حوار الحزب والتيار… لا للتسوية!!!
بقلم: ايناس كريمة
النشرة الدولية –
لبنان 24 –
يبدو أن الحوار بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” بدأ يخطو خطوات إيجابية وسط تسريبات عن تقدّم جدّي حصل حول بعض النّقاط الخلافية في مشروع قانون اللامركزية الإدارية والمالية التي طرحها رئيس “التيار” جبران باسيل كشرط لسيره بدعم مرشّح “الحزب” لرئاسة الجمهورية رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية.
ولعلّ توجّه “التيار” و”الحزب” إلى تفعيل هذا الحوار وتخطّي الصعوبات التي كانت قد واجهت اللجنة المختصّة بنقاش تفاصيل مشروع القانون يوحي بأن الطرفين غير راضيين عما يُحكى عن إبرام تسوية تشارك فيها الدّول الخمس المعنيّة بالملف اللبناني، خصوصاً أن هذا الأمر يحصل بعد انكفاء الفرنسيين تدريجياً عن الساحة اللبنانية وتسلّم القطريين الواجهة ممثّلين “الخماسية الدولية”، من هنا يمكن حسم أن “حزب الله” و”الوطني الحر” لن يكونا حتماً جزءاً من هذه التسوية، أي بمعنى آخر لم يوافقا على الخطوط العريضة التي من المُتوقّع أن تُطرح عليهما في المرحلة المُقبلة.
وترى مصادر سياسية متابعة أن هناك توجّها لدى القطريين بات شبه معروف يميل الى كفّة قائد الجيش جوزاف عون، الأمر الذي بلا شكّ يستفزّ رئيس “التيار الوطني الحُرّ” جبران باسيل،ذلك لأن الرجل يعارض بإصرار وصول عون بل ويفضّل عليه أي مرشّح آخر حتى وإن كان فرنجية نفسه، لذلك فهو بات أكثر جديّة في حواره مع “الحزب” علّ النقاش يصل الى نتائج مرضية.
في مقابل ذلك لا يبدو “حزب الله” مستعدّاً بعد لتقديم تنازل بحجم التنازل عن اسم مرشّحه سليمان فرنجية، لأن هذا النوع من التنازلات يعني تسليمه بعدم قدرته على إيصال مرشّحه للرئاسة ويعني أيضاً أن “الحزب” اليوم بات أضعف من العام 2016 داخل المؤسسات الدستورية مع الأخذ بعين الاعتبار أن عدد النواب لم يوصل الرئيس السابق ميشال عون الى بعبدا إنما قوة “الحزب” ونفوذه الداخلي والاقليمي آنذاك.
لذلك فإن الأجواء المُحيطة بالحوار الثنائي بين الطرفين تؤكّد بأنهما يرغبان بالوصول الى نتيجة مرجوّة في السياسة عموماً من جهة، وتحفظ ماء وجه “التيار” أمام بيئته وتعزّز قدرة “الحزب” أمام جمهوره من جهة اخرى. ولعلّ إبرام أي تسوية في المرحلة القليلة المُقبلة سيُحدث توازناً جدياً بين “قوى الثامن من آذار” و”الوطني الحر” وبين القوى الإقليمية التي تُعارض وصول مرشّح “حزب الله”.