حرب أوكرانيا.. صراع الديوك وعودة سياسة الأقطاب الدولية
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

غالبا، لكل “ديك” دولة ورجال والتأكيد، عقود من الحروب.

في منظور الحرب الروسية الأوكرانية، اتضحت حلبة صراع الديوك بين الرئيس الروسي  بوتين والرئيس الأميركي بايدن.

عمليا: أوكرانيا وسط الحرب،  والعالم من حولها ينتظر تلك المناورات العسكرية الأمنية، الاقتصادية التي تنذر بعودة الحرب الباردة بين الأقطاب.

الحرب الباردة [ Cold War]؛ مصطلح يُستخدم لوصف حالة الصراع والتوتر والتنافس التي كانت توجد بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وحلفائهم من فترة منتصف الأربعينيات حتى أوائل التسعينيات، تلك الظلال التي حام حولها ديوك الزعامة في شكلها القديم والحديث.

 

*.. بايدن ومنصة الأمم المتحدة.

 

في خطاب أمام الأمم المتحدة، حذر الرئيس بايدن من أن حرب موسكو في أوكرانيا، تشكل تهديدًا لأسس الأمم المتحدة رسالتها الأممية في السلم والأمن الدولي.

جاء  الخطاب الأميركي،  أمام الجمعية العامة، ردا مباشرا على تصعيد الرئيس الروسي  بوتين  في رسالته ودفاعه عن عدوانه، الذي يدخل الشهر الثامن على أوكرانيا، صراع دفع حلف الناتو والإدارة الأميركية  نحو المجهول بين الحرب واللا حرب، بينما تدفع أوكرانيا النتيجة بكل ويلاتها.

بايدن قال:دعونا نتحدث بصراحة: عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة غزا جارتها ، وحاول محو دولة ذات سيادة من خريطتها،مؤكدا: “لقد انتهكت روسيا دون خجل المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة.

تحرك بايدن بعد  بوتين، تلك الحركة التي يرثها العالم عندما كانت الديوك تتصارع في الحلابات الشعبية، رهانها الدم وترنح الديك العنيد(….)، وهذا التصور جعل بوتين، يتحرك نحو أكبر تصعيد لحربه ضد أوكرانيا منذ أن بدأت في فبراير، وأمر بتعبئة ما يقرب من 300 ألف جندي احتياطي في الجيش الروسي ،في مقابل  خطاب اتهم الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بـ “الابتزاز النووي” ضد موسكو.

 

* بوتين في الخطاب المسجل.

تهديد، مناورة، وقرار، ذلك خطاب بوتين المسجل مسبقا، وفيه يخاطب دول المواجهة الغربية :”إلى أولئك الذين سمحوا لأنفسهم بمثل هذه التصريحات عن روسيا ، أود أن أذكركم بأن بلادنا لديها أيضًا وسائل تدمير مختلفة ، وأن بعض المكونات أكثر حداثة من تلك الموجودة في دول الناتو”.

.. هنا عاند  الديك الروسي، وأعاد تكتيك التهديد بالسلاح النووي المتطور.

في المقابل، تقول الأوساط المقربة من الديك الأميركي، ان خطابه التاريخي في الأمم المتحدة :مر خطاب بايدن بمسودات متعددة وتم تحديثه خلال الـ 24 ساعة الماضية ليعكس آخر التطورات في أوروبا؛ فيه تركيز مقصود، على الدعم الأمريكي الثابت لأوكرانيا في الأشهر الأخيرة من خلال مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات وسعى إلى حشد الدعم العالمي ضد روسيا ، بحجة أن الأمر يتعلق بالسيادة والنظام الدولي، فمهما كنت ، وأينما تعيش ، ومهما تؤمن؛ كل هذا  من شأنه أن يبرد دمك”.

.. في جانب آخر، عزز بايدن  من خطط بلاده، الولايات المتحدة التي  ستقدم 2.9 مليار دولار أخرى للمساعدات الإنسانية ومساعدات الأمن الغذائي ، متهمًا بوتين بتسبب حربه في انعدام الأمن الغذائي العالمي.

*من أكله الذئب؟

الحال الروسي، لم يتوقف عن ضخ الأكاذيب حول تداعيات الحرب العسكرية والامنية والاقتصادية والبيئية، ولفت إلى إلقاء اللوم في أزمة الغذاء على العقوبات التي فرضها الكثيرون في العالم على  روسيا جراء استمرار العدوان على  أوكرانيا.

.. ما يجري داخل أروقة الأمم المتحدة في اجتماعها خلال الجلسة الافتتاحية للدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، يطرح سؤال الصراع بحثا عمن أكله الذئب، فما سلط عليه  العديد من أعضاء الأمم المتحدة، انحاز نحو حقيقة مؤسفة، لا تضع اي إجابات، فالعالم:إما متعاطفين مع روسيا أو معادية، شكليا للولايات المتحدة.

