المديونية تدمر كرة القدم الاردينة.. المنشية أنموذج؟
النشرة الدولية –
صالح الراشد
تتساقط الأندية الأردنية وتودع عالم كرة القدم الذي أصبح يشكل العبء الأكبر على الأندية التي يخونها الحظ وتجد نفسها تخوض غمار دوري المحترفين، كونها تحتاج لنفقات عالية لا تقدر عليها، واصبح الدوري يشكل مقتلاً للأندية منذ أن تم تطبيقه في موسم “2008/2009″، ومعه بدأت المعاناة تتزايد على الأندية التي وجدت نفسها بحاجة إلى مبالغ مالية ضخمة لا تستطيع الحصول عليها من مصادرها المحدودة، كون الحكومة والاتحاد لم يقدما الدعم الكامل للأندية والتي بدورها خذلت نفسها بزيادة حجم الإنفاق ليفوق دخلها عدة مرات فيما قصة اللعب المالي النظيف تبقى قصة شبيه بقصى ليلى والذئب، كما أنها فشلت في ايجتد موارد ثابتة تساعدها على الإيفاء بالتزاماتها.
ومع بداية انطلاق موسم تطبيق الاحتراف توالت المصائب على الأندية، فيما عم الفرح عند اللاعبين الذين أصبحوا يتلقون رواتب تفوق رواتب الوزراء والنواب والأطباء، ومنذ تطبيق الاحتراف تزايدت حدة مديونية أندية كرة القدم في الاردن بسبب تطبيقه بطريقة سريعة وغير مدروسة، مما جعل الأندية التي تلعب في دوري المحترفين تعاني الأمرين، لنجد ان أندية كانت بين فرق الأضواء قد تراجعت بسبب ارتفاع حجم النفقات والمديونية التي ترتبت عليها، وتوالى التراجع لفريق اليرموك الذي يلعب والبقعة واتحاد الرمثا والكرمل والجليل والعربي التي تخوضغمار منافسات أندية الدرجة الأولى حالياً، وهذه الأندية عانت من صعوبات ما بعد المحترفين، وهناك فرق عانت أكثر من ذلك بكثير ومنها شباب الحسين الذي تواجد في دوري المحترفين في موسم “2008/2009والشيخ حسين “2013/2014″، اللذين يخوضان غمار منافسات أندية الدرجة الثالثة، فيما اصاب الضرر الأكبر فرق الاصالة الذي كان بين الكبار في موسم “2015/2016” وغادر عالم كرة القدم بعد لقاءه مع فريق دار الدواء ليقوم بعدها بإلغاء النشاط.
الصعوبة الكبرى أصابت فريقي ذات راس ومنشية بني حسن وكانا من الفرق القوية والهامة في الدوري، ليجدا نفسيهما يرتاجعان بشكل متواصل حتى أصبحا يخوضان منافسات دوري أندية الدرجة الثانية، بسبب عدم قدرتهما على الوفاء بالالزمات المالية التي طاردت الفريقين بعد مغادرتهما عالم الأضواء، ليتعرض ذات راس إلى خسارة قاسية في كأس الأردن أمام فريق أم القطين “درجة ثانية” وبسبعة أهداف دون رد، مما يشير إلى أن وضع الفريق سيكون أصعب في قادم الايام بعد أن غادر عدد كبير من لاعبي الفريق.
أما الأكثر تضرراً من الفرق البارزة فقد كان فريق منشية بني حسن، والذي كان لعدة سنوات الحصان الاسود في دوري المحترفين وتحدد مبارياته مع الفرق القوية هية البطل قبل أن يهبط لدوري المظاليم، وهناك تكشف مديونية النادي اتضح أنه غير قادر على السداد ليتراجع مستوى الفريق لمغادرة اللاعبين البارزين، ليهبط إلى مصاف أندية الدرجة الثانية، واستمرت المعاناة لتفشل إدارة النادي في تجميع فريق قادر على خوض بطولة الدرجة الثانية، وهنا طلبت إدارة النادي رسميا من اتحاد كرة القدم بتهبيط الفريق لمصاف أندية الدرجة الثالثة دون فرض غرامات مالية، وكان الفريق قد خسر في الدور التمهيدي لبطولة كأس الأردن أمام فريق الوحدة “درجة ثانية” بنتيجة تعتبر الأكبر في تاريخ النادي وب”0-9″.
وتعاني فرق الجليل والبقعة والأهلي والعربي واتحاد الرمثا من صعوبات مالية بعد هبوطها لمصاف أندية الدرجة الأولى، كون المردود المالي من بطولة الدرجة الأولى لا يكفي لنفقات الإعداد وسداد الديون المترتبة على الأندية، ليظهر لجميع الأندية بان من يصل للاضواء ينعم بضوءه لكنه يعيش في الظلام لسنوات طوال بعد احتجابه في العوالم الأخرى، مما جعل الكثير من الإدارات تتمنى عدم تأهل فرق كرة القدم لدوري المحترفين كونه خسارة كبيرة وعجز مالي أكبر سيترتب على الأندية، ليطون ما جرى للمنشية والأصالة وذات راس عبر لجميع الفرق من خطورة المحترفين كون بطولاتهم طريق للإفلاس.