إسرائيل ترفض الشروط “الخاطئة” بخصوص الاتفاق النووي وإيران تهدد بالمسيرات
النشرة الدولية –
تعتقد إسرائيل أنه على الرغم من الخلافات الكبيرة بين إيران والقوى الغربية بشأن إحياء صفقة عام 2015، فإن الاتفاق النووي لم يلغَ بالكامل، وفقا لما نقلت صحيفة “هآرتس” عن دبلوماسي إسرائيلي.
والسبت، أصدرت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بيانا مشتركا شكك في نوايا إيران فيما يتعلق بالاتفاق وحثتها على التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فتح تحقيقات.
ومع ذلك، قال الدبلوماسي الإسرائيلي إنه يعتقد أن إحياء الاتفاق النووي قد يأتي عقب الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة المزمع عقدها خلال شهر نوفمبر.
والأحد، وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لبيد، إلى ألمانيا لمناقشة المحادثات النووية الجارية مع إيران التي تشارك ألمانيا فيها.
وفي رحلته إلى برلين، يلتقي لبيد مع المستشار الألماني أولاف شولتس، ووزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، والرئيس فرانك فالتر شتاينماير، بينما من المتوقع أن يلتقي وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنتونيو غوتيريش، الاثنين، ويطلع مجلس الأمن على كل من القضية الإيرانية واتفاقات إبراهيم.
وقال لبيد بمؤتمر صحفي مشترك عقده مع شولتس في برلين، الاثنين، إن “علينا أن نتحرك سويا ضد التهديدات المتزايدة بأن تصبح إيران دولة نووية”. ووصف لبيد العودة للاتفاق النووي بالشروط المطروحة حاليا بالخطأ.
من جانبه، قال شولتس: “نأسف لأن إيران لم ترد بعد بشكل إيجابي في المحادثات النووية”، موضحا أن الجانب الأوروبي قدم مقترحات “لا يوجد سبب لعدم موافقة إيران عليها”.
وبحسب “هآرتس”، تعمل إسرائيل بشكل رئيسي خلف الكواليس مع أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء الكونغرس الأميركي في محاولة لإقناعهم بدعم مواقفها في عدم إبرام صفقة مع إيران.
وقال الدبلوماسي: “نعتقد أن هناك اتفاقا أفضل من هذا”، مضيفا أنه إذا تم تأجيل توقيع الاتفاقية إلى ما بعد منتصف المدة، فقد يتمكن معارضو الاتفاقية من تحقيق الأغلبية في الكونغرس وجعلها أكثر صعوبة للإدارة الأميركية للموافقة عليه.
وأشار إلى أنه “من السابق لأوانه معرفة ما سيحدث في الانتخابات النصفية”.
وتعارض إسرائيل الاتفاق النووي الذي وقع العام 2015 وشهد العام 2018 انسحاب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، منه قبل أن يعيد فرض عقوبات قاسية على إيران.
وفي حين تشير التقارير الاستخباراتية إلى أن جهود إيران لتخصيب اليورانيوم قد يسمح لها بالوصول إلى كمية كافية لتصنيع قنبلة نووية واحدة في غضون أسابيع قليلة، تعتقد إسرائيل أن إيران لا تريد المضي قدما إلى هذه المرحلة وأنه ليس لديها الوسائل اللازمة لتصنيع واستخدام القنبلة النووية.
وقال الدبلوماسي إنه على الرغم من أن إيران تبعد أسابيع عن الكمية المطلوبة من اليورانيوم لإنتاج قنبلة نووية، إلا أنها “تفتقر إلى الكثير للوصول إلى سلاح نووي”.
وأوضح أن “إيران تريد تخفيفا اقتصاديا” لرفع العقوبات وإغلاق التحقيقات المفتوحة ضدها.
وتابع: “يجب أن يكون هناك تهديد حقيقي ضد إيران يمنعها من تحقيق اختراق نووي ويحثها على التفاوض على اتفاق أفضل”. وقال إن إيران يجب أن تجبر على توقيع اتفاق.
