شعار الهوية الوطنية
بقلم: صباح العنزي

النشرة الدولية –

مع قرب موعد الانتخابات النيابية لاختيار مرشحي مجلس الأمة الذين يمثلون جميع أطياف الشعب الكويتي، نرى تشعب وتنوع مطالبات المرشحين من قضايا وشؤون تهم المواطن الكويتي وكل إنسان يعيش على أرض الوطن، وكلنا نسعى إلى تحقيق هذه المطالبات ورؤيتها على أرض الواقع وأن ترى النور قريبا، ولكن هناك بعض المطالبات المبهمة مثل المطالبة بالهوية الوطنية، ولتوضيح هذا المطلب لابد لي أن أوضح أبرز مساوئ هذه المطالبات التي جاء بها بعض هؤلاء المرشحين الذين يحملون شعار الكويت للكويتيين فقط، بل قاموا بتقسيم الكويتيين إلى أقسام ومسميات فيطلقون على المواطنين الذين استوطنوا الكويت قبل استقلالها وأيضا بعد حصولها على الاستقلال وتأسيس الدستور بمسمى مثل ابن بطنها، أما المواطنون الذين اكتسبوا الجنسية تباعا فهؤلاء النسخة غير المعترف بها بمنطق هؤلاء الجهلة.

وهنا نستوقفهم ونقول: توقفوا، فالكويت وطن جميع الكويتيين من جميع الأطياف والتوجهات ولا تقتصر على فئة دون أخرى، ولا نقبل بأن يتلفظ هؤلاء القلة بمثل هذه الشعارات الباطلة التي تهدف إلى بث التفرقة وزعزعة أواصر المحبة والأخوة بين أبناء الشعب الكويتي، ونرفض ونسقط كل من يحمل هذه النزعة العنصرية، ونتكاتف ونكون صفا واحدا في وجه مثل هؤلاء الشرذمة التي تنشر مثل هذه الشعارات، فالكويت أم كل من ولد على أرضها وتنفس من هوائها وشرب من مائها وامتزج بدمه، فأصبح جزءا لا يتجزأ منها، وأيضا الكويت لا تقتصر فقط على من ولد على أرضها ولكنها تمتد وتشمل كل من يحبها، فحق المواطنة هو حق مشروع لكل إنسان مستعد أن يضحي بدمه ونفسه وماله وعرضه في سبيل حماية هذا الوطن والدفاع عنه، ويجب أن يكون مبدأنا بتحديد الهوية الوطنية هو مقدار البذل والعطاء لهذا الوطن، وأن نفعل قوانين الدستور التي تمنح حق المواطنة والحصول على الجنسية للأعمال الجليلة ولكل من يقدم لهذا الوطن خدمات جليلة ويسعى إلى تقدمه وازدهاره، وقد يقول قائل إنه لا سبيل لتحقيق هذا المطلب، ولكن نقول ما الذي يمنع من ذلك؟

ونقول ونؤكد أن السبيل لتحقيق هذا المبدأ هو تفعيل الدستور والعمل بما جاء فيه وليس مجرد قوانين توضع بالدستور ولا تنفذ، وأيضا السبيل لتحقيق ذلك هو أن نقتدى بالدول المتقدمة التي سبقتنا بذلك، والتي تسعى إلى تقدم شعوبها بتحقيق مبدأ العدالة والمساواة بين جميع مواطنيها وكفالة حقوق كل من يعيش على أرضها.

والسؤال الذي يطرح نفسه لمثل هؤلاء المرشحين الذين يحملون شعار العنصرية تحت غطاء المطالبة بالهوية الوطنية.

ما الهدف بالتمسك بهذه الشعارات العنصرية وماذا تريدون من ورائها؟

وهل هذه العنصرية تحقق التقدم والإزهار لوطننا؟

ودمتم سالمين.

زر الذهاب إلى الأعلى