قَمَريّات وتَيْمِيّات في النادي الثقافي العربي
النشرة الدولية –
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، أمس الأول، أمسية شعرية بعنوان «قَمَريّات وتَيْمِيّات» حفلت بقراءات شعرية من الشعر المحكي الشامي، من خلال مشاركة الشاعرة السورية قمر الجاسم، التي تكتب الشعر الفصيح والمحكي، والشاعر اللبناني سليمان حديفة الذي يكتب الشعر العامي المحكي، وأدارت الأمسية ماريا محيي الدين طورموش.
وفي مستهل حديثها، قالت ماريا محيي الدين، إن «الشعر المحكي» هو تطور للشعر الشعبي، وفي الوقت ذاته هناك اختلاف أضعفه تاريخياً، فأصول الشعر الشعبي تخضع لأوزان وقوافٍ معينة، لكن مع الوقت كسر الشعراء تلك الأوزان، وانفلتوا من القيد فتحوّل إلى ما يمكن إدراجه تحت مسمى «الشعر المحكي»، ومن أبرز من تقدم في هذا المضمار وكان له السبق في انتشاره شعراء «سوريا» و«لبنان»، وتأصل في أربعينيات القرن المنصرم رغم ما واجهه من حملة انتقادات واسعة من النقاد وأتباع التقليدية، وحتى شعراء التفعيلة، وبالمقابل لاقى استحساناً ورواجاً واسعين في الأوساط الشبابية، وأثبت موجوديته كونه يعبّر عن كثير من مكنونات النفس بعيداً، فأضحى ثورة شعرية يقودها جيل من الشعراء مما أظهره في نهاية المطاف إلى الواجهة الثقافية العربية نسقاً شعرياً مرحباً به بل ويُتغنّى به أيضاً. فمن منا لم تردد نبضات قلبه قبل شفتيه أغاني فيروز التي كتبها لها الأخوان رحباني وسعيد عقل وطلال حيدر، ومن منا لم يتعاطف مع «حمدة» للشاعر عمر الفرا، وهو يدافع عن إنسانية المرأة وكيانها، وكيف لنا أن نغفل عن أشعار الأبنودي وأحمد فؤاد نجم في مصر، وأيقونات الأمير بدر بن عبد المحسن، الذين أكدوا بنتاجهم الإبداعي شرعية القصيدة المحكية عربياً وبكل جدارة.
وقرأت قمر الجاسم عدة قصائد من الشعر المحكي تمثل مراحل متنوعة من تجربتها الشعرية، وهي في شعرها لا تذهب بعيداً، فقد عكفت على أشياء حياتها، وعالمها اليومي القريب والبسيط لتنسج منه قصائدها الشعرية الجميلة.