بعد اشتباكات طرابلس مخاوف من مخلّفات الصراع وأكثر من نصف مليون لغم مخفي
النشرة الدولية –
بعد يومين من أجواء حرب قاسية بين الميليشيات المتصارعة على النفوذ، انتشرت فرق الدفاع المدني لتطهير شوارع العاصمة الليبية طرابلس من مخلفات المعارك التي تهدد بإزهاق مزيد من الأرواح.
وتلقت الجهات الأمنية بلاغات بوجود قذائف وصواريخ لم تنفجر في بعض المناطق، خاصة شارع الزاوية والجمهورية ومنطقة قصر بن غشير، وهي أكثر المواقع التي شهدت الاشتباكات.
وعلى الفور، انتقل فريق خبراء من مكتب تفكيك المتفجرات والعبوات الناسفة التابع لإدارة الشؤون الفنية بجهاز المباحث الجنائية إلى الأماكن المحددة، ومشّطها، مع استمراره في تلقي بلاغات السكان عنها.
ما عثر عليه الفريق يكشف أن الاشتباكات لم تكن هينة، بل دارت في أجواء حرب، فقد عثر على صاروخ غير منفجر استقر بجانب منزل بطريق السور، وقذائف غير متفجرة مختلفة الأعيرة في عدة أماكن بباب بن غشير ومستشفى شارع الزاوية، وتم تطهير هذه المناطق.
ودعا جهاز المباحث الجنائية السكان في حال العثور على أي أجسام غريبة ومخلفات حرب ضرورة الاتصال بالجهات المختصة.
وتواصلت شبكة “سكاي نيوز عربية” مع أهالي في منطقة قصر بن غشير. وبحسب شهادة فتحي الرياني، فإن الفريق يعمل منذ الصباح، وأزال عشرات القذائف وبقايا صواريخ، لافتا إلى أن هذه المنطقة تقاسي مثل هذه المعارك منذ عام 2011 لقربها من مطار طرابلس الذي تتقاتل الميليشيات من وقت لآخر للسيطرة عليه.
وينصح الخبير العسكري محمد أبو الروس من يعثر على مخلفات المعارك من ألغام وقذائف وذخائر وغيرها أن يتجنب بداية لمسها أو الاقتراب منها، ويتوقف عن السير، ويتصل فورا بالأجهزة المختصة.
ومن باب الاحتياط أكثر، يشير أبو الروس إلى ان الصحيح هو ألّا يدخل أي شخخص إلى الأماكن المعلوم أنه وقعت فيها اشتباكات حتى إتمام الفرق الأمنية تمشيطها.
وهناك علامات تحذيرية ترشد الشخص لمدى خطورة المكان الذي شهد معارك، مثل وجود المباني المحترقة ووجود علامات إطلاق النار على المباني وانتشار أسلاك التفجير، إضافة إلى ضرورة معرفة السكان بعلامات التحذير المحلية.
وتسود حالة من الهدوء الحذر في طرابلس بعد جولة قتال هي الأسوأ خلال عامين أسفرت عن مقتل 32 شخصا وإصابة 159 آخرين.
واندلعت الاشتباكات ليل الجمعة السبت، بين ميليشيات تسعى كل منها إلى فرض نفوذها على مساحة أوسع من المدينة.
منذ عام 2011 تعاني ليبيا من انتشار كبير لمخلفات الحروب كالمتفجرات والألغام نتيجة ما شهدته من معارك بين الجيش الليبي وجماعات مسلحة قبل مقتل الزعيم معمر القذافي، وقصف حلف الناتو، ثم المعارك التي دارت بين الجيش الوطني الليبي والميليشيات في 2014 و2019 و2020، أو المعارك المتكررة بين الميليشيات المتصارعة على النفوذ.
الأخطر من انتشار المخلفات هو عدم معرفة أماكن بعضها، فوفق تقديرات غير رسمية في ليبيا، فإنه منذ 2011 تم زرع أكثر من نصف مليون لغم أرضي دون تخطيط، ولا خرائط توضح أماكنها.
وحذرت منظمة “اليونيسيف” من أن نصف مليون شخص معرضون للخطر في ليبيا نتيجة مخلفات الحرب، منهم 63 ألف نازح و123 ألف عائد للمناطق التي نزحوا منها، و145 ألف مواطن مقيم و175 ألف مهاجر.