عماد الحاج: لبنان لا ولن ينتهى. وإن انتهينا نحن
النشرة الدولية –
Associationavecexpat –
كتب د. عماد الحاج عبر صفحته على فيسبوك :
لبنان لا ولن ينتهى. وإن انتهينا نحن .
كثر حاولوا قتله لكنهم نسيوا انه في عين ورعاية الله
الشياطين في الداخل والخارج سعت إلى انهياره كل وفق مصالحه. شوهت لبنان الرسالة وزعزعة التجربة اللبنانية نعم العافية الوطنية تعاني وإن هزلت لكنها ما تزال حية. فهل من ناصر ينصرها فتستعيد عافيتها وقوتها. لبنان كان وسيبقى وطناً لنا. روحه قوية منذ زمن التكوين وإن مزقت جسده “عصابات المال والنهب” وكل من لا يريد لبنان وطناً بل مزارع وكانتونات وأن لا يكون سكانه مواطنين بل رعايا واتباع.
نعم سنظل نحلم اًن يصير لبنان دولة، وطناً ركائزه المحبة الصدق الانفتاح والتلاقي البحبوحة والازدهار لبنان اللذي يرفض الحقد التعصب والتكاذب. لبنان اللذي لا يرضى ان تغدو فيه الحرية ظل للعبودية. لبنان المفعم بالحياة والفرح لابنائه وبناته وايس لبنان اليأس اللذي يرمي ابنائه تحت اقدام الموت.
ارقد بسلام يا طلال سلمان. ساشارك الاصدقاء بعض ما قلته انت منذ سنوات لكن عذرا لن اخون وطني لكي يبقى فيه من هم من اهل الوفاء كما أردت انت وإن خاب ظنك. “الغريب جداً، أنهم يعرفون ما نعرفه عنهم ولا يبالون.
يعرفون رأينا فيهم علناً. يعرفون أننا نعرف نهبهم وسرقاتهم وانتماءاتهم وعقولهم الجهنمية وخياناتهم السياسية. إنهم على دين الإرتكاب، والناس خلفهم عل دين ملوكها. وملوكنا “زعماء” كذبة. ماهرون في الكذب والتكاذب، وممثلون يجيدون الخيانة ببراءة كاذبة.
هذا الكيان الذي كنا فيه، أفلس تماماً. خلقياً وعقلياً ومالياً وقضائياً وصحياً وتربوياً وإنسانياً وإجتماعياً. أفلس على الملأ. ومع ذلك يتبارون في الرقص على جثة البلد… كل المحاولات الإنقاذية فشلت. عفواً. أفشلوها بذكاء شيطاني. وكلهم يعني كلهم. لا بريء أبداً في ما بينهم. عباقرة في الإرتكاب.
صدف أن وجد بيننا أناس مؤمنون بالوطن. حاولوا. فشلوا. صمدوا ثم تبدّدوا. رغبوا ثم خابوا. تأملوا ثم يئسوا. أكثرية الشعب اللبناني مؤلفة من أقليات متنازعة. هؤلاء، لا يصنعون ثورة. يكتفون وبالإعلان عنها شفهياً. لا أحزاب علمانية وديموقراطية وتقدمية. لغتها خشبية. لا نقابات البتة. هياكل عظمية لا روح فيها. النقابات تابعة للطوائفيات.
دلونا على جسم سليم في هذا الكيان السقيم. لا شيء يبشر بفجر. كله كالح. أسود. أو رمادي يعمي العيون ويطفئ القلوب.
وبعد كل ذلك، فما العمل؟
لم يتبق لنا سوى الخيانة.
نعم الخيانة. علينا أن نصل إلى القطعية التامة مع هذا النظام المسخ، هذا الكيان اللاغي للوطن، هذا الوطن الذي يمتنع عن الحضور.
بكل موضوعية، أعلن خيانتي لهذا اللبنان المسخ. أحببناه فكرهنا. قدمناه على الطائفية فتشبث بها. فعلنا ما نستطيع، ولو قليلاً، ولكنه تجنبنا وشرَّدنا. شعبه يملك من الذكاء والعلم والعبقرية الكثير، ولكنه محكوم بعصابات شاطرة جداً في الغزو والفتك والبقاء، وإحاطة مواقعهم بأتباع أحقر من أحقر الكائنات. يحمون محمياتهم بتأصيل التعصب والكراهية، ويتبارون في ارتكاب الزنى السياسي، في فراش الحكم الفاسق.
غداً، سيموت اللبنانيون قهراً وجوعاً وفقراً وعوزاً ومرضاً. لم يبق لسكان هذا الكيان رغيف خبز بسعر عرق الجبين. لا دواء غداً. الإفلاس، الذي ارتكبه الحكام، قديماً وحديثاً، هو نتيجة طبيعية لتراخي الناس ومسامحتهم لزعمائهم. إنهم متهمون بخيانة أنفسهم لصالح مقاماتهم السياسية والمذهبية… كان يشبه مغاور اللصوص.
الكيان الموروث من الإستعمار، فشل المستعمرون في إصلاحه. حاولت فرنسا محاولة خائبة. فشلت بسرعة. كيان مشلَّع بين محاور. هذا الأمر ليس جديداً أبداً. طول عمره موزع بالولاءات بين محاور ومذاهب وبلاد وثقافات. لا شيء يجمعه سوى سرقة البلد وأهله.
هل من إصلاح؟ سؤال سخيف ومنحط. من سيقوم بهذه المهمة؟ الناس؟ أين هم؟ الأزلام؟ لقد قاموا بمهمة التدمير. عبث. لا حل أبداً، لا في الأفق المنظور ولا في الأفق البعيد.
نحبك يا لبنان الذي حلمنا به وطناً. نكرهك يا لبنان الذي هو صنيعة لصوص السياسة. وأفضل ما نقوم به، هو خيانة هذا “اللبنان”، على أمل، قد يكون مستحيلاً، في ولادة لبنان آخر، في زمن غير معروف.
لقد انتهى لبنان. مات. جثته حية ترزق، لأن لا أحد مؤهل لدفنه أو لقيامته.
وعليه، سأخونك يا بلدي الحبيب. وفي عيني دموع، وفي قلبي غصة، وفي أفقي عتمة….. وداعا”يا لبنان”
رحمك الله يا طلال قد تكون الظلمة تحيط بك اليوم لكنني متمسك بما قاله القديس فرنسيس بان” شعاع من الضوء يبدد الكثير الكثير من الظلمات”. فكيف بالأحرى إيماننا ويقيننا بأننا سنبصر النور لا محال.