 

* ملاحظات  تزيد من حدة حرب أوكرانيا

 

يتتبع الإعلام الدولي خطاب  بوتين  الذي ، وضع فيه  نحو الغرب، إشعارًا نوويًا مع حشد مئات الآلاف من القوات الإضافية لدعم استمرار الحرب  في أوكرانيا، رغم تضارب  الوضع العسكري في جبهات القتال،

 

وحددت الرؤية الإعلامية ملاحظات، بعد دخول الحرب شهرها الثامن، منها:

 

*أولا:

أعلن بوتين عن تعبئة جزئية اعتبارًا من 21 سبتمبر ، وهي خطوة قال وزير دفاعه إنها تستدعي ما يقرب من 300 ألف جندي احتياطي، سيتم استدعاء جنود الاحتياط العسكريين فقط ، وبشكل أساسي أولئك الذين خدموا في القوات المسلحة ولديهم تخصصات مهنية عسكرية محددة وما يقابلها من خبرة.

 

*ثانيا:

اتهم بوتين الغرب بـ “الابتزاز النووي” ، ووجه تهديدات صريحة بشأن نشر مخزون موسكو النووي الهائل.

وقال بوتين: “عندما تتعرض وحدة أراضي بلادنا للتهديد ، فإننا بالطبع سنستخدم جميع الوسائل المتاحة لنا لحماية روسيا وشعبنا”.

.. في المقابل،  قللت الإدارة الأميركية، بشكل عام من المخاوف من أن بوتين قد يفي بالتهديد.

جون كيربي ، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض ، لقناة ABC “صباح الخير يا أمريكا” يوم الأربعاء أن الولايات المتحدة تتعامل مع تهديد بوتين “غير المسؤول” “بجدية”.

فيما، أشار الرئيس بايدن إلى “تهديدات بوتين النووية غير المسؤولة” في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء ، مضيفًا أنه “لا يمكن كسب حرب نووية ، ويجب عدم خوضها أبدًا”.

 

*ثالثا:

صاغ بوتين الحرب في أوكرانيا مرارًا وتكرارًا على أنها مواجهة عالمية مع العالم الغربي ، والتي قال إنها “تجاوزت كل الخطوط” فيما وصفه بأنه جهود للقضاء على روسيا.

 

.. ويجادل العالم بالقول:في سياسته العدوانية المعادية لروسيا ، تجاوز الغرب كل الخطوط. نحن نسمع باستمرار تهديدات ضد بلدنا وشعبنا.

.. وإن هدف هذا الغرب هو إضعاف وتقسيم وتدمير بلادنا في نهاية المطاف. إنهم يقولون بالفعل إنهم كانوا قادرين في عام 1991 على تفكيك الاتحاد السوفيتي ، والآن حان الوقت لروسيا نفسها كي تتفكك. وقد كانوا يخططون لذلك لفترة طويلة “.

 

*رابعا:

جادل بوتين بأن روسيا ليس لديها خيار سوى شن غزوها لأوكرانيا ، في مواجهة خطر الإبادة من قبل الغرب ونظام “النازي” الذي يسعى للحصول على أسلحة نووية عبر الحدود في أوكرانيا.

 

“بعد أن رفض نظام كييف علنًا تسوية قضية دونباس سلميًا وذهب إلى حد الإعلان عن طموحه لامتلاك أسلحة نووية ، أصبح من الواضح أن هجومًا جديدًا في دونباس … كان أمرًا لا مفر منه ، وسيتبعه حتما الهجوم على شبه جزيرة القرم الروسية ، أي على روسيا “.

جيوسياسيا ، لم تكن أهداف بوتين النهائية في أوكرانيا واضحة. سعت روسيا في البداية إلى تطويق كييف والاستيلاء عليها ؛ ومع ذلك ، فقد اضطرت لسحب قواتها حول العاصمة وسط صراع على خطوط الإمداد وخسائر فادحة.

 

*خامسا:

كان أحد دوافع بوتين للحرب هو منع توسع الناتو في حديقته الخلفية. لقد أدى الغزو إلى نتائج عكسية بهذه الطريقة ، مما أدى إلى تسريع طلب أوكرانيا للانضمام إلى التحالف الأمني ​​ودفع السويد وفنلندا إلى التحرك بسرعة لتصبحا أعضاء في الناتو.

.. لكل ديك من يراهن على قدرته في حلبة الصراع..

 

لهذا، يرى العالم ان عودة الحرب الباردة، كمواجهة سياسية وإيديولوجية وأحيانا عسكرية بشكل غير مباشر، تعيد لوعة العالم والأمم المتحدة، لتلك الحالة السياسية التي دارت أحداثها خلال 1947-1991 بين أكبر قوتين في العالم بعد الحرب العالمية الثانية هما الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي. وكان من مظاهرها انقسام العالم إلى معسكرين: شيوعي يتزعمه الاتحاد السوفيتي وليبرالي تتزعمه الولايات المتحدة.

.. مرحليا، الصراع لن يحدد قيمة لأي تلك المراحل من سرية الحرب الباردة السرية، رقودها المزيد من ديوك الصراع اللامحدود.

Back to top button