الملكة رانيا… صوت الأردن والعالم العربي في المحافل الدولية
بقلم: د. دانييلا القرعان
النشرة الدولية –
القاب كثيرة أطلقت على أصغر الملكات سنا في العالم، لكنها تبقى الملكة رانيا، المرأة الحديدية التي تملك موهبة كبيرة وطاقات فكرية عميقة، وبساطة مميزة، وهي ذات ثقافة واسعة، ولا تقتصر نشاطاتها على مجال معين، بل هي متعددة الاهتمامات الاجتماعية، والانسانية، والرياضية. ولقد ابرزت الملكة رانيا الوجه الحقيقي والاصيل للحضارة العربية من خلال اطلالاتها المتعددة في المحافل الدولية.
الملكة رانيا صورة صادقة للزوجة الوفية والام الصالحة، التي حظيت بحب شعبها واحترامه، فكانت على قدر من المسؤولية التي اهلتها لتكمل بها رسالتها في الحياة ولتكون الراعية والمشجعة لكل الاعمال العامة. وهذه القواسم المشتركة بين جلالة الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا جعلت منهما مثالا يحتذى به داخل المملكة وخارجها. وتبقى الملكة رانيا صاحبة الصوت المدوي في المحافل العالمية من اجل نصرة المرأة والطفولة والانسانية. ولقد تميزت بأناقتها وشخصيتها المميزة وحبها للثقافة، وهي التي قالت: “نحتاج الى نهج شمولي للتعليم ونخشى فقدان هويتنا الثقافية في إطار العولمة ونرى ان معظم اوقات الملكة رانيا لدعم الجمعيات الخيرية، ومساعدة الاطفال والمرضى والمشردين والمحتاجين”.
تبدو الملكة رانيا مع مرور السنوات انها أكثر إصرارا على إيجاد الفرص من قلب التحديات الكثيرة التي تواجهها مجتمعاتنا العربية، مع حرصها على تغيير الصورة التي يرسمها الغرب عن المرأة العربية المسلمة، وتأكيدها المستمر على أن ” الإسلام هو دين الرحمة والتفاهم والمحبة والسلام، وأن التطرف لا دين له، يملأ العالم بالشر ولا يضع أي اعتبار لحرمة الحياة البشرية”.
تقول الملكة رانيا عن التميز الذي يسود مجتمعاتنا، ويحد من دور النساء فيها ” علينا أن نكسر القوالب التي تُشكَّل عليها حياة النساء والفتيات منذ ولادتهن، القوالب التي نتوارثها من جيل الى آخر؛ لأنها تلغي دور القدرة والموهبة والطموح. علينا أن نختار من الموروث ما يعطي كل فتاة مساحة كي تفرد جناحيها وترينا تميز ألوانها. وأؤكد هنا أن القوالب هي موروث فكري وليس دينياً… فالإسلام حين أنار العالم، أعطى المرأة حقوقاً ومنزلةً وخيارات فقفزت بمكانتها من ظلم الجاهلية؛ كانت المرأة تاجرة ومزارعة ورائدة أعمال، ومحاربة وممرضة في الغزوات. ومع مرور الوقت بدأنا بتحجيم المرأة في عقولنا؛ فتحجّم دورها في المجتمع”.
لقد تاهت مني الكلمات والالفاظ عندما اتحدث عن ملكة وأم وانسانة بذات الوقت، الملكة التي نجدها حاضرة بين أبناء الشعب الأردني بكل المناسبات المفرحة والمحزنة، وبذات الوقت تواجدها الدائم في كل مناسباتها العائلية الى جانب جلالة الملك عبد الله الثاني، والتي تحرص جلالتها في كل مرة على نشر كل المناسبات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي تشاركها مع أبناء الشعب الأردني، وكأننا حاضرين معها في هذه المناسبات الوطنية الهاشمية. أكدت جلالة الملكة رانيا تميزها من خلال الجهود العظيمة في مجالات الأنظمة التعليمية بكافة فروعها وكوادرها، وأكدت ذلك من خلال إصرارها على جعل التعليم الأولوية الأولى في الأردن والعالم والعربي. ودورها الكبير في تمكين النساء والشباب، والمجتمعات، والأطفال والتكنولوجيا والابتكار.
حرصت جلالة الملكة رانيا على ان يكون حفل زفاف سمو ولي العهد الأمير الحسين منصة عالمية يشاهدها كل العالم، تحديدا الأردنيين، حيث شاركتنا جلالتها ترتيبات الحفل، ومظاهر الفرح والسعادة التي غمرت كل الحضور، فكان فرح الأمير هو فرح لكل الأردنيين، حيث صرحت جلالتها وعبرت عن مشاعرها كأم قبل ان تكون ملكة على الأردن بهذا الفرح، فرح ابنها البكر.
الكثير من الكلمات والعبارات لا تمنحك حقك، وكم أتمنى ان التقي بك يوما. كل عام وانت الأم والملكة والانسانة المعطاءة، سيدة الإنسانية والعطاء