لتمكين سيطرتها الجيواقتصادية في عديد مناطق العالم، مما ينعكس على زيادة قوة بريكس في مواجهة الاتحاد الأوروبي وحليفه الولايات المتحدة، ووقف سطورة وليس فقط سيطرة الدولار على الاقتصاد العالمي، فالصين وروسيا والهند والبرازيل لن ندخل في حرب عسكرية مع الناتو، لكنها عليها تقليم قوته الأبرز المتمثلة بالدولار وبالتالي التفوق في اللعبة الجيواقتصادية على الجيوسياسية .

ورغم تأخر ضم الدول الثلاث إلا ان وجودها وان جاء متأخراً يمثل قوة رهيبة للمنظمة التي قد تتحكم بالعالم، فالسعودية وإيران تملكان قوة الطاقة والمال وستتزايد هذه القوة في حال انضمام الغاز الكازاخستاني، فيما مصر تمتلك أهم معبر مائي في العالم المتمثل بقناة السويس، إضافة لقوة بشرية هائلة مما يجعل المنظمة تضم الدول الأعظم سكانياً من الصين للهند فالبرازيل، وستسيطر المنظمة على سلسلة غداء هامة للعالم تتمثل بروسيا وبيلاروسيا واستغلال الأراضي المصرية وثرواتها الطبيعية والزراعية.

وهنا يصبح الدولار في خطر وقد شهد التعامل به تراجعاً في السنوات الأخيرة في ظل اعتماد دول بريكس على التعامل بالعملات المحلية، وبالتالي تراجع الطلب عليه مما سيلحق الضرر بالقوة الاقتصادية الأمريكية، بل انه في حال انضمام الارجنتين والجزائر واثيوبيا والامارات لبريكس سيصبح القوة الأكثر تأثيراً في الاقتصاد العالمي، مما يمهد لحرب عسكرية بين المعسكر الغربي ومنظومة بريكس التي ستتعاضد بكل قوتها لحماية منظمتها التي شكلت قوة مرعبة سياسياً واقتصادياً، وقد تعتقد الولايات المتحدة انها ستستفيد من وجود بعض حلفائها في المنظمة، لكن على المدى البعيد سيتواصل خسائرها وهو ما يمهد لأمم متحدة جديدة في حال تواصل التقدم الاقتصادي وزيادة الثقل السياسي للمنظمة.

وقد تطلب واشنطن الانضمام للبريكس على أمل تحويل الأعداء اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً لحلفاء، لكن بطريقة مبنية على الاحترام المتبادل، وهو أمر مرفوض في التوجهات الأمريكية الحالية القائمة على نظام التبعية المطلقة، وهو ما سيجعل من أوروبا وحيدة في الصراعات الدولية المتعاظمة في حال توافق مصر واثيوبيا وتنظيم العلاقات البرازيلية الأرجنتينية، ويصبح موقف واشنطن أصعب في حال الانحياز العربي الكامل لبريكس، إذ عندها ستصبح المعابر المائية الأهم تحت سيطرة بريكس، وكذلك الطاقة والثروات الطبيعية لأن معادلة القوى ستصبح خارج سيطرة واشنطن

Back to top button