معارضة شديدة ضد انضمام تركيا الى منتدى “المجتمع السياسي الأوروبي”
النشرة الدولية –
ابدت دول الاتحاد الأوروبي وبشدة، محاولات تركيا للانضمام إلى منتدى المجتمع السياسي الأوروبي، وفق ما ذكرت صحيفة ”لوموند“ الفرنسية
يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه المشاورات مع الدول غير الأعضاء داخل الاتحاد قبل الحسم في ملف أنقرة لدخول المنتدى المنتظر.
والمنتدى المشار إليه يبدو مطمحا وهدفا خاصة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي كان قد أعلن نهاية شهر حزيران/ يونيو الفائت أنّ الاجتماع الأوّل لمشروعه، منتدى ”المجتمع السياسي الأوروبي“، سيُعقد في جمهوريّة التشيك قبل نهاية العام.
ويهدف هذا المشروع الذي اقترحه ماكرون، إلى توفير منصّة للحوار السياسي والتعاون للدول الأوروبية، ومن المقرّر أن يضمّ دولا طامحة للانضمام إلى الاتّحاد الأوروبي.
وسلط تقرير صحيفة ”لوموند“ اليوم الأربعاء الضوء على قضية العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، واصفة مشروع انضمام تركيا لمنتدى المجتمع السياسي والمخططة انطلاقته في قمة غير رسمية في تشيكيا يومي 6 و7 أكتوبر المقبل، بأنه ملف حساس ومهم، إذ تواجه الدول السبعة والعشرون معضلة حقيقية عنوانها الرئيسي أنقرة، وذلك في ضوء توتر العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي بسبب ما تعتبره نزوعا نحو الاستبداد من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وحسب التقرير، فإنه على هامش زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا الإثنين الماضي إلى أنقرة، تمت مناقشة المشروع مع الرئيس التركي ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو، ومن المقرر أن تنقل كولونا مخرجات ذلك الاجتماع الى أثينا، وتعرضها أمام رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس الذي تشهد بلاده توترا متجددا مع تركيا في قضية بحر إيجه.
ونقل التقرير عن خبراء سياسيين قولهم، إن المجتمع السياسي الذي ناقش انضمام تركيا سيطلب اجتماعا بالدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وكذلك بين البريطانيين والنرويجيين والسويسريين ودول غرب البلقان والأوكرانيين.
وسيكون الاجتماع المقبل ذا أهمية بالغة لحسم المسألة وذلك بعد أن أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام السفراء في الإليزيه إلى أن ”مسألة تركيا أثارها العديد من الأعضاء الآخرين، وستتم مناقشتها لكن ليس لفرنسا حق النقض، كما أن الأمر متروك لجمهورية التشيك، التي تترأس مجلس الاتحاد الأوروبي والتي ستتكفل بتوجيه الدعوات لحضور قمة براغ.
وأكدت الصحيفة الفرنسية أن باريس مثلها مثل العواصم الأوروبية الأخرى، مترددة في ربط تركيا بهذه ”المجموعة المناهضة لبوتين“ أو المنتدى كما يسميه بعض الخبراء، خصوصا بعد إجماع من قبل مؤيديه على الترحيب بأوكرانيا في ”الأسرة الأوروبية الجديدة ولعل ذلك ما يزيد في حجم تردد الدول السبع والعشرين من انضمام تركيا فضلا عن المواقف السلبية لها إزاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
يشار إلى أن علاقات الاتحاد الأوروبي مع تركيا تدهورت منذ أن عزز أردوغان سلطته عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016.
وستضمّ المجموعة الدول الراغبة بالانضمام إلى الاتّحاد الأوروبي مثل أوكرانيا ومولدافيا وجورجيا ودول غرب البلقان، إضافة إلى تلك التي تشعر بالارتياح لكونها خارجه مثل سويسرا والنروج، وربما حتّى بريطانيا العضو السابق.
وكان ماكرون قد شدّد على أنّ المجموعة ستكون حصرا للدول التي تتشارك ”القيَم الديموقراطيّة“ للاتّحاد الأوروبي.