السعودية تسير بخطى ثابتة صوب الريادة
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
إثنان وتسعون عاماً كانت شاهدة على تغيرات كبيرة في المملكة العربية السعودية، فالأرض التي كانت صحراء قاحلة تسكنها قبائل من البدو الرُحل، تحولت تدريجياً حتى غدت تضم مجموعات كبيرة من المدن الجميلة الحديثة، والسكان الذين كانوا يعتاشوا على رعي المواشي، أصبحوا اليوم يملكون أضخم رؤوس أموال في المنطقة بل في العالم، لتنهض المملكة السعودية نهضة كبيرة وسريعة لنجد أن ما قطعته في إثنين وتسعين عاماً تحتاج الدول لقطعة في قرون طويلة من الزمن، لكنها دعوة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ليُجبى إليها ثمرات كل شيء وتُخرج الأرض أغلى ما فيها من نفط وغاز، لتصبح الدولة الأولى في العالم بتصدير النفط والقوة المؤثرة على العالم أجمع.
نهضت السعودية وأخذت بأيدي العديد من الدول العربية في النهوض معها وساندتهم في السراء والضراء، لتشهد المنطقة نهضة شمولية بقيادة سعودية حيث تهفو القلوب للحرمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وساهمت سعة أراضيها وتنوع خيراتها في نهضتها إضافة إلى التنوع الثقافي بعد أن فتحت أبوابها للعرب وغيرهم للعمل فيها، لتندمج هذه الثقافات منتجةً لنا فكر حضاري قائم على التطور والعلم والمعرفة والتشاركية والشعور بالآخر، لتقدم العون للعديد من الدول في بناء مشاريع تنموية نقلت تلك الدول مرحلة للأمام.
واستمرت السعودية في نهضتها من عام لآخر، وانتقلت إلى دولة مدنية مميزة بفضل المدن الكبيرة المنتشرة على أراضيها، كما نهضت في مجالات الطب والتعليم وشبكات المواصلات لتغدوا مطاراتها الأجمل والأبهى شوراعها الأفضل، فيما التعليم والصحة يتقدمان من عام لآخر بفضل الانفتاح على العالم وتطبيق أحدث النظريات في مجالي التعليم والصحة، وهو ما انعكس بالايجاب على الفكر المجتمعي الذي غدا ممولاً بالفكر والرأي والمال للعديد من المشاريع العالمية.
وفي مجال الرياضة شهدت السعودية نهضة كبيرة جعلتها أحد فرسان القارة الآسيوية في شتى التخصصات الرياضية، كما أصبح منتخبها بكرة القدم علامة مسجلة للظهور في كأس العالم ممثلاً عن القارة الآسيوية، وارتفع مستوى الدوري فيها حتى أصبح الأقوى آسيوياً لتتوج أندية السعودية بالألقاب الآسيوية بكل قوة وجدارة، كما نهضت الثقافة والفنون في القرن الأخير إلى جانب النهضة الإعلامية المتميزة، ليكون التطور شمولي وبطريقة ذكية حيث يسير الحفاظ على الموروثات الحضارية والتطور السريع في التكنولوجيا العالمية جنباً إلى جنب، والغاية الحفاظ على السعودية كمملكة نهضوية قادرة على النهضة السريعة.
لقد قاد السعودية منذ يومها الوطني الأول إلى يومنا هذا سبع ملوك، كلهم كان غيور على وطنة مُحب لشعبه صادق في تعامله، ليقدموا أفضل ما لديهم للحفاظ على دولة الحاضر ولبناء مملكة المستقبل، لتغدوا البلاد أجمل وأرحب ومقصداً للعالم أجمع من متعبدين في الأماكن المقدسة إلى تجار يبحثون عن تبادل المنفعة، لتصبح الرياض مركز العالم الحقيقي وعاصمة العالم الحديث فيما جدة مدينة التطور والنهضة ويستمدان قوتهما من مدينتي النور مكة والمدينة، هذه السعودية التي تسير بخطا ثابتة صوب الريادة العالمية، حفظها الله وحفظ خادم الحرمين وولي عهدة وحفظ شعبها.