وبدأت إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق، بتنسيق من الاتحاد الأوروبي ومشاركة الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، مباحثات لإحيائه في أبريل 2021، تم تعليقها بداية في يونيو.
وبعد استئنافها في نوفمبر من العام ذاته، علّقت مجددا منتصف مارس 2022، مع بقاء نقاط تباين بين واشنطن وطهران، على رغم تحقيق تقدم كبير.
ومطلع أغسطس، استؤنفت المباحثات في فيينا مجددا. وأعلن الاتحاد الأوروبي في الثامن منه، أنه طرح على الطرفين الأساسيين صيغة تسوية “نهائية”. وقدّمت طهران للاتحاد الأوروبي مقترحاتها على النص، وردّت عليها واشنطن في 24 من الشهر ذاته.
وفي الأول من سبتمبر، أكدت الولايات المتحدة تلقّيها ردا إيرانيا جديدا، معتبرة على لسان متحدث باسم وزارة خارجيتها أنه “غير بنّاء”.
وتحدث الدبلوماسي الإسرائيلي عن وضع المفاوضات بشأن الاتفاق النووي، قائلا إن مزايا الصفقة قصيرة المدى وأن الأموال والشرعية التي ستحصل عليها إيران لاحقا ستصبح قضية. وتنتهي بنود الصفقة الأصلية عام 2030.
وأضاف أنه من أجل عدم الاضطرار إلى العودة للمفاوضات مجددا، ينبغي تمديد صلاحية البنود.
في سياق متصل، قالت إيران، الاثنين، إنها مستعدة لمواصلة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بينما كشفت عن طائرة مسيرة قادرة على “ضرب مدن رئيسية في إسرائيل”، بحد زعمها.
وكان إسرائيل قد هددت بمهاجمة مواقع نووية إيرانية إذا فشلت الدبلوماسية في إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015
وبعد أن عبرت القوى الأوروبية عن إحباطها من نوايا طهران لإنقاذ الاتفاق، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الوكالة إلى “عدم الإذعان لضغوط إسرائيل” بشأن أنشطة طهران النووية.
ويجتمع مجلس محافظي الوكالة، الاثنين، بعد ثلاثة أشهر من تبني قرار يحث إيران على تقديم إجابات موثوقة في تحقيقات الوكالة في آثار اليورانيوم التي عُثر عليها في ثلاثة مواقع في إيران.
وقال كنعاني في مؤتمر صحفي تلفزيوني: “تعلن إيران تعاونها البناء مع الوكالة باعتباره التزاما… وبينما هناك التزامات على إيران، فإن لها حقوقا أيضا”.
وأضاف: “من الطبيعي أن تتوقع إيران إجراءات بناءة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأعضاء مجلس محافظيها”.
وتعدت إسرائيل، التي يعتقد على نطاق واسع أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، بعدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة ذرية. وتنفي إيران تماما أنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية، وتقول إن برنامجها النووي سلمي.
ونقلت وكالة مهر شبه الرسمية عن قائد القوات البرية الإيرانية البريجادير جنرال، كيومارس حيدري، قوله إن البلاد طورت طائرة مسيرة انتحارية طويلة المدى “مصصمة لضرب تل أبيب وحيفا في إسرائيل”.
وحذر رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد)، ديفيد بارنيا، الزعماء الدينيين في إيران من “اللجوء إلى القوة ضد إسرائيل أو الإسرائيليين”.
وقال بارنيا في كلمة ألقاها في جامعة ريتشمان القريبة من تل أبيب، الاثنين، “يجب أن تدرك القيادة العليا في إيران أن لجوء إيران أو وكلائها إلى القوة ضد إسرائيل أو الإسرائيليين سيُقابل برد مؤلم ضد المسؤولين (عن ذلك) على الأراضي الإيرانية”.
وأضاف: “هذا سيحدث في طهران وفي كرمانشاه وفي أصفهان”، مشيرا إلى المناطق الإيرانية التي رصدت فيها السلطات عمليات تخريب ضد منشآت أو أشخاص على صلة بالبرامج العسكرية أو النووية بالبلاد.